تركيا تتابع المواقف العربية من أزمتها مع أمريكا: صمت رسمي وابتهاج إعلامي وتعاطف شعبي

حملات محدودة في محاولة دعم الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي

Aug 15, 2018

تتابع تركيا عن كثب المواقف الرسمية والشعبية والإعلامية في العالم العربي من الأزمة المتصاعدة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في ظل انعدام المواقف الرسمية العربية ووجود حالة تعاطف شعبي واسعة في ظل «ابتهاج» كبير من قبل وسائل إعلام عربية كبرى.
رسمياً، ومنذ بدء الأزمة بين واشنطن وأنقرة على خلفية رفض الأخيرة الإفراج عن الراهب الأمريكي وفرض واشنطن عقوبات سياسية واقتصادية على تركيا لم يصدر أي موقف رسمي عربي أو تصريح إعلامي يبدي دعماً أو تضامناً مع تركيا في وجه العقوبات الأمريكية.
وباستثناء ذلك، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مساء الاثنين، بحثا فيه «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، حسب مصادر في الرئاسة التركية لفتت أيضاً إلى أنهما أكدا على «عزم البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات»، واتفقا على «استمرار التواصل الوثيق بينهما».
وقبل ذلك بيومين، جرى اتصال هاتفي بين اردوغان وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جرى التأكيد خلاله على «أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية»، وشدد الزعيمان على «أهمية مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة». لكن البيانين حول اتصالي أميري قطر والكويت تجنب الإشارة بشكل مباشر إلى الأزمة مع واشنطن رغم تزامنهما مع ذروة الأزمة. إعلامياً، سجلت الجهات التركية المختصة ما وصفته بـ«حالة عارمة من البهجة غمرت وسائل إعلام عربية»، على خلفية الأزمة مع واشنطن، وتراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي بشكل كبير، معتبرةً أن هذه الوسائل ومنها فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية كبيرة وقريبة من الجهات الرسمية للعديد من الدول العربية عملت على تضخيم الأزمة. ولفت مسؤول في مكتب الاتصال التابع للرئاسة التركية رفض الكشف عن اسمه  إلى أن الجهات الرسمية التركية تتابع أداء وسائل الإعلام العربية لا سيما الرسمية والقريبة من الجهات الرسمية، وتسجل مواقفها التي تهاجم تركيا أو تقف إلى جانبها أو تلتزم الحياد السياسي والإعلامي بالحد الأدنى، على حد تعبيره.
وقال المسؤول: «لدينا تقارير عن وسائل إعلام ومنها شبه رسمية لدول معينة عاشت حالة من البهجة والفرحة غير المسبوقة بالأزمة الاقتصادية في تركيا وشنت حربا إعلامية واضحة هدفت إلى حث السياح على عدم القدوم إلى تركيا وسحب أموالهم واستثماراتهم من تركيا، كل ذلك بهدف تعميق الأزمة وتوجيه ضربة لتركيا».
أما شعبياً، فقد انتشرت عشرات الحملات الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع تركيا سياسياً واقتصادياً في وجه العقوبات الأمريكية وتراجع الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وفي بعض الدول الخليجية، لا سيما في قطر والكويت، انتشرت حملات تدعوا إلى تحويل مبالغ مالية من الدولار الأمريكية إلى الليرة التركية وذلك في محاولة لدعم العملة التركية التي تراجعت قرابة 40٪ منذ بداية العالم الحالي لا سيما الأزمة الأخيرة مع واشنطن.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأشخاص شاركوا في هذه الحملات ومنها صور تظهر تحويل مبالغ مالية متفاوتة من محلات الصرافة والبنوك في عدد من الدول العربية، وقالوا إن ذلك يأتي بهدف دعم العملة التركية لمساعدتها على تجاوز الأزمة.
كما انتشرت حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعوا لدعم شراء المنتجات التركية الموجودة في الأسواق العربية، وتم نشر الرمز السوقي «الباركود» الخاص بالمنتجات التركية لتعريف الراغبين بشراء المنتجات المصنوعة في تركيا بطريقة معرفتها وتمييزها عن المنتجات الأخرى.
إلى جانب ذلك، تصاعدت دعوات واسعة أيضاً من أجل تعزيز السياحة العربية إلى تركيا وذلك من خلال التعريف بمستوى التكاليف المنخفضة التي باتت تكلفها الرحلات السياحية إلى تركيا بسبب الانخفاض الكبير في سعر العملة التركية مقابل الدولار.
وبالفعل اصطف المئات من السياح خلال الأيام الماضية في المراكز التجارية وارتفعت قابليتهم لشراء المنتجات التركية بشكل كبير جداً، وذلك بفعل انخفاض أسعار المنتجات في السوق التركي مقارنة بسعر الصرف السابق أمام الدولار الأمريكي.
وبادرت الكثير من الهيئات الشعبية والمؤسساتية العربية الموجودة في تركيا إلى جانب الجاليات العربية، إلى القيام بحملات مؤثرة وأخرى رمزية للتضامن مع تركيا، وفي مثال على ذلك أعلنت مدرسة فلسطينية خاصة في إسطنبول أنها قررت تحويل رسوم العام الدراسي الجديد بالليرة التركية بعد أن كانت تعتمد ذلك بالدولار الأمريكي، كما أعلنت حساب الرسوم بسعر صرف أقوى من السوق وذلك لتشجيع الأهلي على المشاركة في الحملة، وقالت المدرسة في بيان لها إنها تهدف من خلال ذلك إلى «الوقوف إلى جانب تركيا ورد المعروف لها ولو بشكل رمزي».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: