ثلاثة أسباب تبقي العلاقات المغربية الإيرانية متوترة
السبت 2018/09/22
قالت الحكومة المغربية، إن الأسباب الثلاث التي دفعت البلاد لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، “لا تزال قائمة إلى غاية اليوم”.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي، خلال مؤتمر صحافي بالرباط، الخميس، حول مستجدات موقف الرباط في هذا الملف.
وأوضح الخلفي أن “العنصر الأول هو اتخاذ القرار قبل أشهر في إطار ما تمليه مقتضيات الدفاع عن الوحدة الترابية”.
وأضاف أن “العنصر الثاني هو أن القرار سيادي، في حين العنصر الثالث جاء بناء على معطيات ملموسة، جرى تقديمها إلى إيران”.
ومطلع مايو الماضي قرر المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بسبب ما قال إنه “دعم وتدريب عسكري” يقدمه حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيًا، لجبهة البوليساريو التي تنازع الرباط السيادة على إقليم الصحراء.
وأعادت الرباط العلاقات مع إيران أواخر 2016 بعد قطيعة دامت زهاء 7 سنوات، على خلفية اتهام المغرب لإيران بنشر التشيّع في البلاد.
وفي مارس 2009، عمدت الرباط إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، جراء ما أسمته “الموقف غير المقبول من جانب إيران ضد المغرب وتدخلها في شؤون البلاد الدينية”.
وأوضح الخلفي، خلال مايو الماضي، أن بلاده “تملك أدلة وحجج تدين إقدام حزب الله على تسليح وتدريب عناصر من البوليساريو”.
واتهم الناطق باسم الحكومة المغربية، حزب الله بتدريب عناصر من البوليساريو على “حرب الشوارع وتكوين عناصر كوماندوز، حيث تكلف بهذا الأمر قياديين وخبراء من الحزب”.
وأشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال مايو الماضي، إلى أنه تم تشكيل لجنة دعم للانفصاليين في لبنان بدعم من حزب الله، وخلال نفس السنة (2016) زار مسؤول بحزب الله، تندوف بالجزائر.
وتابع، حينها، أن “المغرب أوقف في وقت سابق عددا من الأفراد، بينت الأدلة تورطهم في هذه العلاقة التي تهدد البلاد”، كاشفا عن أنه “خلال هذا الشهر تم تقديم أسلحة للبوليساريو من طرف حزب الله”.
وأشار صبري الحو، الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، أن قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران يتم بعد ثبوت قيام حزب الله بتدريب عناصر من البوليساريو وتمويل الجبهة الانفصالية بالسلاح.
كما أكد أن مسؤولية إيران المباشرة قائمة بالنظر إلى احتضانها لحزب الله الذي يعتبر أداة وجهازا عسكريا لزعزعة استقرار مجموعة من الدول العربية، وجهازا أيديولوجيا لنشر التشيع لضمان استمرار التحكم في البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب وضرب سيادته وتهديد أمن مواطنيه.
والعلاقات المغربية الإيرانية ليست على ما يرام منذ سنوات بسبب التدخلات المستمرة لطهران في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وكان الملك محمد السادس قد عين في عام 2016 سفيرا جديدا للمملكة في طهران بعد أن قطع المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع النظام الإيراني عام 2009 إثر ما تعتبره الرباط “الموقف غير المقبول من جانب إيران ضد المغرب وتدخلها في شؤون البلاد الدينية”.
وجاءت قطع العلاقات مع طهران في وقت تزداد فيه التحذيرات العربية من التدخلات المستمرة للنظام الإيراني ودعمه للميليشيات في منطقة الشرق الأوسط وتورط طهران بالضلوع في خلق الأزمات في العراق وسوريا واليمن وتدخلها في شؤون البحرين. ووصف مراقبون العلاقة بين إيران والمغرب بالحذرة وغير المستقرة منذ ثورة الخميني في العام 1978.