بروكسل تعدّ تدابير طارئة تحسبا لبريكست دون اتفاق
السبت 2018/09/29
أفاد تقرير إخباري بأن الاتحاد الأوروبي بدأ يستكشف التدابير الطارئة التي قد يحتاج إلى اتخاذها دون تعاون من المملكة المتحدة إذا ما مضت للخروج من التكتل دون اتفاق، فيما تعمل الحكومة البريطانية بدورها على إعداد خطط طارئة تحسبا لانهيار المفاوضات، بعد تعثرها في المنعرج الأخير.
ونقلت وكالة بلومبرغ، الخميس، عن مصادر مطلعة على اجتماع عُقد في بروكسل بحضور ممثلين عن حكومات الدول السبع والعشرين المتبقية في الاتحاد، أن الممثلين بدأوا في مناقشة الخطوات الأحادية التي قد يتخذها الاتحاد الأوروبي في حال انهيار المفاوضات قبل مغادرة بريطانيا للاتحاد في 29 مارس.
ولفتت المصادر إلى أن المشاورات حساسة بشكل خاص لأن الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يعطي المملكة المتحدة أي مبرر للتفكير في أن هناك أي بديل لاتفاق الخروج المطروح.
ووفقا للوكالة، يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن الفشل في الوصول إلى اتفاق سيؤدي إلى تهاوي الثقة بين بريطانيا والحكومات الأخرى، ما يقلل من فرص أي تعاون ويجبر الاتحاد الأوروبي على تولي الأمور بنفسه.
ووصلت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى أكثر مراحلها حساسية، حيث لا تزال تراوح مكانها مع اقتراب مهلة محددة لها في منتصف نوفمبر القادم.
ولا يتوقع المسؤولون في بروكسل حدوث أي تقدم في أي مفاوضات بشأن انسحاب منظم قبل إزاحة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لعقبة مؤتمر حزب المحافظين الذي سيمتد حتى الثالث من أكتوبر، كما يأملون في تحقيق تقدم في الوقت المناسب من أجل تمهيد الطريق لعقد قمة مقترحة في 18 أكتوبر.
وتصاعدت ضغوط بريكست على رئيسة الوزراء البريطانية بعد دعوة غريمها العمالي للذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما لم تتوصل إلى “صفقة معقولة” للانفصال عن الاتحاد الأوروبي تحظى بدعم نهائي في البرلمان، فيما يرفض الاتحاد الأوروبي الخطة البريطانية للانفصال ويطالب لندن بتعديلها، وهو ما ترفضه ماي.
ويتخوّف محللون من الأثر الاقتصادي لانفصال بريطانيا دون اتفاق، إضافة إلى مخاوف بشأن مخاطر ذلك على السلام الهش في أيرلندا الشمالية وإقامة نقاط تفتيش حدودية مع أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
ووفقا للتوقعات الأكثر تشاؤما، يمكن أن يكون السبت 30 مارس 2019 من أكثر الأيام فوضى في تاريخ أوروبا لما بعد الحرب، إذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون وجود اتفاق، حيث كان ينظر إلى حدوث هذا الأمر على أنه مستحيل عمليا، لكن الوقت ينفد.
وتصاعدت الضغوط على بريكست مع تنامي الأصوات الداعية إلى استفتاء ثان بشأنه وتراجع المواقف الداعمة للانفصال، بعد أن تعرضت خطة ماي للانتقاد من قبل أعضاء حزبها قبل خصومها، فيما تشكلت لدى البريطانيين رؤية أكثر وضوحا لتكلفة الانسحاب الباهظة، الأمر الذي يثير سيناريوهات واحتمالات عديدة قد تصل إلى درجة التراجع عن بريكست، وهو ما لم تستبعده رئيسة الوزراء.