شريط فيديو يظهر ناشطين من حراك الريف شملهم قانون العفو يغادرون عبر قوارب الموت إلى أوروبا
تداول نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، شريط فيديو لنشطاء في حراك الريف، قرروا مغادرة البلاد عبر قوارب الموت، بعد أن شملهم العفو الأخير.
وأظهر شريط فيديو مجموعة منهم يتحدرون من بلدة إمزورن بإقليم الحسيمة، في قارب مطاطي سريع، متجهين نحو أوروبا عبر سواحل الحسيمة، وأيضًا الإخوة العنابي الذين شملهم العفو الملكي قبيل عيد الأضحى، إلى جانب آخرين، وهم يرددون مجموعة من الشعارات التي كان يرفعها شباب الحراك خلال الاحتجاجات التي شهدتها مناطق الريف، بعد مقتل السماك «محسن فكري».
وانتشرت في الفترة الأخيرة نداءات وفيديوهات توثق عمليات للهجرة السرية من شواطئ المغرب الشمالية نحو إسبانيا، الأمر الذي استنفز وزارة الداخلية المغربية، حيث حركت هذه الأخيرة مصالحها لكشف هوية الأشخاص الذين يقفون وراء هاته الإعلانات، مع فتح تحقيق في الموضوع وملاحقتهم قضائيًا.
وكشفت تقارير إعلامية أوروبية أن المغرب يتساهل في التعامل مع ملف الهجرة ، وهو ما يفسر ارتفاع عدد المهاجرين السريين في الـ6 أشهر الأخيرة، وأضافت أن ألمانيا تؤمن بقدرة المغرب والجزائر وتونس على ترحيل مواطنيها وكبح جماح هجرة القوارب السرية.
وحذرت منظمة نساء حزب الاستقلال، أعرق الأحزاب المغربية، من ارتفاع الهجرة عبر قوارب الموت المفتوحة على المجهول، التي أصبحت تستقطب أعدادًا مثيرة من الشباب والنساء المغاربة، وطالبت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف نزيف الهجرة في قوارب الموت.
وقالت البرلمانية فاطمة سعدي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، إن استمرار الهجرة غير النظامية لشباب بلادها حوّل البحر الأبيض المتوسط إلى «مقبرة» جماعية لهؤلاء الشباب. وأوضحت في سؤال كتابي لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حول «موجة الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة»، أن «موجهة الهجرة السرية الجماعية» للشباب لا تجد تفسيرًا لها إلا في «اليأس الذي تسرب إلى عقول الشباب».
وقالت إن «قوارب الموت تعود من جديد إلى واجهة الأحداث، وتحتل بذلك الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في البلاد»، وقالت: «منذ مدة وجيزة فقط تحول حوض المتوسط إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب المغاربة، جثث كاملة وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحللة تطفو على سطح البحر أو تلتقط في شباك الصيد.. في مشاهد أقل ما يمكن أن توصف به أنها صادمة وقاسية جدًا».
واعتبرت أن «أسباب هذه الهجرة تتمثل أيضًا في فقدان الشباب الثقة في الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انخرطت فيها البلاد منذ زمن ليس بالقصير، وهي الاختيارات التي أبانت عن فشلها الذريع».
كما وجهت غيثة الحاتمي، النائبة البرلمانية عن فريق الحركة الشعبية (مشارك بالحكومة) سؤالًا حول الهجرة السرية إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، طالبة تقديم توضيحات حول الإجراءات والسبل التي ستوفرها وزارة الداخلية حتى لا تتحول الهجرة السرية إلى ظاهرة.
وقالت إن هذه الظاهرة قد تكون محفزًا لهجرة أكبر عدد من الشباب المغاربة، وتستدعي استجلاءها والبحث عن أسبابها وإيجاد وسائل ناجعة للحد منها بتوفير شروط العيش الكريم لمختلف فئات المغاربة.