نجاحات المغرب تغري أميركا بشراكة أمنية موسعة بين البلدين
الثلاثاء 2018/09/18
اتفق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو الاثنين بواشنطن على عقد الدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي المغرب-الولايات المتحدة السنة المقبلة بالعاصمة الأميركية، وفقا لما أفادت به الدبلوماسية الأميركية.
وأوضح المصدر أن الويزرين، اللذين أجريا مباحثات بوزارة الخارجية، “تناولا الفرص الكفيلة بتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني القوي، بما في ذلك الجهود المشتركة الرامية إلى ووضع حد لدعم إيران للإرهاب والتصدي لتأثيرها الوخيم في المنطقة”.
وخلال هذه المباحثات، التي جرت بحضور السفيرة المغربية بواشنطن، جمالة العلوي، استعرض المسؤولان أيضا قضايا إقليمية ودولية أخرى.
يشار الى أنه في سياق زيارة العمل التي يقوم بها وزير الخارجية المغربي لواشنطن، جددت الولايات المتحدة، التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء “جدي وذو مصداقية وواقعي”، مشددة على أن هذا المقترح من شأنه تلبية تطلعات سكان الصحراء “لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة”.
مقترح الحكم الذاتي.. واقعي
وقال بابلو رودريغيز، مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية “إننا نؤكد على أنه (مقترح الحكم الذاتي) جدي وواقعي وذو مصداقية، ومن شأنه تلبية تطلعات ساكنة الصحراء لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة”. وأكد الدبلوماسي الأميركي أن المخطط المغربي للحكم الذاتي” يمثل مقاربة من شأنها إيجاد تسوية لقضية الصحراء”.
وقد أجرى الوزير المغربي محادثات، الاثنين، مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب للأمن القومي جون بولتون، وكذلك مع ديفيد هيل، وكيل وزارة الخارجية المكلف بالشؤون السياسية، وبراين هوك، كبير المستشارين السياسيين بالخارجية الاميركية والممثل الخاص بإيران.
وتهدف المباحثات إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وتطرق فيها الوزيران الى القضايا الإقليمية والوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وقد شكلت القضية الوطنية المغربية أحد المواضيع التي تناولتها هذه المحادثات.
وتعتبر واشنطن الرباط لاعبا أساسيا في استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب في شمال القارة الإفريقية، فيما ينتظر المغرب من الولايات المتحدة دعمه على الساحة الدولية في قضيته الأولى الممثلة في الصحراء، كما يسعى لتعزيز ترسانته من السلاح عبر المصانع الأميركية.
وخلال زيارة أجراها المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، نايثن سايلس، إلى المغرب، في غشت الماضي، أشاد بما وصفه بعلاقات الصداقة “الممتازة” القائمة بين المغرب والولايات المتحدة و”تحالفهما” لمكافحة الإرهاب، ودعا إلى تعزيز هذا التحالف.
في تصريح صحافي، عقب اللقاء، قال سايلس، إن المغرب والولايات المتحدة يتقاسمان الالتزام بمكافحة الإرهاب. وأضاف أن “الالتزام المشترك بين حكومتي البلدين من أجل مواجهة ودحر الإرهابيين يوجد في صلب شراكة مغربية أميركية متينة”.
وقال المسؤول الأميركي إن “الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش والقاعدة، تُواصل الآن تهديدنا وتوحيدنا في تصميمنا على محاربة هذه الآفة”، وأشار إلى أن محادثاته مع وزير الخارجية المغربي كانت “بناءة”.
وأشاد بما وصفه بعلاقات الصداقة “الممتازة” القائمة بين المغرب والولايات المتحدة، و”تحالفهما” لمكافحة الإرهاب، خاصة في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأعرب سايلس، عن رغبة بلاده في “تعزيز هذا التعاون”.
بينما قال جون سولي نائب وزير الخارجية الأميركي، خلال زيارة أجراها إلى الرباط في يونيو الماضي، إن المغرب يعتبر “حليفا رئيسيا” من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالنسبة لواشنطن، وأن بلاده “ملتزمة بتعميق وتعزيز علاقاتها مع الشعب المغربي”.
ويشكل تطوير قدرات مكافحة الإرهاب والتعاون في منطقتي المغرب العربي والساحل جوهر الشراكة المغربية الأميركية في هذا المجال، وذلك من أجل تعزيز الأولويات المشتركة للأمن والاستقرار الإقليمي.
ويتعاون البلدان بشكل مكثف، ولا سيما في إطارالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يشرف المغرب فيه على ثلاث مبادرات، تتعلق بأمن الحدود ومكافحة الإرهاب المحلي وتحسين قدرات الكشف ومنع الإرهابيين من السفر من خلال المراقبة المتقدمة وتبادل المعلومات.
وتهدف هذه المبادرة الأخيرة، التي من المقرر إطلاقها في 27 سبتمبر بنيويورك، إلى المساهمة في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2396 بشأن عودة وإعادة انتشار المقاتلين الإرهابيين الأجانب.