مع اقتراب دخول المدارس: آلاف المدرسين يحتجون في العاصمة الرباط
سعيدة الكامل
أكد الآلاف من الأساتذة المتعاقدين بالمغرب أن الدخول الذي يقف على الأبواب لن يخلو من احتجاجات للأسرة التعليمية لجيل من الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بدءًا من فوج 2016 إلى فوجين لاحقين 2017 و 2018، وهو ما تدل عليه المسيرات بآلاف المرتدين لوزرات بيضاء حجوا من كل جهات المغرب إلى العاصمة الرباط للمطالبة بوقف العمل بالعقدة المؤقت وتوظيف حقيقي في قطاع التعليم لا يتهدده الطرد والفصل تحت طائلة عدم احترام مقتضيات العقدة، حسب ما يروج على ألسنة الأساتذة الغاضبين .
وطوال يومين، بدءًا من أمس الأول الأربعاء إلى غاية أمس الخميس، أصوات آلاف الأستاذة تضج الشوارع الرئيسية في العاصمة الرباط باتجاه مقر الوزارة الوصية على قطاع التعليم، تردد شعارات تندد بنظام التعاقد و تطالب بإسقاطه: «لا للتعاقد»، «لا بديل عن الترسيم»، «حرية ، كرامة، عدالة اجتماعية».. إلى غيرها من الشعارات التي صدحت بها حناجرهم وهم يحملون شارات حمراء و يرفعون بطاقات صفراء في إشارة لكون مسيراتهم الحالية ما هي إلا صفارة إنذار في حالة ما لم تلق أصواتهم آذانًا مصغية لدى وزارة التعليم.
ولم يقتصر الأمر على المسيرة الحاشدة، فقد امتلأت الساحات أمام مقر الوزارة عن آخرها ليلة أول أمس إلى صباح أمس الخميس، في اعتصام ومبيت ليلي خاضه الأساتذة عرف في فترة منه حصارًا أمنيًا قبل أن يتم انسحاب القوات الأمنية بعد حوار قصير بين ممثلين عن المدرسين وممثلين عن وزارة الداخلية، حسب مصدر من المكان، وأكد أن الحوار ركز على مطالبة الأساتذة بفك الاعتصام، وهو الأمر الذي لم يستجيبوا له ومكثوا إلى غاية الصباح.
مسيرة أمس الخميس كانت أقوى من سابقتها، حيث تزايد عدد المتوافدين وانطلقت صباحًا في اتجاه مقر الوزارة ثم البرلمان. وقالت «تنسيقية» الأساتذة أن حوالي 50000 أستاذ استجابوا لندائها رغم بعد المسافات والإكراهات المادية. وحسب عضو من داخلها، فإن المسيرات الحالية هي مقدمة أشكال احتجاجية أخرى في حالة ما لم تستجب الوزارة لمطالب الأساتذة، حيث يتم التلويح بمسيرات جهوية ابتداء من 16 سبتمبر المقبل وبخطوات تصعيدية أخرى سيقررها المجلس الوطني لـ«تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد»