المغرب وموريتانيا يسعيان إلى بدء عهد جديد من العلاقات

الأحد  2018/09/23

خبرة دبلوماسية تسهل مهمته

يسعى المغرب وموريتانيا لفتح صفحة جديدة تنهي عهد الجفاء الذي استمر لعقود من الزمن، بسبب اتهامات لنواكشوط بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية في قضية الصحراء المغربية.

ويقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لأول مرة منذ تسلّمه مهامه بزيارة إلى المغرب تدوم يومين في خطوة وصفها مراقبون بـ”المفاجئة” بينما تشهد العلاقات بين البلدين توترا صامتا.

وستتطرق المباحثات بين المسؤولين المغاربة وولد الشيخ للعديد من الملفات الشائكة لا سيما تلك المتعلقة بالجانب الأمني والسياسي، ومن بينها المعبر الحدودي (تندوف-شوم)، الذي يربط نواكشوط والجزائر وتم افتتاحه نهاية أغسطس الماضي.

وأكدت الخارجية المغربية، أن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيعمل من خلال زيارته للمغرب على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وبحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية بينهما لتكون في مستوى علاقات الأخوة وحسن الجوار التي تجمع المغرب بالجمهورية الإسلامية الموريتانية”.

‏ ناصر بوريطة: لا يجب أن نترك العلاقة بين المغرب وموريتانيا للخصوم كي يتحكموا فيها
‏ ناصر بوريطة: لا يجب أن نترك العلاقة بين المغرب وموريتانيا للخصوم كي يتحكموا فيها

ويرى مصدر قريب من وزارة الخارجية أن المغرب منفتح على علاقات طبيعية وقوية مع نواكشوط، مؤكدا أن تسوية الخلافات الدبلوماسية بين البلدين لا بد وأن تمرّ من خلال عدم تحيزها إلى الأطروحة الانفصالية، وعدم تكرار أخطاء دبلوماسية اتجاه المغرب.ويزور إسماعيل ولد الشيخ أحمد الرباط مفعما بروح ايجابية إذ سبق وأكد أن “العلاقات المغربية الموريتانية تسير في منحى إيجابي، وأنها تتحسن، وممتازة، ونطمح إلى تطويرها أكثر”، مضيفا أن “تعيين السفيرين الموجودين الآن في العاصمتين سيسمح لنا أن نطورها أكثر”.

وكان ولد الشيخ أحمد، استقبل في يونيو الماضي سفير المغرب المعتمد لدى موريتانيا حميد شبار، حيث استعرض الجانبان موقف نواكشوط من ملف الصحراء.

ويرى متابعون أن عمل ولد الشيخ أحمد موريتانيا كوسيط أممي في عدد من الدول آخرها اليمن سيساعد على بناء حوار جاد مع المغرب، لتجاوز المشاكل العالقة والمضيّ قُدما لتطبيع دبلوماسي وسياسي كامل.

ويعتقد صبري الحو الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، أن موريتانيا تحاول، في عهد الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، أن تجد لها مكانة خاصة بعيدا عن الصراع بين المغرب والجزائر.

وأوضح الحو أن هذه الزيارة ستكون فرصة لفتح باب النقاش والتشاور بشأن الملفات العالقة بين الجانبين بسبب القطيعة التي سادت علاقتهما على مدى عقود.

وسيكون المعبر الحدودي تندوف-شوم من البنود الشائكة في المباحثات بين ولد الشيخ والمسؤولين المغاربة، نظرا إلى ارتباطه بمستقبل العلاقات بين البلدين بعدما تبين أن الجزائر راهنت على هذا المعبر ليكون بديلا للمعبر الحدودي الكركرات، الذي يربط المملكة المغربية بموريتانيا وبعمقها الأفريقي.

ومن المرجح أيضا أن يتم مناقشة قضية الصحراء خصوصا وان القرار الأممي 2414 أكد على إشراك دول الجوار في دعم مجهودات المبعوث الأممي هورست كولر، والدفع بمسلسل المفاوضات بين الفرقاء السياسيين.

وتؤكد الحكومة الموريتانية أن موقفها من النزاع في الصحراء، موقف حيادي يهدف بالأساس إلى العمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنّب المنطقة خطر التصعيد.

لكن استقبال مسؤولين من جبهة “البوليساريو” في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر، يذكي التوتر مع الرباط التي تصر على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا، تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن العلاقة بين بلاده وموريتانيا “لم تكن ترقى إلى طموح البلدين، ولا يجب أن نترك للخصوم أن يتحكموا فيها” في إشارة إلى الجزائر.

ولفت إلى أن “البلدين تحدوهما رغبة في ألاّ تبقى العلاقة بين البلدين في وضع استقرار (فقط)، بل يجب أن تتطور”.

وأوضح الوزير المغربي أن العلاقة بين البلدين تعيش دينامكية جديدة. وكشف أنه “تم الاتفاق على عقد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال السنة المقبلة، خصوصا أنها لم تنعقد منذ 2013”.

وبيّن أن المباحثات تناولت تكثيف الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال والبرلمانيين للرفع من وتيرة العلاقة.

وقال وزير الخارجية الموريتاني، إن زيارته “تبيّن أن العلاقة بين البلدين تعيش ديناميكية جديدة، تجسدت في تعيين سفيرين”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: