600 مهاجر يقتحمون أسوار سبتة المحتلة ويشتبكون مع حرس الحدود
المغرب يعلن أنه غير مستعد لتحمل مراقبة الهجرة وحده ولعب دور الدركي لأوروبا
من حسين مجدوبي: تشهد الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا تطورات مقلقة للغاية بعدما استطاع 600 مهاجر إفريقي اقتحام أسوار مدينة سبتة المحتلة دفعة واحدة، بينما وصل مئات آخرون إلى شواطئ مضيق جبل طارق في الضفة الإسبانية. وقد يؤدي هذا إلى احتجاج مدريد، بينما يؤكد المغرب ضرورة إيلاء الاتحاد الأوروبي اهتمامًا للملف بدل الاكتفاء بالتصريحات.
وأفادت وزارة الداخلية الإسبانية قيام قرابة 700 مهاجر سري في الساعات الأولى من صباح أمس ا، باقتحام الأسوار السلكية الفاصلة بين الأراضي المغربية وسبتة، وقامت باستعمال المهاجرين في بعض الحالات للعنف ضد أفراد الحرس المدني (شرطة عسكرية مكلفة بحراسة الحدود) بما في ذلك استعمال مادة الجير والهراوات، حيث تعرض 23 من أفراد هذا الجهار لجروح، وبعضهم في وضع خطر.
وجاء في بيان لجمعية الحرس المدني (شبه نقابة) استعمال المهاجرين حتى للغائط ضد الحرس المدني لمنع اعتقالهم. ومن جانبها، أكدت هيئة الصليب الأحمر معالجة 132 مهاجرًا ونقل 11 حالة إلى المستشفى بسبب خطورة الجروح.
وهذه أول عملية اقتحام جماعية يقوم بها المهاجرون الأفارقة في سبتة المحتلة بعد شهور من الهدوء. ويتجمع آلاف المهاجرين الأفارقة في شمال المغرب، ولاسيما بالقرب من مدينة سبتة التي تفصلها عن باقي الأراضي المغربية أسوار من الأسلاك الشائكة. وبين الحين والآخر، يحاول المهاجرون اقتحام هذه الأسوار وينجحون في الغالب، خاصة عندما تكون عملياتهم منظمة ومنسقة.
وبالموازاة مع عملية الاقتحام، يصل يوميًا إلى شواطئ الأندلس، وخاصة بالقرب من الجزيرة الخضراء، مئات المهاجرين القادمين من شمال المغرب. وقال رئيس بلدية الجزيرة الخضراء خوسي إغناسيو لمدلوسي إن المدينة تحولت إلى ما يشبه لامبيدوسا، وهي الجزيرة الإيطالية التي كانت خلال السنتين الأخيرتين مسرحًا لاستقبال آلاف المهاجرين يوميًا من شواطئ ليبيا.
وتقف حكومة مدريد عاجزة أمام هذه الموجة الجديدة من المهاجرين، حيث لم تعد لها طاقة لاستيعاب مزيد من المهاجرين خاصة في منطقة الأندلس، البوابة الرئيسية للهجرة.
وهناك انقسام وسطها بين من يرغب في تشديد اللهجة ضد المغرب لأنه لا يحرس شواطئه وبين من يعتبر المغرب شريكًا رئيسيًا لا يجب انتقاده.
في هذا الصدد، يؤكد المغرب لمدريد والأوساط الأوروبية أنه غير مستعد لتحمل مراقبة الهجرة وحده واستمرار لعب دور الدركي للمصالح الأوروبية، بل على الاتحاد الأوروبي تحمل المسؤولية وتجهــيز المغرب بالمعدات اللازمة، وليس الاكتفاء فقط بمساعدات مالية بين الحين والآخر.