المغرب يستدرك أخطاءه ويبحث عن شركاء لاستضافة 2030!

Jul 14, 2018

أخفق المغرب في الفوز بتنظيم نهائيات كأس العالم 5 مرات، إلا أنه يعتزم المحاولة للمرة السادسة، ولكن بشكل مختلف هذه المرة.
ويأتي الاختلاف جراء دعوات مطالبة بالتقدم بملف مغاربي مشترك مع تونس والجزائر، رغم الخلافات السياسية الحادة بين الرباط والجزائر. وكان الإخفاق المغربي الأخير بمونديال 2026، والذي فاز به الملف الثلاثي، الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في يونيو الماضي. وسبق أن تقدم المغرب لاستضافة مونديال 1994 و1998 و2006 و2010. وأعلن مسؤولون عزم الرباط تقديم «محاولة» سادسة، للمنافسة على «مونديال 2030». غير أن التعديلات الأخيرة التي أجراها الفيفا، خاصة زيادة عدد المنتخبات (من 36 إلى 48)، وتشجيعها على تقديم الملفات المشتركة، يدفع المغرب إلى مراجعة مشروعه «الأحادي».
وفي المنافسة الأخيرة، منحت دول شمال إفريقيا والمغرب العربي جميعها، صوتها للملف المغربي على حساب منافسه الأمريكي، على خلاف عدد من الدول العربية التي فضلت الملف الثلاثي.
هذا الموقف، أذكى شعور الانتماء المغاربي، في ظل الانشقاق الذي عرفه الصف العربي. وما هي إلا أيام قليلة بعد تصويت 13 يونيو حتى أثار البرلماني التونسي رياض جعيدان، مبادرة فريدة، تتمثل في مطالبة حكومات تونس والمغرب والجزائر، بإعداد ملف ثلاثي مشترك لمونديال 2030. وقال: «هذه المبادرة قد تحيي الاتحاد المغاربي، الذي ظل جامداً لأكثر من 3 عقود». وتأسس الاتحاد المغاربي في 17 فبراير1989، بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.ورأى أن ملف استضافة المونديال «سيكون أقوى إذا تكثفت جهود البلدان الثلاثة، وستكون له كل الحظوظ، لمقارعة الملفات المنافسة». ولاقت المبادرة التونسية، ترحيبا واسعا في الإعلام المغاربي، والتي رأت فيها فرصة لكسر جميع القيود والحواجز التي تحول دون تكتل المنطقة.
مبادرة البرلماني التونسي تزامنت مع رسالة شكر من العاهل المغربي، محمد السادس إلى الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، على تصويت بلاده للملف المغربي. وكانت بمثابة كسر «الجمود» الدبلوماسي، بين المغرب والجزائر، التي توصف العلاقات بينهما بـ»الباردة»، بل و»المتشنجة»، وتعتبر قضية إقليم الصحراء من أكبر القضايا الخلافية بين البلدين الجارين. وقال أمين السعيد، المحلل السياسي المغربي، إن الملف الثلاثي المشترك يمكن أن يشكل مدخلاً رئيسياً لإعادة إحياء فكرة اتحاد المغرب العربي. وأضاف أن «الدول المعنية تتمتع بشروط مشتركة تتعلق بوحدة اللغة والتقارب الجغرافي والتشابه المناخي». غير أنه أقر بأن هذا الطموح ما زال يعاني من عدة تحديات لعل أهمها تأثير الصراع السياسي بين النظامين الجزائري والمغربي. ولفت كذلك إلى ضعف البنية التحتية للدول الثلاث، بالإضافة إلى هشاشة الاستقرار الأمني خاصة في تونس التي ما زالت تعيش انتقالا سياسيا منذ 2011. ورأى أن أهم رسالة في هذا الإطار، تتعلق بفتح الحدود بين الدول الثلاث، والتفكير أيضا في صياغة عمل مشتركة على شاكلة دول الاتحاد الأوروبي. وتوفير الإمكانات المالية لبناء مرافق رياضية وبنيات للاستقبال تتوافق مع طموحات التظاهرة الرياضية العالمية. واعتبر عبدالرحيم غريب، الباحث والأكاديمي المغربي في السياسات الرياضية، أن الملف الثلاثي الأمريكي، كان رسالة لباقي الدول للتقديم المشترك. وحذر أنه في حال تمسك المغرب بالملف الأحادي، فإن ذلك يجعل من حلمه بعيد المنال وصعب التحقق، لذا فإنه حان الوقت للتقدم بملف مغاربي. وأردف: «الرياضة يمكنها أن تكون أداة لحل جميع المشاكل التي عجز السياسيون والاقتصاديون عن حلها، كما أنها قادرة على جمع الشتات والتشرذم». ورأى أن الملف المغاربي، سيكون محرجا لأعداء الوحدة المغاربية، فالجزائر ستحشد دعم حلفائها في إفريقيا، خاصة جنوب إفريقيا وما يدور في فلكها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: