أوضاع معتقلي حراك الريف في الدار البيضاء تشهد تطورات تصعيدية سريعة
وقال عبد اللطيف الأبلق، شقيق معتقل حراك الريف ربيع الأبلق، إن شقيقه دخل في إضراب عن الطعام، منذ يوم الجمعة 31 غشت الماضي، وذلك بعد أن قام ناصر الزفزافي قائد الحراك بالإعلان عن خوضه إضرابًا عن الطعام.
وأضاف الأبلق في تدوينة (فيسبوكية): «لقد وقع ما كنت أخشاه، إذ تأكد لي أن شقيقي ربيع الأبلق دخل بدوره في إضراب عن الطعام، وكلنا نعرف ما معنى أن يدخل ربيع في الإضراب».
المعتقلون سيلتحقون بالمضربين
وأكدت أسماء الوديع، محامية عدد من المعتقلين على خلفية حراك الريف، دخول كل من ناصر الزفزافي، و محمد الحاكي، وربيع الأبلق المعتقلين على ذمة الملف ذاته في إضراب لا محدود عن الطعام، إلى غاية تلبية مطالبهم التي قدموها للإدارة ضمن رسالة الإشعار بالإضراب.
وأوضحت في تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنها قامت بزيارة للمعتقلين يوم الجمعة، رفقة المحامي العلمي الصباح، حيث أبدى باقي المعتقلين استعدادهم للالتحاق بالمضربين عن الطعام في الأيام المقبلة.
ويقول المعتقلون «تم تجميع معتقلي الحراك، بمن فيهم ناصر الزفزافي في الجناح 8 باستثناء ربيع الأبلق، الذي لا يزال بجناح المصحة بتعليمات من إدارة السجن»، كما أكدوا تنقيل أشرف اليخلوفي إلى سجن تيفلت 2.
وقالت الوديع إن من بين شروط رفع حالة الإضراب التي أعلنها المعتقلون المعنيون، إرجاع أشرف بينهم، وحل جميع المشاكل العالقة.
وأكد محمد أغناج، عضو هيئة الدفع عن المعتقلين، أن اثنين من معتقلي حراك الريف دخلا كذلك في إضراب عن الطعام» بعدما دشنه ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، ويتعلق الأمر بكل من محمد الحاكي المحكوم بخمسة عشر عامًا سجنًا نافذًا وربيع الأبلق المحكوم بخمس سنوات، وتتمحور مطالب الملتحقين بالإضراب بوضعيتهم داخل السجن.
وحملت مندوبية السجون المسؤولية للمعتقلين المتواجدين في سجن «عكاشة «في الدار البيضاء، في بلاغ أوضحت فيه أن إدارة السجن المذكور «تفاعلت مع طلب النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة الذين رغبوا في تجميعهم في حي واحد، وذلك بعد أن تمكنت من إفراغ جناح جماعي بالحي الذي يأويهم»، مضيفة في البلاغ ذاته «أنها تفاجأت حين تلبية الطلب المذكور، بمطالبة بعض هؤلاء النزلاء بإرجاع معتقل آخر على خلفية الأحداث نفسها تم ترحيله تأديبيًا وبشكل مؤقت إلى مؤسسة سجنية أخرى على إثر ارتكابه مخالفة تتمثل في إثارة البلبلة والفوضى بقاعة الزيارة وبزنزانته لما رفضت الإدارة الاستجابة إلى طلبه الرامي إلى السماح بزيارته من طرف أحد الأشخاص الذي لا تربطه به أية صلة قرابة» .
المعتقل المعني بالترحيل الذي تحدث عنه بلاغ المندوبية، أكدت المحامية أسماء الوديع في تدوينة لها عبر«فيسبوك» أن الأمر يتعلق بأشرف اليخلوفي الذي تم ترحيله إلى سجن مدينة تيفلت، قائلة إن المعتقلين أكدوا أن «من بين شروط رفع حالة الإضراب إرجاع أشرف بينهم وحل جميع المشاكل العالقة ..» مضيفة أن خلال زيارة الجمعة علمت أن «باقي المعتقلين عازمون على الالتحاق بالإضراب عن الطعام في الآتي القريب من الأيام».
وأكدت إدارة السجن أنها «تفاجأت أيضًا بطلب بعضهم إيوائهم بغرف انفرادية في تناقض تام مع طلبهم الأول، مهددين بالدخول في إضراب عن الطعام»، معتبرة أن «الأهداف الكامنة وراء سلوكات المعتقلين لا تمت بصلة بظروف اعتقالهم بالمؤسسة»، مشددة على أنها «ستبقى حريصة على فرض النظام داخل المؤسسة وعلى توفير ظروف اعتقال مطابقة للقانون لجميع النزلاء» .
ورجحت مصادر حقوقية أن يكون سبب إجراء التنقيل هو الاحتجاجات المتتالية للمعتقلين، وقالت إن هذا التنقيل يدخل في إطار استراتيجية جديدة لإدارة سجن «عكاشة»، للتخلص من «مشاكل» مرافقة لهذا الملف «الثقيل»، الذي لم تتوقف الأحداث المرتبطة به منذ تنقيل المعتقلين إلى سجن «عكاشة».
وبخصوص عائلات معتقلي «حراك الريف»، أوضحت المصادر أن مثل هذه القرارات سيترتب عنها معاناة كبيرة لعائلات المعتقلين، خصوصًا أنها تقطع ما يزيد عن 1200 كيلومتر أسبوعيًا لزيارة أبنائها، كما سيترتب على هذه الإجراءات توقف الحافلة التي يوفرها المجلس الجهوي لحقوق الإنسان مرة كل 15 يومًا، والتي حدّت نسبيًا من الصعوبات المادية التي واجهتها العائلات. من جهتها، نشرت جمعية ثافرا للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي حراك الريف تقريرًا حول مستجدات وضعية معتقلي الحراك بعد «تطورات خطيرة ومقلقة تعكس استمرار معاناة السجناء المأساوية، سواء على مستوى تردي أوضاع إقامتهم داخل السجون التي شُتّتوا عليها، أو على مستوى التعامل الانتقامي القاسي الذي يتم التعاطي به معهم من طرف بعض حراس تلك السجون، يصل حد السب الساقط والعنصري والتعذيب».
مطالبات بالكف عن سوء المعاملة
وطالبت الجمعية إدارة سجن عكاشة وكل إدارات السجون التي يتواجد فيها معتقلو الحراك، والمندوبية العامة للسجون، «بالكف عن سوء معاملة معتقلينا وتعذيبهم والانتقام منهم»، كما طالبتها «بالاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة كافة وفي مقدمتها مطلب تجميعهم والسماح لهم بمتابعة دراستهم وممارسة هواياتهم الفنية والرياضية، إلى جانب تمتيعهم بحقهم في التطبيب والعلاج وتحسين الوجبات وظروف الإقامة. وهددت الجمعية «باتخاذ الخطوات التي يكفلها لنا القانون، ومنها اللجوء للقضاء، للدفاع عن معتقلينا ومتابعة من يتطاول على حقوقهم وكرامتهم وسلامتهم الجسدية، مهما يكن الفاعل»، مذكرة الدولة «بالتزاماتها الدولية فيما يخص حقوق المعتقلين، لا سيما التزاماتها بمناهضة تعذيب المعتقلين والسجناء».
ومنعت السلطات الأمنية بمدينة الناظور تظاهرة نظمها عدد من نشطاء حراك الريف في مدينة، وذلك مساء أمس الجمعة الماضي، للمطالبة بالإفراج عن باقي معتقلي الريف بمختلف سجون المغرب والتضامن مع المعتقلين المضربين عن الطعام.
و تحولت الوقفة إلى مطاردات بشوارع المدينة وتطورت إلى صدام بين المحتجين والقوات العمومية، نتجت عنه إغماءات وإصابات واعتقال بعض المحتجين قبل أن يتم إطلاق سراحهم في اليوم نفسه. وتظاهر المئات من الأشخاص، السبت، في العاصمة البلجيكية بروكسيل للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف ورفعوا شعارات تطالب بوضع حد لمعاناة المعتقلين، وحملوا لافتات تحمل صور وأسماء المعتقلين والعقوبات السجنية الصادرة في حقهم. وشارك والد ناصر الزفزافي في التظاهرة التي دعا إليها أفراد الجالية المغربية المقيمة ببروكسيل.