لا زال العنف يهدد الأسر و المجتمعات
لا زال العنف يهدد الأسر و المجتمعات
حينما تواجهك المشاكل من كل جهة و لم تستطع مقاومتها أو التخلص منها وحينما تثور و تبدأ تصرخ بصوت عال ويقودك الانفعال الى العنف و الانتقام فاعلم انك في آخر المطاف سلكت طريق الهلاك.
حوادث القتل، الاختطاف،الاغتصاب، التهديد بالسلاح الابيض، السرقة، البطالة، العنف، سوء المعاملة مع الآباء والامهات والجيران والمدرسين.
الجهل،الانتقام، تداول الأفكار السلبية السوداء، معاشرة اصدقاء السوء، الانتحار،القلق، العنف ضد الأصول، الإدمان على المخدرات، الانحلال الخلقي و غير دلك من افعال إجرامية خطيرة.
كيف يعقل أن يقوم تلميد بمهاجمة معلمه داخل القسم أمام زملائه وهم يشجعونه على عمله العدواني. لمن يوجه اللوم؟ للمجتمع ؟ للاسرة؟ للشخص نفسه؟
هده الظاهرة أصبحت صراحة تقلق المجتمع بصفة عامة.
إنها مشاكل بدون حدود و لا نهاية لها.
بعض الباحثين و علماء النفس يبدلون قصارى جهدهم لفهم هده الظاهرة الغريبة ومنهم من أوضح أن السبب الرئيسي يعود للنقص في التربية و التعليم .
ركز الفيلسوف وعالم النفس الامريكي جون ديوي على نضرية الإصلاح التربوي الذي دعت إليه المربية والفيلسوفة الأيطالية ماريا مونتسوري والتي تأثرت بأفكارها دور الحضانة السويدية ولا زال تأثيرها ساري المفعول إلى هذه اللحظة.
اما المحلل النفساني النمساوي سيغموند فرويد فقد تحدث عن غريزة العدوان، واوضح أن العدوان غريزة أصيلة عند الإنسان لكن في نهاية القرن العشرين ومع التقدم في مجال علم النفس بدأت تظهر العديد من العيوب في كثير من نظرياته ومع هذا تبقى أساليب وأفكار فرويد مهمة في تاريخ الطرق السريرية و لا تزال افكاره مقبولة و مرحب بها في بعض العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية.
و اعتبر الباحث و المتخصص في السلوك العدواني ألبرت باندورا بأن السلوك العدواني من الموضوعات المعقدة التي لا يمكن تحديدها من جانب الدلالة اللفظية .
اما لين أعطى تفسيرا يستنتج من خلاله أن العدوان فعل عنيف موجه نحو هدف معين و قد يكون هذا الفعل بدنيا أو لفظيا وهو بمثابة الجانب السلوكي لانفعال الغضب والهيجان.
اعتقد عالم النفس الامريكي كارل روجرز أن الدافع الأساسي لأفعال البشر هو الرغبة في التحقيق الذاتي وأن المشاكل النفسية تأتي من عدم التلاؤم بين الذات والذات المثالية والذات العملية.
يقول مؤسس مدرسة علم النفس الفردي و طبيب العقل ألفريد ادلر هناك قاعدة تقول ان تحب جارك كما تحب نفسك وعلى البشر تطبيقها كما يتنفسون والا سيهلكون.
توضح الدراسات النفسية أنه قد تجتمع في نفس الشخص الميول للعدوانية ضد الغير وضد النفس في نفس الوقت و ليس من السهل أن تعرف الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى سلك طريق السخط و العدوانية.
الظروف القاسية التي يمر منها الشخص تؤثر لا محالة على سلوكه و غالبا ما يوجه اللوم الى اسرته بصفة خاصة و الى المجتمع الدي يعيش فيه بصفة عامة .
و الحديث عن الفرد داخل المجتمع يسمح لنا أن نقول إن مجتمعات بأكملها قد مرت من حالات الخضوع لعنف كان له التأثير في بناء شخصية الفرد وكان بصفة مباشرة أو غير مباشرة عاملاً في ظهور الاضطرابات النفسية بين أفراد تلك المجتمعات.
و بالرغم من كل هده التفسيرات التي أدلى بها كبار الفلاسفة و علماء النفس يبقى العنف ضاهرة خطيرة تهدد الأسر و المجتمعات و الأمم.
بقلم مصطفى توفيق
بالرغم من كل هده التفسيرات التي أدلى بها كبار الفلاسفة و علماء النفس يبقى العنف ضاهرة خطيرة تهدد الأسر و المجتمعات و الأمم.