مغاربة وراء تخطى بلجيكا “الساموراي” بمباراة مثيرة
البلجيكيون يأملون بعد فوزهم على اليابان في الثأر من منتخب البرازيل عند ملاقاته في ربع النهائي.
روستوف-نا-دونو (روسيا) – بدت اليابان في طريقها إلى تحقيق الانجاز وإضافة بلجيكا إلى لائحة المرشحين المودعين لكأس العالم في روسيا، لكن بديلي المدرب الأسباني روبرتو مارتينيز قلبا الطاولة على “الساموراي الأزرق” ومنحا “الشياطين الحمر” بطاقة العبور إلى ربع النهائي لمواجهة المنتخب البرازيلي ونجمه نيمار.
وكانت بلجيكا، أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخها، في طريقها للانضمام إلى ألمانيا حاملة اللقب التي ودعت من الدور الأول، وأسبانيا والبرتغال والأرجنتين التي انتهى مشوارها عند ثمن النهائي، بعدما تخلفت بهدفي جينكي هاراغوشي (48) وتاكاشي اينوي (52).
وظهر لاعبو مارتينيز عاجزين عن العودة إلى اللقاء بعد الضربة المعنوية القاسية التي تلقوها، لكن يان فيرتونغن مهد الطريق لهم (69) قبل أن ينجح البديلان من أصل مغربي فلايني والشاذلي في خطف التعادل (74) والفوز (4+90)، مانحين “الشياطين الحمر” بطاقة ربع النهائي لمواجهة البرازيل التي فازت الاثنين أيضا على المكسيك 2-صفر.
ورأى مارتينيز أن المباراة “شكلت اختبارا للفريق وشخصيته. رأيتم رد فعل البدلاء (اثنان) ودخولهم لمنحنا الفوز. هذا الأمر يقول الكثير عن مجموعة لاعبينا. لقد نجونا. تأهلنا وهذا هو الأهم… دعونا نهنئ اليابان، خاضوا المباراة المثالية. كانوا حاسمين في الهجمات المرتدة وتميزوا بصلابتهم”.
وفي مقابل النجاح التكتيكي لمارتينيز، حمل المدرب الياباني أكيرا نيشينو خياراته مسؤولية الخسارة. وقال “لم أكن أتوقع هذه العودة (البلجيكية)… هذه كأس العالم، وأغرقتنا قوة دكة البدلاء البلجيكية وعمقها (…) خاب أملي بشكل كبير، دمرتنا هذه النتيجة، كان في إمكاننا الفوز”.
وأضاف “عندما تقدمنا 2-صفر لم أجر تغييرات، أردت تسجيل هدف إضافي وكانت لدينا الفرص”، معتبرا أن “البلجيكيين سجلوا عندما كانوا يحتاجون إلى ذلك (…) ألوم نفسي وتكتيكاتي”.
وأصبحت بلجيكا أول منتخب يقلب تخلفه بفارق هدفين في الأدوار الإقصائية منذ 1970 حين حققت ذلك ألمانيا الغربية أمام إنكلترا في ربع النهائي بفوزها 3-2 بعد التمديد بأهداف فرانتس بكنباور وأوي سيلر وغيرد مولر، لكنها أول منتخب يحقق ذلك في الوقت الأصلي منذ 1966 حين فازت البرتغال على كوريا الشمالية 5-3 في ربع النهائي برباعية اوزيبيو.
فرصة للثأر من البرازيل
يأمل البلجيكيون الآن بعد تأهلهم الشاق، في الثأر لخسارتهم في ثمن نهائي مونديال 2002 أمام البرازيل بهدفي رونالدو وريفالدو، ومواصلة الحلم بالذهاب بعيدا والتفوق على إنجاز مونديال 1986 (المركز الرابع).
ورأى قائد بلجيكا وصانع ألعاب المنتخب أدين هازار أنه “علينا تصحيح أشياء صغيرة، لكن الآن لدينا مباراة في ربع النهائي ضد البرازيل.. مباراة رائعة لخوضها وعلينا أن نكون حاضرين”، مشيدا بدور البديلين فلايني والشاذلي “اللذان دخلا وقلبا الأمور تماما. هذا الأمر يثبت أننا لسنا مجموعة من 11، 12 أو 13 لاعبا مهما وحسب، بل جميع اللاعبين الـ23 مهمين”.
ودعا لاعب تشيلسي الإنكليزي إلى استخلاص “درس” من المباراة، موضحا “لقد أتأهلنا، لكن كان في الإمكان أن نخرج اليوم”.
وبعدما أجرى 9 تعديلات على تشكيلته الأساسية في المباراة الأخيرة من الدور الأول ضد إنكلترا، عاد مارتينيز إلى التشكيلة التي اكتسحت بنما (3-صفر) وتونس (5-2) مع إدخال تعديل وحيد تمثل بمشاركة المدافع فنسان كومباني العائد حديثا من الإصابة، كأساسي، بدلا من العائد الآخر توماس فيرمايلن.
وتأخر لاعبو مارتينيز للدخول في أجواء اللقاء وكان حارسهم تيبو كورتوا قريبا من تلقي هدف في شباكه منذ الدقيقة الأولى لكن تسديدة شينجي كاغاوا مرت بجانب القائم الأيسر.
وبدأ “الشياطين الحمر” تدريجا بالتوغل لكنهم عانوا في اختراق المنطقة اليابانية في ظل الدفاع المحكم لرجال نيشينو، وانتظروا حتى الدقيقة 27 للتسديد بين الخشبات الثلاث من محاولة بعيدة لإدين هازار تألق الحارس ايجي كاواشيما في صدها.
وتواصلت المحاولات البلجيكية دون جدوى، ومن محاولة يابانية نادرة كاد كورتوا أن يهدي ممثلي آسيا هدف التقدم عندما أفلت كرة سهلة من يديه، قبل أن يتدارك حارس تشيلسي الإنكليزي الموقف ويلتقط الكرة (44).
ومطلع الشوط الثاني، باغت اليابانيون منافسيهم بهدف جاء إثر هجمة بلجيكية اعترضها الدفاع الياباني مطلقا هجمة مرتدة. وأخفق يان فيرتونغن في اعتراض تمريرة غاكو شيباساكي، لتصل إلى هاراغوشي الذي سدد على يمين كورتوا (48)، مسجلا أول هدف لبلاده في الأدوار الإقصائية.
وكاد هازار يدرك التعادل، لكن الحظ عانده وارتدت محاولته من القائم الأيسر (49)، لتكتمل المفاجأة عندما نجح تاكاشي اينوي في إضافة الهدف الياباني الثاني بتسديدة رائعة من خارج المنطقة بعد تمريرة من شينجي كاغاوا (52).
فيرتونغن يمهد طريق العودة
وبقي الوضع على حاله إلى أن عوض فيرتونغن خطأه في الهدف الياباني الأول وأعاد الأمل لبلاده بتقليصه الفارق في الدقيقة 69 من كرة رأسية خادعة سقطت في الزاوية اليسرى لمرمى كاواشيما.
واكتملت العودة بعد دقائق معدودة بفضل فلايني الذي دخل بدلا من درايس مرتنز في الدقيقة 65، وذلك بعدما ارتقى لاعب وسط مانشستر يونايتد عاليا، وحول ركلة ركنية من هازار إلى الشباك اليابانية (74).
وكانت بلجيكا قريبة من هدف التقدم برأسية من بديل يانيك كاراسكو، الشاذلي الذي اصطدم بتألق كاواشيما، لكن الكرة عادت إليه فلعبها عرضية للوكاكو فحولها برأسه لكن الحارس الياباني تألق مجددا (86).
وتحول الخطر في الثواني الأخيرة إلى الجهة المقابلة من ركلة حرة صدها كورتوا وحولها إلى ركنية لم تثمر. وبعدما وصلت الكرة إلى كورتوا، أطلق هجمة سريعة بتمريرة باليد إلى كيفن دي بروين الذي تقدم سريعا ومرر الكرة على الجهة اليمنى لتوما مونييه الذي عكسها عرضية، فموه لوكاكو وتركها وتركها للشاذلي المتقدم من الخلف، فحولها إلى الشباك (4+90)، موجها الضربة القاضية للحلم الياباني ببلوغ ربع النهائي للمرة الأولى.