محلّات “شواية السمك بالمهدية” .. قليل من النظافة وكثير من النّصب
يحاول بعض أصحاب شواية السمك بالمهدية إخفاء الصورة الحقيقية عن أحوال هذه المطاعم، من حيث النظافة العامة والخاصة بالعاملين فيها، ولا يزال بعض هؤلاء يصر على خرق القواعد والقوانين، ضارباً بها عرض الحائط، حيث انعدم لدى بعض هؤلاء الإحساس بالمسؤولية القانونية، وحتى الأخلاقية في تقديم الأطعمة للناس بشكل صحي، وتوفير حد أدنى من النظافة أثناء تحضيرها وتقديمها لهم.
التقت «أخبارنا الجالية» مع بعض رواد المطاعم الذين نقلوا لنا الصورة كاملة من داخل هذه المطاعم، وأجمع عدد من رواد هذه الأماكن على أهمية تشديد الرقابة على غير الملتزمة منها بالنظافة والصحة العامة، وتكثيف الرقابة وعمليات التفتيش من أجل حماية المستهلكين.
في ظل غياب تام للجهات الرقابية بالمهدية..
المطاعم خطر يهدد حياة المئات من المواطنين و الجالية المغربية والنظافة هي الغائب الأكبر..التسمم الغذائي قد يفتك بالمواطن إن لم يدرك خطورته.
النظافة والجودة هما العنوانان المفقودان في الآونة الأخيرة، في سوق السمك و مطاعم شواية السمك بالمهدية بحجة الغياب التام للجهات المختصة، في مراقبة هذه المطاعم نتيجة ترتيب الأولويات الأمنية في القنيطرة ، وغياب استحكام السلطة المحلية وفرضها للقانون، وهذا ما قامت شخصيات بمطاعم شواية السمك بتعميقه، وأصبح السكوت على هكذا تأثيرات تضرُّ بالمجتمع أيما ضرر، أمرٌ يشيع انتشار العدوى في بعض المطاعم التي تهتم بنظافتها على قلتها، مستغلين التحجج بالأزمة ومشاكلها وعدم الرقابة أيضاً..
“أخبارنا الجالية” رصدت العديد من الظواهر السلبية، ووافتكم بها، فإلى تفاصيل هذا التقرير:
النظافة والتسممات الغذائية
إنما يحدث حالياً في تلك الأماكن أمر خطير للغاية، خاصة عند معرفة أن التسممات الغذائية تتسبب في مشاكل صحية كبيرة جداً، وتلك الأوساخ على طاولات الطعام والأواني والجدران التي تتساقط منها و انعدام المياه و غسل السمك و الأواني بمياه وسخة مما يمكن أن يصيب الإنسان بالعديد من الأمراض، لذا من المهم أن تلتزم كل تلك الأماكن بالنظافة، وأن تفوق الجهات المختصة ومراقبيها من سباتها العميق..، وهنالك العديد من الأمراض، التي تصيب المواطن بسبب انعدام النظافة هناك، ودور الجهات المختصة، لإيقاف ذلك التسيب، الذي قد يؤدي إلى الفتك بالمواطن بكل بساطة، منها التسمم الغذائي، الذي قد يستهين بأمره المواطن..
يقصد كل زائر المهدية، بحثا عن تذوق أسماك هذه المدينة الساحلية، حيث لا بديل عن “المرسى” من أجل ذلك، وهناك تتكتل محلاّت شواية السمك وبها يتفنن الكل في عرض خدماتهم وكذا لوائح الأسعار، هذه الأخيرة التي تطالها لازمة تلوكها ألسن الكل وهي تورد: “الثَّمَنْ بْحَالْ بْحَال..الاِخْتِلاَفْ فْالتَّعَامُل”.
الزبون يستوقفه شباب يعرضون “الخدمات ” و رقم المحل ، معلنين النية في ضمان معاملة حسنة، وحسب “السّي حسن” فهؤلاء “لا تجارة و لا مطعم لهم،بل هم وسطاء يقومون بجلب الزبائن للمحل مقابل عمولة تختصم للزبون من كمية الأكل المقدمة له”، هذا ما يطلق عليه بين المهنيين “الكْيَادَة”، وتعني “جرّ الزبون إلى مائدة مطعم بذاته”.
“بعض المتطفلين على هذا الميدان تمكنوا من التحصل على مكان، وقد أنشأوا مطاعم عشوائية وأرادوا الاغتناء بسرعة عبر انتهاج النصب واستغلال ذوي النيات الحسنة” يقول “صاحب مطعم “هؤلاء أساؤوا للمهنة بقد إساءتهم للمكان، وأخاف أن يصبح المكان مهجورا إذا استمر الوضع على ماهو عليه”.
مقدمو وجبات “شواية السمك” يشتغلون بفضاء غير مرتبط بشبكة الماء الشروب، وهذا وسط مسلك غير معبدة يقود إلى دكاكينهم التائهة وسط الغبار والمسقّفة بالقصدير، أمّا المراقبة الطبيّة فيقول عنها مهنيون إنّها “منعدمة “..
ناهيك عن الأساليب المستعملة لدى بائعي السمك بنفس السوق للنصب على المواطنين و منهم جاليتنا بالخارج حيث يستغلون عدم معرفتهم بأنواع السمك التي تتشابه في أغلبية الأحيان و يبيعونهم السمك بثمن خيالي تتضاعف أثمنته في غالب الأحيان .