جالية مهمشة خارج الوطن و داخله
أردان ماجدة :
في بلد يعرف العديد من الإزدهار و التقدم في عدة مجالات ، تبقى الجالية المغربية من المواطنين المهمشين الذين يعانون الويل خارج و داخل الوطن .
نظرا للسياسات القمعية و العنصرية التي يواجهها المغاربة في بلدان الإقامة حتى و اننا نعلم ان الجالية المغربية لها دور اقتصادي و سياسي و اجتماعي داخل هذه البلدان و رغم ذلك فتشتت الجالية و عدم توحيدها تحت لواء واحد يجعل كلمتها بدون اَي قيمة . ناهيك عن جمعيات الاسترزاق التي حولت المجتمع المدني آلى آدات لجمع الأموال ، فالجمعيات متعددة و يستغلها البعض في كل المجالات، نجدها في تدريس الأطفال و الاستنفاع من واردات ذلك ، كما نجدها في المقاهي ، حيث أصبحت المقاهي عبارة عن جمعية تحت اسم نادي ثقافي ، و نجدها في تنظيم الحفلات و في الغناء و في المساجد و حتى الصحافة لم تسلم منها و غير ذلك من الحرف لكسب المال و التحايل على القانون ، الا خدمة الجالية و مصالح المقدسة للبلد فالكل يعمل لصالحه الخاص و ينسى الصالح العام .
و نجد كذلك مؤسسات الدولة التي تهتم بمصالح الجالية ، مؤسسات لا تبالي لأي مغربي ، أصبحت لا تمثل اَي فرد من الجالية ، لا نعرف صلاحيتها و لا وجودها في باقي بلدان العالم . ممثلين بعيدين كل البعد عن المواطنين و عن مشاكلهم ، يتعرضن للنصب و الاحتيال ، للسرقة و السجن ، للظلم و العدوان و مسؤولين يشاهدون القضية و ينتظرون الفرج من عند الله سبحانه . أصبحت الجالية تتسائل عن الغاية من تواجدها .
تنهب أموال الجالية بطريقة شرعية و قانونية بتسهيل صالونات العقار حيث اغلب الشركات العقارية تنصب شراكها حول مغاربة تعودوا على الثقة و العمل الجاد ليتعرضن للنصب و السرقة المقننة .
شركة طيران و بواخر العبور يسيطرن على عطل الجالية بتحديد أثمنة خيالية دون أي حسيب و لا رقيب .
جاليتنا التي أصبحت بقرة حلوب الكل ينتظر حليبها دون أي مقاطعة ، العملة الصعبة التي تجلبها أصبحت الهم الوحيد لحكومة لا تراعي متطلباتها .
الى متى الجالية المغربية تنتهك حقوقها و تسلب اموالها و تهظم حقوقها في صمت رهيب من المسؤولين عنها، و الذين ينتفعون من خيراتها .