وزير الثقافة..يُشيد بعمق التعاون المشترك بين المغرب و حكومة إمارة الشارقة في مهرجان الشعر العربي
من مراكش ياسين الفجاوي
أكد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال أن الثقافة هي أساس كل تنمية بشرية وإنسانية شاملة، والشعر هو المشترك الجمالي والانساني بين الشعوب العربية بما هو عليه كأسمى خطاب وأصدق رسالة وجهها العرب للعالم أجمع، مشيدا بعمق التعاون المشترك بين وزارة الثقافة والاتصال وحكومة إمارة الشارقة وبالمبادرات الثقافية الراقية القادرة على تعميق العلاقة بين البلدين الشقيقين وباقي الدول الصديقة والشقيقة.
وأضاف الأعرج مشيرا في سياق كلمته الافتتاحية لمهرجان الشعر العربي مساء أمس السبت 22 شتنبر 2018 بمراكش، أن وزارة الثقافة والاتصال حريصة على خلق ودعم واستضافة التظاهرات الثقافية الكبرى الوطنية منها، والدولية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام أشار المتحدث ذاته أن مهرجان الشعر العربي مولود ثقافي متميز يُراهن على إشعاعه لتسويق الرصيد الثقافي الغني للمغرب بين دول الخليج.
وفي السياق ذاته أشار عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة أن مدينة مراكش تحضى بمكانة متميزة لدى إمارة الشارقة، وما كان ذلك مصادفة أو وليد فكرة عابرة بل جاء نتيجة لتوافق المضمون والعطاء، حيث تلقت المدينة الحمراء مبادرة الشارقة بكل ترحاب مُقدّرة اختيارها الذي جاء من أقصى المشرق العربي، فتم تأسيس دار للشعر بمراكش لتكون حاضنة للشعراء بالمغرب، مما يعكس عمق العلاقات الوطيدة التي تجمع بين المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة، ناقلا المتحدث ذاته في السياق نفسه رسالة أمير الشارقة صاحب السمو الدكتور سلطان ابن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، والتي عبّر فيها عن امتنانه للمجهودات المبدولة لتفعيل دار الشعر بمراكش،ُ متوجّها بعبارات الشكر والتقدير للوزير محمد الأعرج على المجهودات التي تبدلها وزارة الثقافة والاتصال المغربية لإنجاح المهرجانات الثقافية المشتركة بين البلدين.
وشهدت المعلمة التاريخية قصر الباهية بمراكش حفل إزاحة الستار عن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الشعر العربي الذي ينظم من طرف مؤسسة دار الشعر تحت الاشراف المباشر لوزارة الثقافة والاتصال في إطار التعاون القائم الذي يجمعها بدائرة الثقافة بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث تم بالقاعة السلطانية افتتاح معرض جماعي للفنون التشكيلية موسوم ب”خفقة قلب” من توقيع الفنانين التشكيليين: محمد نجاحي، لمياء صبار، لحسن الفرسوي، محمد البندوري، أحمد بنسماعيل، حلمي إدريس، سعيد أيت بوزيد، عبد الرحمان الحلاوي، رشيد إغلي، عبد السلام عبد الصادق، وعبد الإله الهلالي، وسيخصص ريع هذا المعرض الفني لفائدة نزلاء مرضى السرطان بمستشفى ابن سيناء بمراكش.
ومن جانب آخر بالبهو السلطاني لقصر الباهية افتتحت فقرات الأمسية بشريط وثائقي لمؤسسة دار الشعر استعرض أهم الأنشطة الاشعاعية والتظاهرات الثقافية التي نظمتها بعد مرور سنة كاملة على تأسيسها، وهي دار الشعر الثانية بعد نظيرتها الأولى التي تم افتتاحها بمدينة تطوان، لتكون بذلك المملكة المغربية أول دولة عربية تتواجد بها دارين اثنتين للشعر.
وعرفت الأمسية ذاتها تكريم ثلاث شاعرات يجسدن التنوع الثقافي للمغرب، حيث سلم السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال درع التكريم للشاعرة العصامية “حبيبة الصوفي” في صنف الشعر الفصيح، وقام عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة بتكريم الشاعرة “خديجة ماء العينين” في صنف الشعر الحساني، فيما انبرى والي جهة مراكش أسفي لتكريم الشاعرة فاضمة الورياشي في النظم الأمازيغي.
وتضمنت الأمسية الافتتاحية للتظاهرة ذاتها التي تحضى بالرعاية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمدالسادس نصره الله مراسيم الإعلان عن الأسماء الفائزة في جائزة أحسن قصيدة للشعراء الشباب، وأفرز التداول بين لجنة التحكيم المكونة من الأساتذة: صلاح بوسريف، محمد مراح، وعبد السلام المساوي عن اختيار أسماء ثلاثة شعراء فائزين، حيث فاز بالجائزة الأولى الشاعر “عبد الملك مساعد” من أيت ملول عن قصيدته “رماد الأساطير”، وعادت الرتبة الثانية للشاعر “محمد خويطي” من مدينة الراشيدية عن قصيدته “من وحي القصيدة”، واحتلت الرتبة الثالثة الشاعرة ابتسام الحمدي من مدينة تيفلت عن قصيدتها الزجلية “كون جديد”.
أما في صنف مسابقة النقد الشعري فاستقر رأي لجنة التحكيم المكونة من الأساتذة: عبد العزيز البومسهولي، عبد الجليل الأزدي وعبد العزيز ضويو عن تتويج ثلاثة فائزين، جاء في المرتبة الأولى “عبد الهادي روضي” من مدينة الدار البيضاء عن نصه النقدي “معطف سوزان: مسالك المعنى في قصيدة النتر العربية الجديدة وأكوان متخيلها الشعري”، الرتبة الثانية فاز بها عبد الله أحادي من مدينة الريصاني عن نصه النقدي “قصيدة النثر: الصوت المسكون”، فيما عادت جائزة التنويه ل”سعيد موزون” من مدينة تنغير عن نصه النقدي : “التلقي ومستويات بناء النص في شعر عبد الله زريقة”.
وشهدت الأمسية الافتتاحية ذاتها فقرات فنية موسيقية ألقتها فرقة التدلاوي للموسيقى الاستعراضية، وتفاعل الجمهور الحاضر مع الايقاعات الموسيقية لفرقة جسور للموسيقى العربية ومع الاختيارات الغنائية للفنان المغربي مراد البوريقي من خلال أغانيه الخاصة ومختارات أخرى تغوص في ريبرتوار الذاكرة الطربية العربية.
جدير بالذكر أن الأمسية الافتتاحية للدورة الأولى لمهرجان الشعر العربي حضرها إلى جانب وزير الثقافة والاتصال ورئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة كل من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالمغرب، الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال، مدير دائرة الثقافة بإمارة الشارقة ووالي جهة مراكش بالإضافة مجموعة من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي الذين عبروا عن ارتياحهم وثنائهم على ولادة هذا المهرجان الجديد الذي يصدح بالشعر ويحتفي بالكلمة الهادفة.