رئيس الحكومة المغربية: اللوبيات الفاسدة تهاجم «العدالة والتنمية» لأنه يهدد مصالحها
قال رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه مر بمراحل صعبة لكنه استطاع تجاوزها، وإنه من الطبيعي أن يتعرض له البعض، خاصة بعض اللوبيات الفاسدة التي تهاجم الحزب لأنه يهدد مصالحها.
وقال سعد الدين العثماني في افتتاح الحوار الداخلي للحزب، انطلق السبت، إن «رجال الأعمال الذين يحققون أرباحهم وثرواتهم «بذراعهم» الله يعاونهم، لكن اللوبيات التي تستفيد من الريع والفساد ومن تضارب المصالح غير المشروعة من الطبيعي أن تحاول قطع الطريق على حزب العدالة والتنمية». وإن الحزب يرد على هذه اللوبيات أحيانًا بلطف، وأحيانًا أخرى بقوة، وفي بعض المرات يتغاضى، وإن طبيعة الرد تكون حسب السياق، لأن الحزب يأمل دائمًا في أن يكون جزءًا من الحل وليس من التعقيد، و»نريد لبلدنا أن يسير إلى الأمام، وشعارنا عن مقاومة الفساد والاستبداد لا رجعة فيه، لكن كيف؟ هذا هو مربط الفرس».
ودعا حزبه أن يتشبث بالأمل في المستقبل لأن النفس السلبي لا ينفع في السياسة، وهذا ليس بالنسبة للحزب فقط، بل لجميع المواطنات والمواطنين. وقال إن جميع القرارات التي اتخذها الحزب كانت باستقلالية تامة؛ لأنه لا يتلقى التعليمات من أحد ولا يخضع للضغوط، ولأن «الحزب يجتمع ويحسم آراءه بكل حرية بتقدير المصلحة العامة للبلد ومصلحة المشروع الإصلاحي الذي يريده».
وأشار العثماني إلى أن حزب العدالة والتنمية أسهم في إنضاج المشهد السياسي بالمغرب مع تيارات وأحزاب سياسية أخرى يقدرها شرفاؤها عاليًا، ودعا أعضاء الحزب إلى «الانخراط الفاعل والإيجابي في جولات الحوار الداخلي، وإلى التمسك بالثقة في الوطن، لأن المغرب برهن أنه بلد يستحق، خاصة أنه واجه إشكاليات عديدة ورغم صعوبتها تجاوزها».
وأكد ضرورة أن تكون هناك أجوبة صريحة مهما كانت مؤلمة، وأن الحزب مر بمراحل صعبة، وأصعب من الوضع الحالي بكثير واستطاع تجاوزها، و»لهذا من اللازم أن نثق في أنفسنا»، وقال إن «التعبير عن الرأي له قواعد وأخلاقيات، و بعض أعضاء الحزب لم يلتزموا بها وتم تجريح بعض الأشخاص بطريقة مهينة وبعض المرات بناء على أكاذيب». وحذر من الإساءة للآخر، يقول: «الإساءة إلى الأشخاص خط أحمر، لا نريد لأي عضو من أعضاء الحزب أن يتجاوز أخلاقيات التعبير، لأن الفعل السياسي النبيل يجب أن يكون مبنيًا على النقد وليس التجريح، لذلك تجنبوا الإساءة وقولوا ما تريدون». وأكد العثماني أن الاختلالات داخل الحزب قليلة، وأنه طلب من بعض أعضاء الحزب الاعتذار علنًا عن بعض التصرفات، لأنه «كيف ما كان الحال يجب عدم النزول إلى سفاسف الأمور». وقال إن الانتظارات الاجتماعية والقلق الاجتماعي هو الذي أفرز العديد من بؤر التوتر في الحسيمة وجرادة بالخصوص، ولكن هناك أيضًا «صحراء سياسية» ساهمت في خلق هذه البؤر، لأنه ليس من باب الصدف أن الإشكاليات الاجتماعية برزت في مناطق عرفت في مراحل سابقة، سواء في الانتخابات الجماعية والتشريعية السابقة، جذبًا سياسيًا لم يكن مرضيًا لا للفاعلين السياسيين الجادين من مختلف الأحزاب ولا للمواطنين، فالإدارة في تلك المرحلة في هذه المناطق بالذات حاولت وعملت جهدها لتدعم حزبًا سياسيًا معينًا وهذا أنتج «صحراء سياسية». وأكد العثماني في الحوار الذي غاب عنه عبد الإله بن كيران، الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق، أن ما وقع بعد مرحلة 2016 من بلوكاج كانت أيضًا مؤثرة، وأنتجت بعض القلق لدى الفاعلين السياسيين عمومًا، ولكن لدى أبناء الحزب بالذات، ما أدى إلى نقاش داخلي قبل المؤتمر الثامن للحزب الذي مر بسلام، وأيًا كانت النقاشات التي سادت قبل المؤتمر وبعدها كانت ورشات الحزب التنظيمة ناجحة، والنجاح ليس هو أن نتفق بل أن ننجح مؤسسيًا.
وتابع العثماني: «في سنتي 2002 و2003 كنا مهددين بالحل وكان النقاش الداخلي في الحزب أكثر حدة والخلاف أكبر، ولم نكن في أي موقع من مواقع المسؤولية بل لدينا فريق برلماني، لكن تجاوزنا تلك المحطة الصعبة بسلام»، ولكن مع الأسف التاريخ ينسى».
ونبه إلى أن هدفه ليس إلغاء الخلاف داخل حزب العدالة والتنمية، لأن هذا الحزب يحترم آراءه كلها، ويحترم المقاربات المختلفة التي يمكن أن تعتمل داخله ولكنها تصرف وفق قوانين الحزب، حتى يكون حزبًا قويًا بجميع أبنائه وبناته، وليعبر كل عن رأيه بحرية، فيــــــما المؤسسات تشتغل وتتخذ القرارات.