معلم مغربي يستقبل تلاميذه بهيئة ميكي ماوس
2018/09/14 الجمعة
فاجأ معلم تعليم ابتدائي مغربي تلاميذه في أول يوم لهم بالموسم الدراسي الجديد باستقباله لهم متنكرا بزي الشخصية الكرتونية ميكي ماوس موزعا عليهم بالونات لتدوين بياناتهم الشخصية عليها بدل الطريقة التقليدية المعتمدة على الأوراق.
استقبل هشام الفقيه معلم تعليم ابتدائي مغربي تلاميذ فصله في بداية سنتهم الدراسية الجديدة بطريقة خارجة عن المألوف وفريدة من نوعها، حيث وجد التلاميذ ميكي ماوس في انتظارهم بدل المعلم.
أمام ما يعانيه قطاع التعليم في المغرب من مشكلات مستعصية اهتدى الفقيه، الذي يعمل بمؤسسة جماعة أربعاء تاوريرت التعليمية بإقليم الحسيمة ، إلى فكرة تجعله يقيم جسور التواصل بينه وبين التلاميذ وفي الآن ذاته تمكنه من تقديم المساعدة لهم دون أن تجرح كبرياءهم. وهذا ما دفع المعلم إلى تقمص دور الشخصية الكرتونية الشهيرة والقريبة إلى قلوب الصغار ميكي ماوس التي ساعدته على خلق أجواء مميزة مع التلاميذ، إلى جانب قيامه بتوزيع حقائب ولوازم مدرسية، بالإضافة إلى تقديمه الحلوى لهم.
كما أن الفقيه عمد إلى تغيير الأسلوب التقليدي في تقديم التلاميذ لأنفسهم في أول يوم دراسي لهم والذي يعتمد غالبا على كتابة بياناتهم الشخصية على نصف ورقة تودع عند المعلم في ما بعد، لكن الفقيه خير توزيع بالونات على التلاميذ لنفخها وكتابة بيانات التعارف عليها.
وقال الفقيه في حديثه له إن الفكرة راجعة بالأساس إلى تخصصه المهني وتجربته الطويلة في عالم الطفولة “باعتباري رئيسا لجمعية تهتم بالطفل والبيئة. كما أنني حاصل على شهادة الماجستير شعبة الطفولة وقضاء الأحداث”، وهذه المبادرة التي تزامنت مع بداية الموسم الدراسي الجديد جاءت بهدف ترغيب التلاميذ لا سيما في هذا الوسط القروي في الإقبال على الدراسة.
وأعرب الفقيه عن سعادته بنجاح مبادرته، قائلا “لقد غمرني شعور بالسعادة عندما رأيت الفرح والسرور على وجوه التلاميذ، وأولياء أمورهم استحسنوا هذه المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة”، مضيفا أن التحفيز والتشجيع من القيم المثلى التي تجعل الشخص يعطي أملا ويكون انطباعه متفائلا نحو الأفضل.
وأشاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمبادرة هذا المعلم، التي وصلت أصداؤها إلى العاصمة المغربية الرباط حيث احتفى سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بالفقيه، داخل مقر الوزارة ووعده بزيارة إلى مقر عمله بإقليم الحسيمة، ومنحه شهادة تقديرية وكمبيوترا لوحيا.
وشدد الفقيه على أن “اهتمام الوزير بمبادرته يؤكد حرصه على النهوض بقطاع التعليم، ويشجع على ظهور مبادرات مماثلة”، متابعا أن “اللقاء أثمر نقاشا دار حول مواضيع تصب حول المنظومة التربوية، بالإضافة إلى كيفية رد الاعتبار والهيبة للمدرسة العمومية، خصوصا بالمناطق الريفية”.
وأكد المعلم المغربي أن التلميذ المتواجد بالوسط الريفي في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات لمحاربة التسرب، مضيفا أنه سبق وأن قدم ذات التجربة بالسنة الدراسية الماضية بمنطقة نائية أخرى، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مماثلة “كنت أنظمها كل نهاية الأسبوع حتى أثني التلاميذ عن التفكير في ترك المقاعد والتسرب من المدرسة، كنت أحفزهم وأجعلهم يتعلقون بالمدرسة، فحتى في أيام الآحاد كانوا يلتحقون بالمدرسة وأنظم لهم دروسا عامة وأنشطة ثقافية ورياضية”.