رداءة القطاع السياحي بالمغرب من خلال شهادات السياح
يعرف المغرب خلال صيف كل سنة تزايد كبير في عدد السياح الأجانب من جميع دول العالم ، لزيارة بعض المدن الساحلية كالدار البيضاء والرباط و القنيطرة التي تزخر بمؤهلات طبيعية هامة، منها امتداد مساحات شاسعة من الغابة المعروفة بأشجار البلوط الفليني و كذلك شاطىء المهدية الذي يلطف الجو من شدة درجة الحرارة خلال فترة شدة الحر بالمدينة.
لكن ارتفاع خيالي لأثمنة المواد الاستهلاكية بالمقاهي والمطاعم بالقنيطرة دون الجودة والكمية المطلوبتين تزعج الزائرين إليها، أما الأزبال والقطط والفئران تؤنس الزوار و تنتشر في كل مكان.
ومما يزيد الطين بلة هو توافد السياح على سوق و شواية السمك بالمهدية الذي و من خلال ربورتاج قامت بِه اخبارنا الجالية حيث تنعدم بهما جميع الاولويات التي تتطلبها المطاعم ، بانعدام المياه و النظافة و الخبرة و اكثرية العاملين بالشواية يتواجدون في حالة سكر طافح و تتواجد مواد متلاشية كأواني الطبخ وغيرها في محيطها وتنبعث منها روائح كريهة وتقطع الطريق على المارة و تخدش نظرة الزبائن .
خصص مدير النشر لأخبارنا الجالية بعض الأيام من عطلته الصيفية لقضائها بمدينة القنيطرة الهادئة والاستمتاع بطبيعتها، بعيدا عن ضجيج مدينة الدار البيضاء المكتظة بالسكان، لكن صدمته كانت قوية جدا من جراء قلة النظافة بالمقاهي والمطاعم،و كثرة الأشغال العمومية و الحفر في كل مكان ، و كثرة الأشخاص الفاقدين للأهلية المتسكعين في شوارع القنيطرة كأنها مستشفى للامراض العقلية .
مراحيض من نوع بلدي تنعدم فيهم الشروط الصحية و لا أوراق صحية و هو عبارة عن مرتع للجراثيم و المكروبات ، حافلات مكسرة تغزو المدينة كحافلات مدرعة يحميها و يدافع عنها بعض اصحاب الصفحات الفيسبوكية و يتقاضون أجورا كل شهر بانتحالهم صفة صحفيين و امام اعين الشرطة .
مدينة كانت تتميز بلطافة سكانها و بجمال بيأتها اصبحت مركزا للفساد الاداري و المجتمعي ، نهب و احتيال ( سوق الجملة ) ، نصب و خيانة الأمانة ( سوق ابن عباد ) ، متاعب و معانات ( حافلات الكرامة ) ، شوارع مخربة في عز فصل الصيف حيث يتوافد العديد من جاليتنا بالخارج و السياح من كل بقاع العالم .
دولة تعمل على استقطاب السياح و المشاريع الاستثمارية و مجلس بلدي يستهين بكل الجهود المبذولة و يتناسى الأمور الضرورية لتهيئة الظروف الضرورية لقضاء عطلة صيفية في أحسن الأجواء .
بعيدا عن المدينة حيث يبحث المواطن عن الهدوء و الاستمتاع بالبحر و لطافة الجو ، يجد نفسه امام شاطىء تنعدم به جميع المرافق الصحية ، يقضي المصطاف حاجته داخل الشاطىء دون ان يحرك ساكنا رئيس المجلس البلدي للمهدية خليل يحياوي ، شاطىء تملئه السهرات و الفساد و مقاهي الشيشة الغير المرخصة ، التي تعمل حتى الصباح دون مراعات سكان الجوار.
شاهدت وعاينت هذا وخامرتني العديد من الأسئلة : أبهذا السلوك نرتقي بمستوى السياحة في المغرب ؟ وبمثل هذا التلاعب نتمكن من جدب المزيد من السياح ؟
الجميع أظهروا التذمر والسخط من واقع السياحة في بلادنا، وأشاد أغلبهم بأحوال السياحة في بعض البلاد العربية والأجنبية.
فالسياحة خارج البلاد أرخص، وأسعارها أنقص ويبدو أن العروض السياحية الاسبانية بدأت تكيف منتوجاتها لتلائم المستهلك السياحي المغربي، وهذا ما لاحظه صحفي مغربي الذي تجول في عدد من المحطات السياحية بالجنوب الإسباني المعروفة ببيرطو بانوس، والتقى الصحفي بعدد من السياح المغاربة الذين تأسفوا على ضعف العرض السياحي الوطني وغلائه مقارنة بالعروض الاسبانية، مؤكدين أنه إلى جانب الغلاء يعاني المنتوج المغربي السياحي من ضعف التنشيط وغياب الترفيه خصوصا الموجه للأطفال بالإضافة إلى رداءة الخدمات وضعف تكوين مهنيي السياحة.
وفي السياق ذاته قال أحد السياح المغاربة إنه يحاول كل مرة أن يكتفي بمنتوجات السياحة الداخلية المغربية إلا أن ضعف المنتوج وغلاءه مقارنة مع ما يتم تقديمه بالجنول الاسباني يحول اختياره إلى كابوس حقيقي له ولعائلته.
من جهته قالت سائحة مغربية جاءت رفقة أسرتها إن زيارة الجنوب الاسباني، تمكن أيضا الأسر من معانقة عدد من العروض التنشيطية والترفيهية، مضيفة أن تنوع هذه العروض يلائم كل الأذواق والأعمار، وهي العروض تضيف السائحة يقل نظيرها بالمنشآت السياحية بالمغرب.
السياحة الناجحة مهمة وطنية، لها مقومات واضحة, ولها منهج وثقافة، ولن تنجح في استقطاب الناس؛ إلا إذا كان وراءها مسؤولين مخلصين، وكانت تسير وفق تخطيط صالح،وفيها عمل دؤوب، وجهد متميز، وعطاء متواصل.
ومن، هنا نتساءل، هل وزير السياحة والنقل الجوي، والصناعة التقليدية، والاقتصاد الاجتماعي له مقاربة لهندسة جديدة للقطاع السياحي مع ما يتماشى والمنافسة الشرسة لدول تعتمد في اقتصادها على السياحة، وتسويق صورتها، ومنتوجاتها؟
وهل الوزير محمد ساجد سيعمل على دمج لجن التفتيش للقطاعات المعنية بالقطاع السياحي التي يحمل حقيبتها، وتفعيلها لتمكين من قيامها بأداء جيد، مع وضع كل الوسائل اللوجيستيكية لضمان جودة تقاريرها، وتفعيل التكوين والتكوين المستمر للعاملين بالقطاع، والعمل على وضع دراسة لتقييم جودة الخدمات الفندقية، التي أصبحت رديئة، بسبب اهتمام المهنيين بترويج الخمور، مما حول بعض الفنادق إلى حانات بدل فضاءات سياحية التي من خلالها ثم التوقيع على رخصة الاستفادة لترويج الخمور من طرف السلطات المعنية؟.