القنيطرة مدينة الخطايا

تعبير مجازي لمحاربة الفساد بالقنيطرة .

يحكى أنه كان هناك مدينة صغيرة جميلة هادئة ساكنة ;إسمها مدينة القنيطرة ;جمع بينها الحب و الوئام و التفاهم و التآزر و كانوا إخوانا يسارعون الى مساعدة بعضهم البعض و يحفضون للجار جورته و عرضه و كانوا لا ينضرون الى بنات و لا إلى نساء الحومة رجالها يعفون و نسائهم يستحون ، يلبسن لباس الحشمة و الوقار و كان من النادر أن ترى فتاة خارج البيت حتى قيل في نساء المدينة أنهن لا يخرجن إلا لثلاث من بطن أمهاتهن الى الحياة و من بيت أبيها الى بيت زوجها و من بيت زوجها إلى القبر، نساء القنيطرة والنواحي كان يضرب بهن المثل في باقي البلاد .

مرت الأيام و السنين ومدينة القنيطرة  على هذا الحال الى أن دخلت عليهم ذات يوم جماعة غرباء فغيروا تقاليد المدينة و أعرافها تغير المقام من الحشمة الى التبرج و من الوقار الى السفور و كل ذلك باسم التقدم و الحضارة و الحداثة . هؤلاء الغرباء  بحكم عملهم و باسم الدين   كانوا يفسدون في أنحاء المدينة كالكاسيات العاريات المتبرجات السافرات الواضعات،  فبدأوا يقصدونها يوميا للإستمتاع باللحم البشري الرخيص عوض اللحم الغالي الذي لا يمكن اقتنائه من الجزار إلا مرة في الأسبوع‘ و بما أن هؤلاء العاهرات وجدوا رواجا منقطع النضير و كثر عليهم الإقبال كان لزاما على العاهرات أن يجرين اتصالات هاتفية بصديقاتهم و بنات قريتهم و كل معارفهم من الجنس اللطيف من أجل قدومهن الى مدينة القنيطرة  التي ازدهرت فيها تجارة اللحم الآدمي فبدأت جحافل من الفتيات يصلن الى المدينة  تباعا فتيات في ريعان الشباب و منهن قاصرت لعبت بهن الظروف و كذب صديقاتهن حتى تحولت المدينة الى وكر للدعارة و الفساد.

هكذا عبث بها الغرباء و فسدوا و لا زالوا يفسدون في كل شيء ، اتصلوا بذويهم و حولوا المدينة الى فساد و نصب و احتيال على المواطنين  .  أصبحوا يحاربون الخير و العمل ضد مصالح الوطن و يشجعون على الفساد و اللامسؤولية ، يسترزقون من عند المفسدين و يشجعوهم على فسادهم .هذه القصة ليست غريبة أو من وحي الخيال بل هي واقع حقيقي لمدينة القنيطرة التي احسست أني ابن المدينة لا لأني قنيطري الأصل و لكني اخترتها كمدينتي و كسكني و اَهلها من اهلي ، المدينة التي كانت زهرة يافعة و حديقة مزدهرة يفوح منها كل طيب و يتلدد بها كل أهل المدينة فتحولت بين عشية و ضحاها الى مدينة يقصدها جماعة من المفسدين من كل المدن  لنهب خيراتها و العبث بسكانها ،وهكذا أصبحت مدينة القنيطرة وجهة لكل من يريد جمع الأموال و البحث عن المناصب بجميع الطرق ،وهذه مسؤولية سكان المدينة  وكل القائمين عليها وكذا دور المجتمع المدني بالمدينة لأنهم مجبرون على تنقية المدينة من كل الظواهر السلبية و من المفسدين ..وأنا كمواطن ضد أن تتحول مدينة القنيطرة  إلى وكر للفساد و كل أشكال الإنحلال الخلقي الدخيلة على المدينة تحت مبرر الحداثة و الحضارة وهما منها براء .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: