حافلات مدرعة للنقل العمومي بالقنيطرة
يعتبر قطاع النقل أهم المشاكل التي تتخبط بها الحواضر المغربية، فلا تكاد مدينة تخلو من معاناة المواطنين شكواهم من سوء خدمات شركات النقل ، سواء تعلق الأمر بقلة أسطول الحافلات ، الاكتظاظ ، الحالة الخارجية والميكانيكية المهترئة للباص أو بسبب التعامل الفج للمراقبين… مدينة القنيطرة لا تخرج هي الأخرى عن دائرة رداءة قطاع النقل . فلا شك وأنت تغادر المنزل تجاه العمل ، الدراسة ، قضاء المآرب اليومية ….مستعملا أو استعملت الحافلة لبلوغ مرادك . يثير انتباهك الحالة المزرية ” الصدئة ” لحافلات الكرامة ، كراسي مقتلعة من مكانها ، نوافذ مكسرة عوض زجاجها بالحديد لتختفي معها التهوية ومنافذ السلامة ، اكتظاظ كبير يرفع نسبة التعرض للنشل ، ناهيك عن التأخر وقلة الأسطول. هذه الحالة المهترئة للحافلات وسوء الخدمات ، تجعلنا نطرح سؤال : من يتحمل المسؤولية لرداءة جودة النقل الحضري بالقنيطرة الذي أصبحت الحافلات به لا تصلح سوى لشحن المواشي وليس لتنقلات الساكنة القنيطرية. أطراف المسؤولية يمكن تحديدها في ثلاثة :
1 ) المجلس البلدي ، وعود لم تحقق : منذ سنوات بعد أن أعلن السيد عزيز الرباح رئيس المجلس البلدي ، المنتمي لحزب العدالة والتنمية ، انتهاء العقدة مع شركة الهناء والتعاقد مع الشركة الحالية الكرامة بتاريخ 5 أكتوبر 2011 . تنفس القنيطريون الصعداء حالمين بخدمات نقل جيدة ،خاصة وأن الرباح أكثر من مرة ردد أن حافلات الكرامة ستكون في المستوى بجودة خدمات عالية ، لكن بعد مرور أشهر من رحيل الهناء وتسلم الكرامة مفاتيح القيادة ، صدم القنيطريون بأمر الواقع البعيد كل البعد عن الأحلام التي روجها القيادي بحزب المصباح…تأخر في المواعيد ، خطوط لا تشملها التغطية الكافية، مراقبون ” les contrôleurs” يفتقرون لأسلوب اللباقة أثناء صعودهم لمراقبة التذاكر، أسطول ضعيف لا يتماشى مع النمو الحضري المضطرد للقنيطرة.
2 ) الشركة مسؤولة ولكن! : في الدول التي تحترم نفسها لا توقع اي عقدة عمل وتسيير الا اذا كان الطرفان سيوفران كل الخدمات وبجودة كبيرة للمواطن. شركة الكرامة في بداياتها تعهدت بالجودة وضمان الانسيابية في التنقل عبر أسطول كافي وبطاقم عمل مهني كرامة الركاب. بالفعل في الأسابيع والأشهر الأولى قدمت الكرامة خدمة في المستوى( سائقين بزي موحد أنيق ، مراقبين مهنيين يحترمون الركاب، حافلات نظيفة)تغطية كافية للخطوط الخاصة بها إذ كانت حينها الهناء لازالت في الخدمة.
مع خروج الهناء تغير كل شيء ، تأخر في الوصول اكتظاظ ، نقص كبير في عدد الحافلات ، تعامل سيء من المراقبين يصل حد الكلام النابي والاعتداء أحيانا على الراكبين من صفوف القاصرين والشباب. كما أن هناك معلومات تقول بأن شركة الكرامة أرسلت حافلات جديدة لمدن أخرى وعوضتها بأخرى صدئة متقادمة.
شباب القنيطرة نظم عدة احتجاجات على سوء الخدمة ليكون الجواب ” سنعمل على حل المشكلة ” خاصة من طرف المجلس البلدي. في حين شركة الكرامة لها مبرراتها بكون أن تكلفة تعزيز الأسطول يتطلب أموالا كبيرة وهو الشيء غير الممكن في ظل الموارد المالية المرصودة من البلدية في إطار عقد التدبير المفوض. كما أنها اي الكرامة لا يمكنها ان تتحمل المسؤولية وحدها في تجديد وتحديث الأسطول المهترئ بأفعال بشرية مرتبطة برشق الحافلات بالحجارة وتعرضها للتخريب.
3 ) المواطن مسؤول وطرف في المشكل :
شركة الكرامة أو غيرها لا يمكنها ان تستقدم حافلات جديدة لتعوض المهترئة ، نظرا للتكلفة الباهظة للحافلة الواحدة ، فتقريبا كل شهر تتعرض 4 حافلات على الأقل للضياع والتخريب من طرف شباب طائش غير مؤطر فهناك من يرمي بالحجارة، من يكسر الكراسي ويمزق الثوب المغلف لها ، ناهيك عن التسابق على صعود الحافلة حتى وهي مملوءة عن اخرها بالإضافة لعدم اقتناء التذاكر المورد المالي الرئيسي لشركة النقل ، إضافة لممارسات غير متحضرة من قبيل التدخين داخل الحافلة خاصة بخطوط بعينها.
إذن بما أن حافلات الكرامة أصبحت أقرب لشاحنات المواشي منها لنقل البشر ، يبقى المواطن هو سر تجويد خدمة النقل في ظل الوعود غير المحققة من طرف البلدية وفي ظل تحجج الكرامة بحجم الخسائر وفي غياب إمكانية استقدام شركة نقل أخرى منافسة ، بسبب مصالح ضيقة خاصة تجرى تحت الطاولة …يجب على المواطن القنيطري خاصة الشباب التعامل بمنطق وسلوك حضاري والتوقف على العمليات التخريبية اللامسوؤلة حتى يتسنى للقنيطريين الاحتجاج بسلمية وثقة في النفس حيث آنذاك لن تجد الكرامة ما تتحجج به من مبررات تكلفة تجديد الحافلات بسبب التخريب. أما عزيز الرباح أو المجلس البلدي سيجد نفسه مجبرا على تنفيذ الوعود أو انتظار المحاسبة في قادم المواعيد الانتخابية.
اخبار الفجر