الخلافات تعصف بالمجلس الوطني المغربي للصحافة
صحفيون مغاربة يدعون إلى “مواصلة عملية التصحيح ورصّ صفوف الجسم الإعلامي للاضطلاع برسالته النبيلة داخل المجتمع بمهنية وأخلاق”.
لم تمض سوى أشهر قليلة على انتخاب أعضاء المجلس الوطني المغربي للصحافة لأول مرة، حتى اشتعلت الخلافات بين أعضائه، وأثير جدل واسع حول عدم احترام الشروط القانونية لتشكيل المجلس، وأعلنت لائحة “التغيير” ولائحة “الوفاء والمسؤولية” عن تضامنهما مع موقف الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بتجميد مساهمتها في مسلسل هيكلة المجلس الوطني للصحافة.
وجاء في بيان للائحتين، بحسب ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه على ضوء ما ترتّب في مسار تشكيل المجلس الوطني للصحافة، فإن اللائحتين تجددان مساندتهما لمسار تصحيح الوضع داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، داعيتين الجميع إلى “مواصلة عملية التصحيح ورصّ صفوف الجسم الإعلامي للاضطلاع برسالته النبيلة داخل المجتمع بمهنية وأخلاق”.
وحثت اللائحتان اللتان كانتا قد قاطعتا انتخابات المجلس، على فتح حوار واسع حول موضوع التنظيم الذاتي للصحافيين، بعيدا عن الحسابات الشخصية والحزبية والنقابية والفئوية، وبشكل يحقق التوافق وتوفير الشروط الملائمة لتجاوز الوضع الراهن.
وكان المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف قد أعلن في بيان أصدره الأحد، عقب اجتماع تقييمي عقده الأعضاء الناشرون المنتخبون، أنه “يزكي قرار فريق الناشرين بتجميد مساهمتهم في مسلسل هيكلة المجلس الوطني للصحافة إلى حين تصحيح المسار وتنقية الأجواء الكفيلة بأن تجعل من المجلس جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة”.
وأضاف المكتب التنفيذي أنه “تلقى بأسف شديد رسالة استقالة من المجلس الوطني للصحافة من محمد البريني، العضو الثامن في فريق الناشرين المعيّن من قبل الفيدرالية بصفتها الهيئة الأكثر تمثيلية”.
وأعلن البريني في رسالة وجهها إلى رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف عن استقالته من المجلس الوطني للصحافة بسبب الجو الذي يرى أنه “لم يزدد سوى تكدر وتعكر وتعفن” منذ انطلاق المراحل العملية لتشكيله. وأضاف “إن هذا الجو كرّس الصورة السلبية التي كونتها فئات واسعة من المواطنين، عن الصحافة المغربية ويهدد بتجريد المجلس من المصداقية ومن السلطة المعنوية، حتى قبل تنصيبه”.
واعتبر البريني، الذي ذكر أنه كان متحمّسا في البداية للعمل كما تحمّس له الناشرون المنتخبون، أن المجلس الوطني للصحافة “تحيط بتكوينه ظروف غير سليمة تهدد بأن تجعل منه مؤسسة مشلولة، فاقدة للمصداقية، وعاجزة عن إنجاز الحد الأدنى مما ينتظره منها الجسم الصحافي والمواطن الذي يريد أن تتمكن صحافة بلاده من تلبية حقه في الأخبار والإعلام”.