السلطات الألمانية تزيل تمثالا لأردوغان أثار احتجاجات
الخميس 2018/08/30
أزالت مدينة فيسبادن التابعة لولاية هسن وسط ألمانيا الأربعاء تمثالا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضعه فنانون مؤقتا في إحدى الساحات، وذلك بعد أن أثار مواجهات بين مؤيدين للرئيس ومعارضين له.
وقالت سلطات المدينة، على موقع تويتر، إنه “بالاتفاق مع شرطة المقاطعة، قرر رئيس البلدية زفين غيريخ إزالة التمثال لعدم التمكن من ضمان الأمن”.
ووصل عناصر الإطفاء بعيد منتصف الليل مزودين برافعة لإزالة التمثال الذهبي اللون البالغ ارتفاعه أربعة أمتار من “ساحة الوحدة الألمانية”، حيث وضع الاثنين في إطار مهرجان ثقافي في فيسبادن.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشل في أنقرة في 2016، تتابع ألمانيا عن كثب الإجراءات القمعية لأردوغان بحق معارضين سياسيين وصحافيين. وتضم ألمانيا أقلية كبيرة من الأتراك.
وبعد وضع التمثال في الساحة تم تلطيخه بعبارات مثل “هتلر تركيا”. وقال متحدث باسم الشرطة، لوكالة الأنباء الألمانية، إن “جوا عدوانيا بعض الشيء” تطور. فيما قال رئيس مجلس المدينة أوليفر فرانتس لصحيفة فيسبادنر كوريير إن المواجهات اللفظية تصاعدت وأصبحت عراكا “وشوهدت أسلحة بيضاء”.
وقال مدير مسرح فيسبادن إريك لاوفنبرغ “وضعنا التمثال لمناقشة أردوغان” وأضاف “في بلد ديمقراطي يتعين سماع كل الآراء”. لكن إميل سينتسه، الممثل المحلي لحزب البديل لألمانيا، اليميني المتطرف والمعادي للهجرة حمل المسؤولية للمنظمين “الأغبياء” الذين “قدموا منصة لمستبد يمضي وقته في إهانة الألمان”.
وقالت متحدثة باسم المدينة، الثلاثاء، إن الأمر برمته حملة فنية استفزازية أخرى من مهرجان “بينالي” للفن المعاصر. وأضافت المتحدثة “تلقينا عددا من المكالمات من مواطنين منزعجين. الكثيرون لا يعلمون أن الأمر يدور في إطار فعاليات البينالي”، موضحة أن المدينة نفسها تفاجأت من الحملة، مشيرة إلى أنه لم يكن من المعروف أن الحملة تدور حول تمثال لأردوغان.
وذكرت المتحدثة أنه تم نصب التمثال، الذي يبلغ ارتفاعه نحو أربعة أمتار، مساء الاثنين في وسط مدينة فيسبادن. وبدأ مهرجان “بينالي” الخميس الماضي في فيسبادن، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى الأحد المقبل. ويحمل المهرجان هذا العام شعار “أخبار سيئة”.
ونصب التمثال قبل شهر على زيارة الرئيس التركي لألمانيا، حيث من المقرر أن يجري أردوغان المثير للجدل زيارة رسمية لألمانيا في 28 و29 سبتمبر المقبل.
وأفاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في وقت سابق، أن الحكومة الألمانية تعتزم التطرق إلى موضوعات خلافية خلال الزيارة المرتقبة للرئيس التركي لبرلين.
وقال الوزير، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، “لا يزال هناك مواطنون ألمان يقبعون في السجن في تركيا. لا يمكننا تفهم لماذا يسير الوضع على هذا النحو”. ومن جانبها، قالت الأمينة العامة للحزب المسيحي الديمقراطي، أنغريت كرامب كارنباور، إنه يتعين على ألمانيا استغلال الزيارة لتبادل الآراء “على نحو صريح وناقد”. وأضافت، في تصريحات صحافية سابقة، “يتعين علينا التحدث بشفافية دائما عن المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية ودولة القانون، حتى في هذه الحالة”.
وكانت الكاتبة التركية المنفية في ألمانيا أسلي أردوغان، أبدت قلقها على مستقبل بلادها في ظل حكم أردوغان. وقالت “الطريقة التي تسير بها الأمور في تركيا تشبه ألمانيا النازية”.