شاحنة خضراء تنقذ سائقا مغربيا من حادثة جسر جنوة
سائق مغربي يؤكد أن نجاته من الموت أثناء انهيار جسر جنوة بإيطاليا كانت معجزة يعود الفضل فيها إلى سائق الشاحنة الخضراء المتوقفة أمامه عند حافة الجسر.
تُظهر صور الجسر المُنهار في جنوة شمال إيطاليا، والذي أسفر سقوطه عما لا يقل عن 39 قتيلا، شاحنة تقف على حافة هاويته في مشهد يحبس الأنفاس، وروى سائقها وسائق نجا بفضلها تفاصيل معجزة نجاتهما.
وقال عفيفي إدريس، سائق مغربي، نجا من موت محقق بفضل فطنة سائق الشاحنة الخضراء “رأيت الشاحنة الخضراء تتوقّف ثم تسير للوراء.. خرجت من شاحنتي وهربت جريا”. وبحسب إدريس البالغ من العمر 39 عاما، فإن الفرار كان كل ما خطر على باله في تلك اللحظات العصيبة.
أما سائق الشاحنة الخضراء البالغ من العمر 37 عاما والذي مازال تحت تأثير الصدمة منذ يومين، فقد صرح “كانت السماء تُمطر، تمطر بغزارة، فكان من الصعب أن أقود بسرعة. في وقت ما تجاوزتني سيّارة، فخفّضت سرعتي لأبقى على مسافة منها، وكانت الرؤية سيئة جدا”.
وأضاف “في لحظة، ارتجّ كلّ شيء، واختفت السيارة التي كانت أمامي كما لو أنها غاصت في الغيوم، نظرت جيدا فرأيت جزءا من الجسر يسقط”. وتابع “من دون تفكير، حين وجدت نفسي على حافة الهاوية، شغلت ناقل سرعة الشاحنة إلى الوراء، كما لو أنني أهرب من السقوط في هذا الجحيم”.
وكانت الشاحنة الخضراء لا تزال على حافة الهاوية، حيث يجاور جزء من الجسر المنهار كومة أنقاض وبقايا سيارات أو شاحنات متروكة في الخلاء، فالمنطقة الكائنة تحت المرفق الذي انهار الثلاثاء في جنوة تبدو غداة المأساة كأنها تعرضت لهزّة أرضية.
وقال إيمانويلي غيسي، مساعد قائد رجال الإطفاء في منطقة بيمونتي، “لم نفقد الأمل في العثور على أحياء”. ولم يعد الجسر المعروف جدا في جنوة ويناهز ارتفاعه 45 مترا قائما، فقد انهارت أكثر من 200 متر منه.
وباتت رافعتان من الإسمنت تقفان وجها لوجه، هما ما تبقى من هذا البناء الإسمنتي الذي يفوق طوله الكيلومتر والمشيد في منطقة قريبة من جنوة في أواسط الستينات، علما وأنه أخضع خلال العقود التي أعقبت بناءه للعديد من عمليات الصيانة. وبقيت الشاحنة الخضراء مجمّدة في الجانب الأيسر من الجسر على بعد أمتار من الهاوية.
وقال باسكوالي رانييري (86 عاما) “كنت في بيتي وبدأت كل البنايات تهتز. كان هذا أسوأ من هزة أرضية”. وعلى غرار سكان الحي الذين يناهز عددهم 400، اضطر هذا الثمانيني المقيم في بناية في أنريكو بورو، تحت جسر موراندي، إلى المغادرة على وجه السرعة.
ويتوافر لبرونا ميلاتشي (53 عاما) المزيد من الحظ. فشقتها تقع بالضبط قبل الحاجز الأمني. وأوضحت هذه المترجمة “أمس، كنت قد ذهبت إلى المركز التجاري للتسوق عندما سمعت الناس يتحدثون عن انهيار الجسر”. وأضافت “تركت كل شيء وعدت راكضة تحت المطر لأتأكد من أن هرّتي مازالت على قيد الحياة”.