العقوبات الأمريكية تحطم قوتين عظميين إسلاميتين
خامنئي واردوغان يعتبران أن واشنطن هي سبب تدهور عملتي بلديهما
صحف عبرية
إيران وتركيا، القوتان العظميان الإسلاميتان، هما في انهيار اقتصادي، وخرج زعيما الدولتين، أمس ـ اردوغان تركيا وخامنئي إيران ـ في خطاب لسكان بلديهما تناولا فيهما المذنبين في الأزمة.
رغم أن الزعيمين اتهما في خطابيهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالازمة الاقتصادية في دولتيهما، فإن الفرق في النبرة ومضمون الأمور كان واضحًا جدًا. خامنئي، في خطابه، استخدم لغة حذرة وموزونة أكثر بكثير، وقال ضمن أمور أخرى: «إيران لا تعتزم إعلان الحرب على الولايات المتحدة، ولكنها لن تخوض معها المفاوضات أيضًا. لقد أعاد ترامب العقوبات وجر وراءه دولًا أخرى لم ترغب في مقاطعة إيران، بل العكس، في إقامة علاقات معها».
يبدو أن خامنئي كان حذرًا في أقواله بسبب حقيقة أنه لا يزال يترك فتحة لإقامة علاقات مع دول في الغرب، فيما أن العلاقة الاقتصادية الأهم لإيران اليوم هي مع الصين.
لقد اتهم خامنئي ترامب بأزمة العملة التركية وادعى بأن الليرة لم تنهر إلا بسببه، ومع ذلك وفيما يخص الريال الإيراني اعترف قائلًا: «عملتنا سقطت بسبب مشاكل إدارية لا ترتبط بالعقوبات الأمريكية».
ورغم ذلك، فقد أوضح الزعيم الإيراني الأعلى: «المفاوضات مع الولايات المتحدة ـ ترامب لا بد ستضر بنا وهي محظورة. يثبت الأمريكيون المرة تلو الأخرى بأنه محظور تصديقهم».
في طهران لم يعرفوا أمس كيف يحلوا لغز تصريحات روحاني الذي وإن كان أشار إلى المشاكل الاقتصادية الصعبة، فإنه بالمقابل لم يعط حلولًا لأبناء بلاده.
إلى جانب خطاب خامنئي في التلفزيون، أعلن أمس وزير الدفاع الإيراني، أمير خاتمي، عن تطوير صاروخ جديد قال إنه «محسن جدًا». وقال خبراء إن إيران درجت على ربط البيانات عن تطوير السلاح العسكري بخطابات متشددة، كذاك الذي ألقاه خامنئي أمس.
بخلاف الزعيم الإيراني، يصعّد الرئيس التركي اردوغان من تصريحاته ضد الولايات المتحدة ورئيسها، وكان متشددًا جدًا في خطابه يوم أمس إذ أعلن قائلًا: «إن سقوط العملة التركية هي طعنة في الظهر من جانب الأمريكيين. فقد استخدموا أساليب متطورة لإسقاط الليرة التركية». واتهم اردوغان الرئيس ترامب مباشرة وأعلن بأنه ينتظر مزيدًا من الهجمات على العملة من جانب الأمريكيين وحلفائهم، «سقوط الليرة هي نتيجة مؤامرة وليس إدارة اقتصادية سيئة».
لقد تطورت الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي آندرو برنسون، الذي اعتقل قبل نحو سنتين في تركيا، على تهمة المساعدة للانقلاب الذي نظمه رجل الدين فتح الله غولان.
ولكن رغم أقوال اردوغان القاطعة في خطابه أمس، فإنه حتى سكان دولته يجدون صعوبة في تصديقها، «من الصعب التصديق بأن هناك مؤامرة أمريكية للمس باقتصاد إيران، بل وأكثر من ذلك باقتصاد تركيا»، كتب أمس متصفح تركي في موقع الإنترنت «مشاكل في الاقتصاد التركي». ويخشى الكثير من مواطني تركيا من الوضع الاقتصاد ويريدون سحب توفيراتهم ليستبدلوا بها العملة الأجنبية.
صحيح أن تركيا نفسها أرسلت مبعوثين إلى دول الخليج بهدف الحصول على مساعدة اقتصادية، ولكن اردوغان وحكومته يكافحان ضد المتصفحين في الشبكات الاجتماعية ممن يناقشون الوضع. وأعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس، بأنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد من يرفعون بوستات في الشبكات الاجتماعية في موضوع استبدال العملة، لأن الأمر ـ بزعمهم ـ يخلق فهمًا سلبيًا للاقتصاد. في تصريح الوزارة، جاء أنه منذ 7 غشت شُخّص 346 حسابًا في الشبكات رفعت بوستات عن ضعف الليرة وكتبت فيها «أمور استفزازية».
وأعلن النائب العام في إسطنبول، أمس، عن فتح تحقيق خاص على تصريحات تهدد الأمن الاقتصادي.