المرتدون الجدد : مغاربة يرتدون عن دينهم لتسوية وضعيتهم القانونية
تنظرُ الحكومة المغربية حاليًّا إلى قضية ارتداد المغاربة المسلمين باعتبارها قضية تافهة، لا تمثل خطرًا أو تهديدًا، وهذه نظرةٌ قاصرة في ظل ارتفاع مؤشرات الارتداد باسبانيا ، وفتنتها، حتى صارت جزءًا من مسلمة من مسلمات الفكر المسيحي الحديث، وكل مبشر يتحدث عنها بجدية وكأنها شيء واقعي، ألا وهي إمكانيةُ ارتداد وتنصير المسلمين جميعًا ،. يقولون عنهم ” أي المسلمين” يؤمنون بالمسيح “عليه السلام” ولم يبق إلا أن يؤمنوا بألوهيته، والتخلص من محمد “صلى الله عليه وسلم”.
عندما تسوء الأحوال لدرجة لا يمكن الاستمرار في إنكارها أو إخفائها، فللمرء أن يطرح الأسئلة، ويحلل الظاهرة، لعلنا نصل لحل يعالج هذا الجرح النازف، وهذه الظاهرة المؤلمة، ظاهرة الارتداد عن الإسلام.
فإن الاتفاقية التي وقعت من طرف وزير العدل الاسباني السابق ألبيرتو غاياردون مع انطونيو روكو ، رئيس المؤتمر الأسقفي الذي يمثل بابا الفاتيكان بإسبانيا، وتنص على منح الجنسية الاسبانية فورا للمسلمين، وأغلبهم من المغاربة مقابل التخلي عن دينهم الإسلامي واعتناق المسيحية، وتشترط عليهم ترديد أنشودتين دينيتين، الأولى تمجد مريم العذراء والثانية تدعو للنبي عيسى عليه السلام.
الشيء الذي يستغله أغلبية المغاربة المتواجدين بالثراب الاوروبي لتسوية وضعيتهم القانونية متنكرين للدين الاسلامي و حتى و ان كانت خدعة منهم ، فتغيير الديانة في الأوراق من مسلم إلى نصراني أو يهودي أو غيره، كفر وردة عن الإسلام، ولو زعم صاحبه أن قلبه مطمئن بالإيمان، فكل من تكلم بالكفر أو أعلنه أو قال إنه كافر، مختارا غير مكره، فإنه يكفر بذلك.
والإكراه يكون بالتهديد الحقيقي بالقتل أو إتلاف عضو من الأعضاء.
جاء في ” الموسوعة الفقهية الكويتية ” ( 6 / 101 – 102 ) في شرائط الإكراه :
” أن يكون ما هدد به قتلا أو إتلاف عضو ، ولو بإذهاب قوته مع بقائه كإذهاب البصر، أو القدرة على البطش أو المشي مع بقاء أعضائها ، أو غيرهما مما يوجب غما يعدم الرضا ، ومنه تهديد المرأة بالزنا ، والرجل باللواط .
أما التهديد بالإجاعة ، فيتراوح بين هذا وذاك ، فلا يصير ملجئا إلا إذا بلغ الجوع بالمكرَه ( بالفتح ) حد خوف الهلاك … ” انتهى .
والحصول على الإقامة أو الجنسية ليس عذرا يبيح الإقدام على الكفر. وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلا مازحا أنه يكفر، فكيف بمن يسجل هذا ويدونه في الأوراق الرسمية.
قال تعالى: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) التوبة/64، 65
إن التركيز على الارتداد مخيف، وتهميش هذه القضية قول سخيف، وفي هذه السلسلة نتعرض للمرتدين الجدد، وأفكارهم لدحضها، لعل الحكومة المغربية تستطيع مناقشتهم، ومعاونتهم وردهم للإسلام، وتجفيف منابع الارتداد تمامًا بالحكمة والموعظة الحسنة.