السلطات الاسبانية تثمن تعاون المغرب وتكشف تفاصيل تفكيك خلية للهجرة السرية
قال وزير الداخلية الإسباني إن المغرب «شريك مميز» لإسبانيا في مجال مراقبة الهجرة غير الشرعية القادمة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وكشفت السلطات الإسبانية تفاصيل تفكيك خلية للهجرة السرية، التي عرفت مؤخرًا وجود شباب مغربي ارتفاعًا ملحوظًا، وهو ما اعتبره رئيس الحكومة المغربية السابق بالكارثي.
ودعا فيرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، في مؤتمر وزاري حول «الأمن والهجرة» نظمه مجلس الاتحاد الأوروبي وحضره وزراء الداخلية بالدول الأوربية، دعا الاتحاد الأوربي إلى تجسيد ورفع المساعدة المقدمة للمغرب من أجل دعم وتعزيز نظامه لاستقبال المهاجرين ومراقبة حدوده.
وأشاد الوزير، في بلاغ وزعته وزارة الداخلية الإسبانية، بجهود المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال إن المغرب بحاجة إلى موارد لدعم جهوده وتعزيز وتقوية وسائله حتى يتمكن من مواصلة المساهمة في مراقبة الهجرة السرية، وأن بلاده تجدد التزامها الثابت بالتعاون مع شركائها في شمال إفريقيا، سواء على المستوى الثنائي أو على صعيد الاتحاد الأوروبي.
ودعا الاتحاد الأوروبي أن يبني سياسته للهجرة على التفاهم الجيد والتوافق بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشددًا على ضرورة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم دعمه لبلدان شمال إفريقيا في مجال محاربة الشبكات الإجرامية، التي تنشط في مجال الهجرة السرية من أجل تعزيز قدرات هذه الدول على مراقبة حدودها، وكذا دعم الهجرة القانونية وإدماج المهاجرين الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبي .
وكشفت السلطات الإسبانية، مساء السبت، عن تفاصيل تفكيك خلية للهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، تسببت في شهر نيسان/ أبريل في غرق قارب قتل كل المهاجرين المبحرين على متنه، باستثناء شخص واحد.
وأصدرت الشرطة الإسبانية بلاغًا قالت فيه إنها قد تمكنت، أمس السبت، من تفكيك منظمة إجرامية مكونة من أشخاص من جنسية سنغالية ونيجيرية، كانت تنظم رحلات هجرة سرية بين المغرب وإسبانيا مقابل 500 أورو، واستخدمت في «الرحلة الأخيرة» قوارب ضعيفة الجودة وقدرات ضعيفة على الإبحار.
وأكدت أن العصابة الموقوفة هي المسؤولة عن غرق قارب في منتصب شهر أبريل الماضي، كان على متنه 12 مهاجرًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ماتوا كلهم غرقًا باستثناء مهاجر واحد تمكنت البحرية الإسبانية من إنقاذه، فيما لم يتم العثور سوى على أربعة جثث من الهالكين في «رحلة الموت».
وتقول الشرطة الإسبانية إن الموقوفين في هذه القضية ستوجه لهم اتهامات بتنظيم هذه الرحلة، والمسؤولية عن إيواء المهاجرين في المغرب وإعدادهم للهجرة السرية.
وشددت السلطات الإسبانية على أنها فتحت تحقيقًا كبيرًا لتحديد المسؤولين عن باقي رحلات الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، داعية السلطات المغربية والسنغالية للتعاون من أجل تحديد هويات المتابعين في قضايا الهجرة السرية بين السواحل المغربية والواجهة الإسبانية للبحر الأبيض المتوسط.
وقال عبد الإله بن كيران، الزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية سابقًا، إنه من غير المعقول أن يرمي شباب مغاربة بأجسادهم إلى البحر، وأن ما يقع في الآونة الأخيرة مؤشر إلى أن الأمور ليست بخير. وقال: «في المرحلة الماضية لم تكن هجرة المغاربة إلى أوروبا تقع بهذا الشكل الذي يقع الآن، وحين يحتج الناس، فهذا شكل احتجاحي، لكن أن يلقوا بأجسادهم في البحر، فهذا شيء سيئ ومحرج وصعب للغاية»، وإن موضوع الهجرة «يطرح أسئلة في العمق، منها أسئلة الثقة والنموذج الاقتصادي، ثم أسئلة التدبير والحكامة وأسئلة الريع وعلاقة المال بالسلطة».
وأوضح أن «ما يقع يتطلب أن نعيد النظر فيما نقوم به، لأن السياسة ليست هي ربح الانتخابات فقط، بل تكون أسئلتها أحيانًا حارقة»، وقال إن الشريحة التي ترمي نفسها في البحر أملًا في الوصول إلى أوروبا وتجد شغلًا وتتحسن حالــــتها، هي الـــشريحة التي لا تــعرف الاحتجاج بطريقة أخرى، ولم تجد من حل إلا المــــغامرة بأجسادها.
وأضاف بن كيران: «حرام أن نتركهم هكذا، ولا بد من أن نجتهد ونجد الحل لهذه المعضلة، ولو اقتــــضى الأمر أن نــــوزع أموالــــنا- نـــحن المـــغاربة- بالتساوي لكي لا يقع هذا الذي يقع اليوم»، وتابع: «نحن في حالة صعبة وما يقع مؤشر لفشلنا الذريع، واليوم الذي سيجد المغاربة ما يمكن أن يحفظ لهم كرامتهم لن يرموا بأجسادهم في البحر».