وزير الدفاع الجزائري الأسبق يفجر “قنبلة”: صدام كان وراء تفجير طائرة وزير جزائري والشاذلي “تستر عليه”
ذكر اللواء خالد نزار، وزير الدفاع الجزائري الأسبق، الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بأنه دبر جريمة قتل وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى، و13 جزائرياً آخرين، في حادثة تفجير الطائرة التي كانت تقل الوزير والوفد المرافق في الثالث من مايو سنة 1980.
وقال خالد نزار في تصريح لموقع « الجيري باتريوتيك » الذي يملكه نجله إن الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد كان يعلم بما جرى وتستر على القضية، وأن المعلومات الخاصة بهذه القضية ستكون ضمن الجزء الثاني من مذكرات اللواء نزار التي ستصدر الشهر المقبل بمناسبة الصالون الدولي للكتاب.
وكان محمد الصديق بن يحيى، وثمانية من كوادر وزارة الخارجية وصحافي واحد، بالإضافة إلى طاقم الطائرة الرئاسية «غرومان غولفستريم» الذي يضم أربعة أفراد قد قتلوا في تفجير استهدف الطائرة، أثناء عبورها الأجواء بين العراق وتركيا، وكان الوفد الجزائري، بقيادة بن يحيى يقود وساطة لوقف الحرب العراقية – الإيرانية.
محمد الصديق بن يحيى، وثمانية من كوادر وزارة الخارجية وصحافي واحد، بالإضافة إلى طاقم الطائرة الرئاسية الذي يضم أربعة أفراد قد قتلوا في تفجير استهدف الطائرة
وعلق الكاتب الصحافي عبد العزيز بوباكير على ما قاله اللواء نزار، مؤكدا أن الأخير كعادته يصمت دهرا ثم ينطق كفرا، وأنه كعادته يتحدث مثل مسيلمة الكذاب عن أحداث لم يكن شاهدا عليها، وأنه كعادته أيضا لا يضيّع فرصة للتحامل على الرئيس الشاذلي بن جديد.
ونشر بوباكير الذي كان كاتب مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد وأحد المقربين منه خلال السنوات الأخيرة في حياته على صفحته بموقع فايسبوك شهادة بخصوص قضية مقتل الوزير بن يحي، وذلك في حوار أجراه بوباكير مع صحيفة « الشروق » (خاصة).
واعتبر بوباكبر أن بن يحيى كان من بين أهم الشخصيات المقربة من الرئيس الشاذلي بن جديد، حتى عندما كان الأخير رئيسا للجمهورية، وأن الشاذلي بن جديد قال له إنه حزن حزنا شديدا عند وفاته وبكاه بدموع حارة، وأنه قال لوالدته عندما قصد منزله رفقة حرمه لتقديم واجب العزاء: “إذا كنت أنت قد فقدت ابنا عزيزا، فأنا فقدت أخا وفيا وساعدي الأيمن”.
وأشار إلى أن حادث وفاة الوزير محمد الصديق بن يحيى كان مأساويا، ففي شهر مايو 1980 ذكر لي الشاذلي أنّه أوفد بن يحي إلى “فريتاون”، للمشاركة مع نظرائه الأفارقة في تحضير القمة الإفريقية، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، بحسب الشاذلي، مؤكدا إنهم فقدوا الاتصال بالطائرة التي كان من المفروض أن تتزود بالوقود في مطار العاصمة المالية باماكو، قبل أن تواصل الرحلة نحو فريتاون.
وذكر بوباكير نقلا عن الشاذلي بن جديد أنه فور إبلاغه بالخبر انتقل إلى الرئاسة وكلّف مولود حمروش مساعده بالرئاسة، بأن ينسق مع وزارة الخارجية، وأنه بعد تأكدهم من المعلومات، التي كانت تصل من بعض السفارات ومن أبراج المراقبة، التي تفيد أنّ الطائرة تحطّمت بالفعل، اغتنم الرئيس فرصة انعقاد مجلس الوزراء ليطلع أعضاء الحكومة بما توفر لديه من معلومات عن الحادثة، وطلب الاستعداد لإعلان الحداد.
وأضاف أنه في ذلك الوقت تلقى الرئيس معلومات تقول إن محمد بن يحيى نجا بأعجوبة، لكن حالته خطيرة، إذ نقل إلى الجزائر ، ثم سافر للعلاج في الخارج، وأسندت مهمة الإشراف على وزارة الخارجية إلى الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، ريثما يتماثل بن يحيى للشفاء، لكن الموت كان قد ضرب له موعدا، إذ توفي بعد سنة من سقوط الطائرة.