المغرب: لا مفاوضات مع البوليساريو دون الجزائر
ممثل المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال يشدد على أن الرباط لا تريد تكرار التجارب السابقة لمفاوضات فاشلة بل تريد مفاوضات مباشرة بمشاركة جزائرية.
قال ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إن الرباط تريد مفاوضات مباشرة حول إقليم الصحراء بمشاركة الجزائر، في إشارة واضحة إلى أن جبهة البوليساريو ليست سوى أداة في الحرب، وأنه من الأولى التفاوض مع الطرف الأصلي.
وأضاف هلال في حوار مع موقع “كود” المغربي (خاص)، نشره الجمعة “سنكون حريصين على مشاركة الجزائر”، مشددا على أنه “لا مفاوضات دون الجزائر”.
وتابع “لا مسار جديدا دون مشاركة الجزائر في هذه المفاوضات”. وأردف “طبعا إذا أرادت الجزائر هذه المفاوضات فنحن معها، ولكن إذا كان لها موقف آخر فسيكون له رد مغربي يناسبه”.
وتطرح الرباط مبادرة شاملة لمنح الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية، وهو الطرح الذي يلاقي تفهما دوليا واسعا في السنوات الأخيرة، لكن البوليساريو المدعومة بجهات نافذة في الجزائر تعمل على إدامة الأزمة كبؤرة توتر سواء أحلّت القضية أم لم تحل.
وتعيش البوليساريو وضعا معقدا بعد أن تراجعت في سلم أولويات الجزائر وأصبحت تمثل عبئا ماليا وأمنيا عليها، وسط دعوات داخل السلطة الجزائرية إلى استثمار الأموال الموجهة إلى الجبهة الانفصالية في مشاريع اقتصادية بالداخل بما يساهم في التقليص من الاحتقان الاجتماعي الذي بدا واضحا من خلال الإضرابات المتتالية التي شهدتها مؤخرا قطاعات كثيرة.
ورأى هلال أن المفاوضات ليست بين المغرب والبوليساريو التي قال إنها “ليست سوى أداة”.
ومضى قائلا “حان الوقت أن تجلس الجزائر على طاولة المفاوضات. من دونها لن تجدي هذه المفاوضات في شيء”.
وشدد على أن المغرب لا يريد تكرار التجارب السابقة لمفاوضات فاشلة، بل يريد مفاوضات مباشرة بمشاركة جزائرية.
وختم بالقول “من دون الجزائر لا حظ لنجاح هذه المفاوضات”.
وعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها ممثلو الدول الأعضاء إلى إفادة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء، هورست كولر.
وحث كولر الجزائر على “تقديم مساهمة هامة (…) وإبداء التزام أكبر للمضي قدما نحو حل سياسي”.
يشار إلى أن الدبلوماسية المغربية نجحت، ومنذ تربع العاهل المغربي الملك محمد السادس على العرش، في تحقيق اختراقات دبلوماسية نوعية في قضية الصحراء، حيث استعادت دعم الكثير من الدول وخاصة الأفريقية لموقفها. وكان للزيارات المتتالية التي أداها العاهل المغربي إلى القارة الأفريقية دور كبير في تغيير المعادلة، وبالتوازي أيضا مع تغير حقيقي في موقف دول أوروبية مؤثرة.