أول مذيعة محجبة على شاشة أميركية تؤكد أن الإصرار يغلب الإسلاموفوبيا

رحمن التي تعيش في دافنبورت بولاية أيوا الأميركية، وهي من أم هندية وأب باكستاني الأصول، تعمل حاليا كمراسلة صحافية.

الجمعة 2018/08/10
عزيمة تصنع النجاح
تمكنت طاهرة رحمن من التغلب على العراقيل أمام بلوغ حلمها، لتصبح أول مذيعة مسلمة محجبة تظهر على شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة.

وتعمل رحمن التي تعيش في دافنبورت بولاية أيوا الأميركية، وهي من أم هندية وأب باكستاني الأصول، حاليا مراسلة لصالح قناة “WHBF”.

وأشارت إلى أن هجمات 11 شتنبر 2001 في الولايات المتحدة دفعتها إلى دراسة الصحافة في جامعة “ليولا” بمدينة شيكاغو كي تنقل للعالم مأساة وقصص الناس.

وقالت “أنا كبقية المجتمع الإسلامي صُدمت من المأساة التي وقعت في 11 شتنبر. حين بدأت تنتشر فجأة نظرة إلى المسلمين على أنهم أعداء. وُلدت وترعرعت في الولايات المتحدة، لكن حتى جيراننا كانوا ينظرون إلينا بشك. في ذلك الوقت قررت أن أفعل شيئًا لتغيير التصور تجاه المسلمين”. وأضافت “تخرجت من كلية الصحافة بدعم من والديّ، واخترت الصحافة لأنها مهنة قادرة على نقل مأساة الناس إلى العالم برمته”.

وأشارت رحمن إلى أنها أجابت بـ“لا” على أولئك الذين سألوها خلال فترة التعلم والتدريب “هل ستخلعين الحجاب للحصول على الوظيفة التي تحلمين بها؟”.

وتابعت في ذات السياق “وهؤلاء أخبروني بأن أكون مستعدة لسماع رفض ظهوري على الهواء بالحجاب لمرات عديدة. وفعليا لقد تحقق ما قالوه وتلقيت ردوداً سلبية على عشرات طلبات التقدم للعمل”.

وأضافت “لم أتمكن من العثور على وظيفة كمراسلة في وسائل الإعلام بسبب حجابي، لذا بدأت العمل في قناة WHBF كمنتجة للأخبار خلف الكاميرا، وعملت في هذه المهمة لأكثر من عامين”.

واختتمت بالقول “رغم كل شيء لم أتخلَّ عن حلمي بأن أكون مذيعة. وبعد رفض طلبين لي، سألت رؤسائي بما يجب عليّ فعله كي أكون مرشحة للعمل كمذيعة، ونصحوني بالمواظبة. أشكر الله لأنني حصلت على الوظيفة في الطلب الثالث الذي تقدمت به”.

وأوضحت أنها ظهرت على الشاشة بحجابها لأول مرة في 8 فبراير الماضي ولا تزال تعمل في المهنة التي تعشقها.

ولاقى ظهور رحمن على شاشة التلفزيون ترحيبا واسعا داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث تؤكد الصحافية الشابة أنها تلقت العديد من رسائل التحفيز من قبل أناس في المكسيك والسويد وأوروبا الشرقية، في حين دعتها العديد من عائلات ولاية أيوا حيث تقطن، إلى تناول العشاء معها والحديث إلى بناتها عن تجربتها.

وهذا لا يعني أن جميع الرسائل التي وصلتها كانت إيجابية، حيث تلقت بعض رسائل “الكراهية”، غير أنها أكدت في تصريحات صحافية سابقة أن مثل تلك الرسائل لن تحطمها وستواصل عزيمتها وأنها ستعمل على أن يغير هؤلاء الأشخاص مفاهمهم عنها. وأشارت في حديث مع جريدة “توداي” إلى أنها حزينة لذلك ولكنها تأمل في أن يأتي اليوم الذي يغير فيه هؤلاء الأشخاص نظرتهم لها وأن يروها كما تراهم هي. مجرد جيران يجمعهم الود ويعملون بكد لتحقيق أهدافهم وجعل مجتمعهم أفضل حالا.

وتأمل في أن يساهم ظهورها على شاشات التلفزيون من تغيير المفهوم الخاطئ عن المرأة المحجبة، وأن ارتداء الحجاب لا يشكل في حد ذاته “قمعا” للمرأة، وأن المرأة يجب أن ترتدي الحجاب عن قناعة، وأن المرأة التي تختار ذلك بحرية لا يعني أنها متطرفة.

ونوهت بأن عائلتها المكونة من أبيها وأمها وإخوتها الذكور كانوا دائما يقفون إلى جانبها ويشجعونها على خوض غمار العمل الصحافي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: