باريس تجرب حظر التدخين في المنتزهات
حظر التدخين سيستمر أربعة أشهر مبدئيا في محاولة لمواجهة التدخين السلبي وفي نفس الوقت زيادة مستوى النظافة في المنتزهات.
حظرت مدينة باريس التدخين في ستة منتزهات عامة على سبيل التجربة وفي إطار جهود المدينة في مكافحة التدخين.
ومن المقرر أن يستمر الحظر في هذه المنتزهات أربعة أشهر مبدئيا في محاولة من المدينة لمواجهة التدخين السلبي وفي نفس الوقت زيادة مستوى النظافة في المنتزهات.
وأصبحت هناك لافتات تشير لهذا الحظر عند مداخل المنتزهات الصغيرة نسبيا في أغلبها. ولا تطال هذه التجربة منتزهات باريس الشهيرة التي يرتادها الكثير من السائحين.
وبدأ هذا الاختبار منذ الأسبوع الماضي بعد أن اعتمد من مجلس بلدية العاصمة الفرنسية مطلع الشهر الجاري، غير أن الحظر لا يشمل فرض غرامة مالية على المخالفين. ومن المقرر أن يتم تقييم الحظر وجدواه بعد أربعة أشهر من سريانه قبل أن يكون هناك حديث عن حظر دائم.
وشددت فرنسا مؤخرا حربها على التدخين، حيث تعتزم زيادة ثمن علبة السجائر ليصل إلى 10 يورو بحلول عام 2020.
وتم رفع ثمن السجائر مرتين منذ انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون، كانت آخرهما في مارس عندما ارتفع سعر العلبة بمقدار يورو ليصل في المتوسط إلى 7.90 يورو للعشرين سيجارة.
وتحظر فرنسا التدخين في الحانات والمطاعم منذ عام 2008 بالفعل، وكذلك تحظر وضع شعارات العلامات التجارية على علب السجائر.
كما تفرض غرامات مشددة على من يلقي أعقاب السجائر على الأرض، يقول مسؤولون في بلدية باريس إن البلدية تزيل حوالي 350 طنا من أعقاب السجائر كل سنة.
ويقول مراقبون إن حظر التدخين في الحانات والمطاعم ساهم في زيادة عدد الذين يلقون بأعقاب سجائرهم في الشوارع، حيث يضطر ضيوف تلك الأماكن للخروج منها مؤقتا من أجل التدخين.
وتحتاج أعقاب السجائر إلى سنوات من أجل التحلل، وتطلق خلال عملية التحلل مواد ملوثة للبيئة، بينها معادن.
سيدة باريسية تقول، “أطفىء سيجارتي في مكان ومن ثم ارميها في سلة المهملات أو أقطع الفلتر واحتفظ به في حقيبتي”. فيما تقول أخرى، “أتجول كل يوم حاملة معي علبة سجائر خاوية وأضع عقب سيجارتي فيها”.
وانتشرت ظاهرة تهريب السجائر وبيعها بسعر رخيص على مقربة من محطات مترو باريس أو بورت دو مونروي أو مدينة أوبيرفيليي بعيدا عن رقابة الشرطة التي تلاحق دائما أصحاب هذه الظاهرة.
معظم هؤلاء الباعة من المهاجرين الذين لم يجدوا عملا لذلك تجدهم يقضون يومهم في كر وفر مع الشرطة لأن السلطات الفرنسية تحظر هذه التجارة.
السجائر الرخيصة تأتي عن طريق التهريب من أوروبا الشرقية أو شمال أفريقيا أو السجائر المعفية من الضرائب في الأسواق الحرة في الموانئ. وفي السنة الماضية تم تفكيك شبكة متكوّنة من 14 شخصا تم اهتمام بالتجارة في السجائر المهربة.
وقد أظهر التحقيق في القضية أنه خلال ثلاث رحلات لبواخر جزائرية قامت كل واحدة بإلقاء أكياس يحوي كل كيس منها 25 خرطوشة من السجائر المعفية من الضرائب.
ثم يقوم أشخاص باجتياز سياج الميناء لاسترجاع تلك الأكياس لتنقل تلك الأكياس في مرحلة ثالثة على متن سيارات تتوقف بالتناوب خارج الميناء ليلا. ويتم أخيرا تخزين هذه الأكياس في شقق تقع في الأحياء المحاذية للميناء أيضا.
وتبلغ نسبة المدخنين في فرنسا 28 في المئة من إجمالي السكان، وهي نسبة مرتفعة على نطاق الاتحاد الأوروبي.
وأقلع مليون فرنسي كانوا يستهلكون التبغ يوميا عن التدخين في خلال سنة، بحسب ما كشفت وزيرة الصحة الفرنسية مشددة على أهمية زيادة سعر علب السجائر.
وفي العام 2017، كان 26.9 بالمئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاما يدخنون كل يوم، مقابل 29.4 بالمئة قبل سنة، بحسب الأرقام التي نشرتها الوزارة.
وقالت وزيرة الصحة أنييس بوزين إن “هذه النتائج مشجعة. ونأمل أن يبقى الحال كذلك مع ارتفاع الضرائب على التبغ”.
وسجل انخفاض شديد في استهلاك التبغ في أوساط المدخنين من الفئات المحرومة، وذلك “للمرة الأولى منذ العام 2000”، بحسب الوزارة.
وكان 34 بالمئة من هؤلاء يدخنون كلّ يوم سنة 2017، مقابل 38.8 بالمئة سنة 2016. وكانت هذه النسبة 43.5 بالمئة سنة 2017 في أوساط العاطلين عن العمل، مقابل 49.7 بالمئة سنة 2016.
وأكدت الوزيرة التي تضع مكافحة التدخين في صلب أولوياتها أن “التبغ يؤثر بشكل خاص على الفئات المحرومة والأمر يزداد سوءا”.
وبالإضافة إلى رفع الأسعار، باتت العلاجات المضادة للتدخين تعوّض تدريجا كما أي علاج آخر، في إطار الشق المتعلق بالوقاية في استراتيجية الصحة.
ومن التدابير الأخرى التي سمحت باحتواء التدخين، اعتماد علبة موحدة باللون عينه لكل ماركات السجائر عليها صور صادمة وتحذيرات بالخط العريض.
وينصح المهاجرون العرب أصدقاءهم وأقاربهم القادمين لفترة قصيرة إلى فرنسا أن يشتروا سجائرهم من بلدانهم أو من محلات السوق الحرة في المطارات، وإلا سيذهب كل ما لديهم في شراء السجائر.