التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا يخيم على قمة الناتو
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعو حلفاءه الأوروبيين لزيادة إنفاقهم على مجال الدفاع قبل يوم من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل.
تبادل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التعليقات اللاذعة الثلاثاء في جدال حول الإنفاق الدفاعي، وذلك قبل يوم من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل.
ووسط الاستعدادات لعقد قمة الحلف دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين لزيادة إنفاقهم على مجال الدفاع، قائلا إنهم يحصلون على ميزة القوة العسكرية الأميركية مجانا، ما زاد من منسوب التوتر بين الحلفاء. وتعهدت الدول الحليفة لواشنطن في حلف الناتو بإنفاق ما نسبته 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو هدف يتوقع أن تنجزه 8 دول فقط أعضاء بالحلف خلال العام الحالي. وقال ترامب في تغريده الثلاثاء، “أستعد لمغادرة واشنطن متوجها إلى أوروبا، وأول اجتماع سأعقده سيكون مع أعضاء الناتو، والولايات المتحدة تنفق أكثر من أي دولة أخرى في الحلف بعدة مرات من أجل حماية الدول الأعضاء، وهذا ليس عادلا بالنسبة لدافع الضرائب الأميركي”.
وبعد هذه التغريدة بوقت قصير وجه دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي ردا على ترامب “لانتقاده دول الاتحاد الأوروبي”.
وقال توسك “عزيزي الرئيس ترامب ليس لدى أميركا ولن يكون لها حليف أفضل من أوروبا، واليوم ينفق الأوروبيون على الدفاع أكثر مما تنفقه روسيا عدة مرات، وينفقون نفس المقدار الذي تنفقه الصين”. وأضاف “عزيزتي أميركا، ثمني حلفاءك، فأنت في كل الأحوال ليس لديك الكثير منهم”، بينما دعا الدول الأوروبية لأن تزيد من إنفاقها على الدفاع، قائلا “لأن الكل يتوقع وجود حليف مستعد جيدا ومجهز تجهيزا كاملا”.
وسعى توسك إلى تبديد المقولة التي تقول إن الولايات المتحدة تحمي أوروبا بمفردها، مشيرا إلى أن أوروبا كانت هي الأولى التي استجابت عندما تعرضت الولايات المتحدة للهجوم في 11 سبتمبر2001، كما فقدت 870 جنديا في الحرب التي أعقبت هذا الهجوم في أفغانستان. وأدى التهديد المستتر لترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن تقلص وجودها العسكري في أوروبا، إلى تعزيز الجدل بأنه يجب على القارة الأوروبية بذل المزيد لتقوية قدراتها الدفاعية الذاتية، في وقت تقوم فيه روسيا بممارسات استفزازية في أوروبا.
وتعد قمة الناتو التي تستمر على مدى يومي الأربعاء والخميس أول محطة من جولة ترامب الأوروبية، حيث سيتوجه بعدها في زيارة لبريطانيا، ثم يتوجه إلى هلسنكي لعقد لقاء القمة المرتقب مع بوتين.
وجاءت تعليقات توسك بعد أن وقّع على وثيقة مشتركة مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تم التعهد فيها بتوسيع التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي.