سينمائيون مغاربة يعلنون مقاطعة مهرجان مدينة حيفا المحتلة ويسحبون أفلامهم
بعد احتجاجات واسعة في الأوساط الثقافية والفنية والحقوقية في البلاد
قرر سينمائيون مغاربة مقاطعة مهرجان للسينما في مدينة حيفا المحتلة وسحب أفلامهم، التي كان مقررا عرضها خلال المهرجان، الذي كان مقررا أن يبدأ يوم السبت المقبل.
وأكد كل من المخرجين نرجس النجار ومونية الشرايبي ونبيل عيوش عدم مشاركتهم وسحب أفلامهم من العرض في حيفا بعد احتجاجات واسعة في الأوساط الثقافية والفنية والحقوقية المغربية التي اعتبرت المشاركة تطبيعا مسيئا لروح مواقف الشعب المغربي.
وأعلن مهرجان حيفا السينمائي عن مشاركة ثلاثة من المخرجين السينمائيين المغاربة في المهرجان، وهم كل من المخرج نبيل عيوش، الذي سيعرض فيلمه «غازية» والمخرجة نرجس النجار (مديرة الخزانة السينمائية المغربية) والتي ستقوم بعرض فيلمها «بدون موطن»، والمخرجة المغربية مريم بنمبارك، التي ستشارك بفيلمها الأخير «صوفيا»، والذي سبق أن تم عرضه فئة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي.
وقالت المخرجة نرجس النجار رفض عرض فيلمها «بدون موطن» في مهرجان حيفا، وإنها طلبت من موزع الفيلم، الذي قدمه لمهرجان حيفا أن يقوم بسحبه، وهو ما عبرت عنه أيضا في ذات الرسالة، منتجة الفيلم مونية الشرايبي. وقالت النجار إنها لم تكن تعلم بأن فيلمها سيدخل في برمجة مهرجان «حيفا»، إلا قبل يومين من خلال الأخبار وهو ما دفعها أن تطلب من الموزع أن يسحبه من البرمجة.
وأكدت مونية الشرايبي، منتجة فيلم «بدون موطن»، خبر طلب نرجس النجار سحب الفيلم وعدم عرضه في مهرجان حيفا للفيلم، موضحة أن الأفلام المشاركة في المهرجانات الدولية فئة A تحصل على موزعين لترويج الفيلم في كل بقاع العالم، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يقوم المخرج بمعرفة كل تفاصيل المهرجانات، التي يمكن أن يعرض فيها الفيلم، وهي الحالة التي حصلت مع قضية فيلم «أبارتهايد» ومروره من مهرجان حيفا.
وأضافت أنها قامت برفقة نرجس النجار بمراسلة موزع الفيلم الذي قدمه للعرض في مهرجان حيفا، وطلبتا منه أن يسجب الفيلم نهائيا من المهرجان، موضحة أنهما ينتظران رد الموزع على الرسالة في أجل أقصاه يوم الإثنين، لكن نرجس النجار عبرت عن رفضها المطلق بأن يعرض فيلم «أبارتهايد» في مهرجان حيفا.
وأوضحت مريم بنمبارك مخرجة فيلم «صوفيا»، الذي برمج في مهرجان «حيفا» بأنها لن تشارك في المهرجان وأكدت أنها لم تكن تعلم برمجة فيلها في مهرجان «حيفا» السينمائي، وأنها تنظر في أمر سحبه من المهرجان مع منتح الفيلم والموزّع الذي قدمه إلى مهرجان «حيفا»، وقالت في بيان صحافي، عممته السبت، أنها لم يكن لها، أيضا علم ببرمجة الفيلم في «حيفا»، مكتفية بالقول إنها طلبت حذفه من المهرجان.
ونفى المخرج نبيل عيوش علمه بخبر مشاركة فيلمه في المهرجان جملة وتفصيلا، وقال «لم أعلم بخبر مشاركة الفيلم إلا عبر وسائل الإعلام ولست مسؤولا بأي شكل عن عرض فيلمي في إسرائيل.
وقال في رد مكتوب وزع أمس أن الموزّع الدولي للفيلم قرر سحب فيلمه «غازية» من المسابقة الرسمية، لمهرجان حيفا، وذلك بناء على طلب نبيل عيوش، الذي لم يكن يعلم برمجة فيلمه في مهرجان «حيفا»، وذلك بسبب توفيض المنتح (نبيل عيوش) لهذا الموزع بيع الفيلم في جميع أنحاء العالم بشكل رسمي، وهو ما لا يتطلب موافقة سابقة من مخرج الفيلم.
وقال عيوش إنه كان وما يزال ضد فكرة التطبيع مع إسرائيل، والدليل على ذلك أنه يرفض أن يحضر شخصيا في المهرجان، على الرغم من حضور فيلمه الذي باع حقوقه الدولية لشركة «بلاي تايم» الفرنسية المكلفة بتسويق الفيلم دوليا، والتي منحته لإسرائيل.وأوضح نبيل عيوش «صحيح أنه لم يعد بيدي أن أمنع عرض فيلم «غزية» في مهرجان في إسرائيل، بعدما بعت حقوقه الدولية، لكنه من حقي أن أرفض الذهاب إلى هناك، ولذلك لن أشارك لأني ضد التطبيع، كما أن لا أحد من فريق الفيلم سيحضر المهرجان». وأطلق مثقفون وأكاديميون وسينمائيون مغاربة حملة لجمع التوقيعات من أجل «الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل»، للتصدي لكل محاولات التطبيع ومن بين الموقعين وزير الثقافة السابق محمد الأشعري والأنثروبولوجي عبد الله حمودي إلى جانب المخرج فوزي بنسعيدي، وتقول المبادرة إنها استجابت لنداء الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل «BDS»، على نهج المبادرات التي أطلقها مثقفون حول العالم، آخرها التي أطلقها المثقفون التونسيون تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
ويلتزم المثقفون والسينمائيون الموقعون على هذه المبادرة بالوقوف ضد أي شكل من أشكال التعاون، سواء على المستوى الرسمي أو الشخصي، مع إسرائيل، على المستوى العلمي الأكاديمي، والجامعي، والرياضي، والثقافي والفني، بالإضافة إلى رفض أي مبادرة من جهات إسرائيلية لدعم أعمال مغربية، بالإضافة إلى الوقوف في وجه أي محاولة لشرعنة العلاقات مع إسرائيل.
واعتبر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع قبل إعلان السينمائيين عدم مشاركتهم، «خطوة مشاركة أفلام مغربية في مهرجان في حيفا تطبيعية مرفوضة، في ظل هجمة صهيونية أمريكية تستهدف القضية الفلسطينية». وأضاف أن «إدراج أفلام مغربية في برنامج المهرجان يدخل في إطار حرب نفسية على الشعب المغربي، من أجل تشويه موقفه الرافض للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي».