بلجيكا تعتقل مغربية بتهمة التجسس لصالح المغرب دون إعطاء أي دليل
Jul 15, 2018
وتناولت أخبارنا الجالية في مقالات سابقة كيف أقدمت الشرطة البلجيكية على اعتقال كوثر أواخر مايو الماضي مباشرة بعد وصولها الى مطار” شارل لوروا ” قادمة من المغرب، وألغت تأشيرتها ووضعتها في مركز خاص بالمهاجرين الذين سيتم ترحيلهم الى بلدانهم. وجرت عملية الاعتقال بمبرر مسها بالأمن القومي البلجيكي والتجسس لصالح المغرب وفق تقرير رسمي. ورغم قرار الإفراج عنها مؤقتا، عادت الشرطة لاعتقالها الأسبوع الماضي تحت ذريعة أن بقاءها حرة الحركة والاتصالات سيمس الأمن القومي البلجيكي. وجرى اعتقالها وهي تغادر البرلمان الأوروبي. واعتبر محامي كوثر أن عملية اعتقالها هي اختطاف أكثر منها اعتقال.
وفي ظرف وجيز ورغم أنها لم تكن معروفة في المغرب لا إعلاميا ولا في مجال الأعمال، أصبحت كوثر تنظم أنشطة في البرلمان الأوروبي حول ملفات منها الصحراء والمرأة العربية ومواضيع أخرى، كما تترأس جمعية خاصة بالإعلام الدولي الإفريقي. وعمليا، ولم تلفت، وفق ما رصدته “أخبارنا الجالية ” ، انتباه الجالية المغربية في بروكسل حتى انفجرت القضية، وذلك لسببين، الأول وهو أنها لم تنظم أنشطة وسط الجالية فهي زائرة بالفيزا وليست مقيمة في أوروبا ومنها بلجيكا على الخصوص. بينما يتجلى السبب الثاني في تركيز نشطاء الهجرة في بلجيكا نشاطهم السياسي على ملف حراك الريف، وهي لم تقترب من هذا الملف نهائيا.
وتلتزم السلطات البلجيكية الصمت في هذا الملف، ولم تقدم معلومات توضيحية سوى ما تداولته الصحافة بكون كوثر تمس بالأمن القومي البلجيكي بسبب علاقاتها باستخبارات أجنبية في إشارة الى المغرب. كما لم تعلن السلطات المغربية عن أي موقف في هذا الصدد.
ويعد هذا الملف شائكا للغاية بحكم وجود معطيات مجهولة وغائبة حتى الآن. ولا يمكن للسلطات البلجيكية اعتقال أي فرد بسبب نشاطه أي الدفاع عن قضايا معينة أمام البرلمان الأوروبي، ويدخل الأمر ضمن العمل المصنف في خانة اللوبيات. علاوة على هذا، وزراء ونواب بلجيكيون من أصل مغربي يدافعون عن قضايا المغرب وسط حكومة بروكسل وأوروبا ولا يتم تصنيف عملهم بالتجسس لصالح المغرب بل بالتعاطف مع قضاياه.
ويؤكد مصدر أوروبي خبير بعالم الاستخبارات والعلاقات الدولية “بلجيكا تحتاج للمغرب في محاربة الإرهاب، وهناك حوار وتعاون، وبالتالي إقدام بروكسل على اعتقال كوثر بتهمة المس بالأمن القومي يعني وجود سبب قوي لا نعرفه حتى الآن”. ولكن في المقابل، يرى محامي كوثر أن الأخيرة قامت بأنشطة تعريفية في قضايا تهم الصالح العام مثل تقديم صورة مختلفة عن المرأة العربية، ويرفض فرضية التجسس