فرنسا تتوج بلقب كأس العالم للمرة الثانية في التاريخ
منتخب فرنسا مازال يبتعد بفارق ثلاثة ألقاب، خلف المنتخب البرازيلي الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكأس العالم.
وذلك خلال مباراة فرنسا وكرواتيا في نهائي مونديال روسيا 2018. واحتسب الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا، الذي أدار المباراة ركلة جزاء للمنتخب الملقب بـ(الديكة) بعدما لجأ لتقنية حكم الفيديو المساعد، التي يتم تطبيقها للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، حيث كشفت عن قيام إيفان بيريسيتش لاعب المنتخب الكرواتي بلمس الكرة داخل منطقة جزاء فريقه. وقرر بيتانا احتساب ركلة الجزاء لمصلحة فرنسا التي أحرز منها النجم أنطوان غريزمان الهدف الثاني في الدقيقة 38 من عمر المباراة. وجاء تتويج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، ليعادل عدد الألقاب التي توج بها منتخبا الأرجنتين وأوروغواي في البطولة. وحصلت فرنسا على لقب المونديال الذي أقيم بروسيا 2018، لتستعيد اللقب الذي غاب عن خزائنها لمدة 20 عاما، عندما أحرزت البطولة عام 1998 التي استضافتها على ملاعبها.
ومازالت فرنسا تبتعد بفارق ثلاثة ألقاب، خلف المنتخب البرازيلي الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكأس العالم.
في كرواتيا لا تكفي الكلمات لوصف ما يختبره المواطنون: إقبال على متحف كرة القدم لاستعادة ذكريات جيل 1998
وتعد هذه هي المباراة الثالثة والثلاثين التي تفوز بها فرنسا في تاريخ مشاركاتها الـ15 في كأس العالم، مقابل 13 تعادلا و19 خسارة، كما رفعت رصيدها التهديفي في المونديال إلى 119 هدفا، فيما تلقت شباكها 77 هدفا.
وجمعت المباراة النهائية على ملعب لوجنيكي في موسكو 22 لاعبا يتقاذفون كرة بين أقدامهم، ويجرون على عشب أخضر يحده مرميان. على قمصانهم علم لفرنسا وآخر لكرواتيا، وعلى أكتفاهم أحلام ملايين العيون الشاخصة نحو الكأس. بعد أكثر من أربعة أسابيع، وصل مونديال روسيا 2018 إلى المشهد الختامي، الموعد المنتظر مرة كل أربعة أعوام. مباراة واحدة، تختصر جهد وتعب سنوات. هي أكثر من مباراة لأكبر بطولة للعبة واحدة. كان عشق كرة القدم المتجذر لدى المئات من الملايين جعل منها مصبا للأحلام والآمال التي تختصر بلقب ثان لفرنسا بعد مونديال 1998 على أرضها، أو لقب أول لكرواتيا.
كان اللاعبون يدركون ثقل الحمل. أبعد من الطموح الشخصي للاعب بحمل الكأس الذهبية التي يحفظ عشاق اللعبة صورتها عن ظهر قلب، ثمة أحلام لكل مشجع يرتدي قميص منتخب بلاده، سواء أكان في مدرجات الملعب الذي يتسع لنحو ثمانين ألف شخص يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من قادة العالم، أو في مناطق المشجعين في روسيا أو فرنسا أو كرواتيا وكل مكان.
كان المنتخب الكرواتي مبهرا في روسيا، ليس فقط بمواهبه مثل القائد لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش، ولا لأنه تجاوز “تمرد” المهاجم نيكولا كالينيتش واستبعده من التشكيلة، ولا حتى لتخطيه أزمة الفساد المحيطة بالرجل القوي في اللعبة محليا زدرافكو ماميتش. كل هذا لا يقارن بالجهد الذي بذله اللاعبون في الأدوار الإقصائية (ثمن وربع ونصف النهائي): ثلاث مباريات، ستة أشواط إضافية، وثلاثة انتصارات بعد التأخر بالنتيجة في كل مرة.
لعب الكروات بالكرة في الملعب، وبأعصاب مواطنيهم خارجه. احتاجوا إلى ركلات الترجيح ضد الدنمارك وروسيا، وإلى التمديد ضد إنكلترا، تواليا. بات للبلاد الصغيرة ذات الأربعة ملايين نسمة تقريبا، جيل جديد ورث (وتفوق على) جيل 1998 الذي بلغ نصف نهائي مونديال 1998، في أول مشاركة لكرواتيا في البطولة العالمية كدولة مستقلة. يومها، خرج المنتخب ذو قميص المربعات الحمراء والبيضاء على يد فرنسا في نصف النهائي.
في كرواتيا، لا تكفي الكلمات لوصف ما يختبره المواطنون: إقبال على متحف كرة القدم لاستعادة ذكريات جيل 1998 مع دافور شوكر وزفونيمير بوبان و”شيخ المدربين” ميروسلاف بلازيفيتش، وبدء بيع قمصان “تي شيرت” كتب عليها “كرواتيا بطلة العالم-روسيا 2018”. قالها اللاعب إيفان راكيتيتش “هذه مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي. سيكون ثمة 4.5 مليون لاعب على أرض الملعب نعرف أن هذه أكبر مباراة”.
أهم خمس لحظات
لم يترك ليونيل ميسي بصمة في هذه القائمة، لكن كريستيانو رونالدو قدم بعض لمحات الإبداع الفردي التي ستستمر طويلا في الذاكرة. وقاد البرتغال للتقدم مرتين على إسبانيا، قبل أن يسجل هدفا من ركلة حرة من 25 ياردة. وكان من المتوقع إلى حد كبير أن يترك نيمار، أغلى لاعب في العالم، بصمة على أبرز لحظات كأس العالم لكن الشيء غير المتوقع أنه فعل ذلك بأمر غير جيد.
ورغم تعرض اللاعب البرازيلي لبعض الأخطاء العنيفة خلال البطولة، فإن مبالغته في رد الفعل ودورانه على أرض الملعب بشكل متكرر أثار استياء النقاد ووسائل الإعلام والمدربين، وانتشرت الآلاف من الصور الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا التصرف. وكان لكوريا الجنوبية النصيب في الظهور في هذه القائمة بفضل هدف سون هيونج مين أمام ألمانيا حاملة اللقب والسبب في ذلك يعود إلى مدى تأثير هذا الهدف. ولم تودع ألمانيا المسابقة من الدور الأول منذ 80 عاما لكن تأكد حدوث ذلك بعد هدف كوري في الثواني الأخيرة في كازان. ويدرك الجميع أن إنكلترا لا تستطيع الفوز بركلات الترجيح في أي نسخة لكأس العالم بعدما خسرت 3 مرات في 1990 و1998 و2006، إضافة إلى خسارة 3 من أربع مرات في بطولة أوروبا.
وبدا أن التاريخ سيعيد نفسه أمام كولومبيا عندما أهدر جوردان هندرسون، ركلة ترجيح أنقذها الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا، لكن إنكلترا فعلتها للمرة الأولى. وروسيا سجلت لحظتين مهمتين وليست لحظة واحدة، ورغم أنها كانت المصنفة 70 عالميا قبل انطلاق البطولة، وعدم تحقيقها أي فوز على مدار تسعة أشهر، فإنها بدأت مسيرتها في كأس العالم بشكل مذهل لتشق طريقها إلى التأهل من المجموعة الأولى التي ضمت أيضا أوروغواي ومصر والسعودية. ورغم أن التأهل لم يكن متوقعا إلى حد كبير فإن ما حدث بعد ذلك كان خارقا، إذ تفوقت روسيا على إسبانيا بركلات الترجيح بعد تألق الحارس إيجور أكينفييف في إنقاذ ركلتي ترجيح.