بعثة إيطالية تصل المغرب لتقصي أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء
حلت في المغرب، أمس الأربعاء، بعثة إيطالية لحقوق الإنسان للقيام بزيارة عمل تستمر عدة أيام، من أجل معاينة وضعية حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية، بعد أيام من زيارة بعثة من منظمة «هيومان رايتس ووتش» للمنطقة، والتي أثارت جدلاً في المغرب وقبل أسابيع من عقد مجلس الأمن الدولي دورة اجتماعات مخصصة لتطورات النزاع الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو، يصدر في نهايتها قرارًا جديدًا حول النزاع يكون لحقوق الإنسان حيزًا مهمًا في فقراته.
وتضم البعثة الإيطالية رئيس الفدرالية الإيطالية لحقوق الإنسان، أنطونيو ستانغو، ورئيس معهد الأبحاث الاقتصادية والسياسية الدولية، دومينيكو لتيزيا، والمحامية الإيطالية المختصة في مجال حقوق الإنسان نائبة رئيس معهد الأبحاث، مارغيريتا كاطوليكو.
وحسب المصادر المغربية، فإن الزيارة تمكن أعضاء البعثة من الاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة والمشاريع المنجزة، وتلتقي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) ورئيس العلاقات الخارجية في المجلس، وتعقد في مدينة العيون، كبرى الحواضر الصحراوية، لقاءات مع والي (محافظ) العيون الساقية الحمراء والمنتخبين المحليين ورئيس المجلس البلدي للعيون وشيوخ القبائل الصحراوية، كما تعقد لقاءات مع مسؤولين في المجلس الجهوي لحقوق الإنسان في مدينة العيون ومع فاعلين جمعويين وحقوقيين من أجل معاينة وضع حقوق الإنسان، وتقوم البعثة في ختام الزيارة بإنجاز تقرير حول تطورات حقوق الإنسان في المنطقة.
وخلقت الزيارة التي قامت بها منظمة “هيومن رايتس ووتش” لمدينة العيون، لإنجاز تقرير حول الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان في الصحراء، جدلًا كبيرًا، فيما رفضت اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالعيون لقاء وفد المنظمة.
والتقت بعثة المنظمة المكونة من مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أحمد رضى بنشمسي، وزميلته فيروز اليوسفي ممثلة المنظمة بالمغرب، أثناء زيارتها العيون الأسبوع الماضي، في منظمات وناشطين من مؤيدي جبهة البوليساريو والذين يطالبون بحق تقرير المصير للصحراويين ويوصفون بالمغرب بـ”انفصاليي الداخل”، وحصلا على العديد من المعطيات حول انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان في المنطقة، يرتقب أن يصدر تقرير بشأنها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال بن شمسي إن مسؤولي المجلس الوطني لحقوق الإنسان- المؤسسة الرسمية المعنية بحقوق الإنسان في المغرب- رفضوا مقابلة ممثلي «هيومن رايتس ووتش»، وعبر عن أسفه لأن اللقاء كان سيمكن مسؤولي المنظمة الدولية من الاطلاع على رواية الطرفين معًا.
ورافقت زيارة بعثة «هيومان رايتس» اتهامات كثيرة من أطراف متعددة، من بينها وسائط مقربة من الجهات الرسمية مغربية وحقوقية مؤيدة لجبهة البوليساريو، من بينها «عدم الحياد في التعاطي مع وضعية حقوق الإنسان بالمغرب».
وقال بنشمي: «أعتقد أن لكل الحق في قول ما يريد. فحرية التعبير تنطبق على الجميع، والذين يتهموننا بأن لدينا أجندات معادية للمغرب، أعتبر أن هذا الكلام فارغ وليس جديًا. فالتقرير الذي قمنا بزيارة العيون من أجل إعداده لم يصدر بعد، وحينما يصدر يمكن أن نتناقش حينها».