خطر الإرهاب مرتفع جدا في أوروبا

الجهاديون الذين شنوا هجمات في دول الاتحاد الأوروبي في 2017 أصبحوا متطرفين وهم داخل هذه الدول دون أن يتوجهوا للخارج.

الإثنين 25 /2018/06
أشارت تقديرات وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) إلى أن خطر وقوع هجمات إرهابية من قبل إسلاميين في أوروبا، لا يزال مرتفعا، وذلك على الرغم من هزائم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كل من سوريا والعراق.

وقالت يوروبول إن الأوروبيين الذين سافروا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق لم يعودوا بأعداد كبيرة منذ أن فقد التنظيم معاقله هناك لكنهم كانوا مصدر إلهام لعدد متزايد من الهجمات من الداخل.

ونوهت إلى تزايد أعداد المنفذين المنفردين (ذئاب منفردة) الذين ينحدرون من دول في الاتحاد الأوروبي، واعتنقوا الفكر المتشدد.

وأعلن مانويل نافاريتي، مدير مركز مكافحة الإرهاب في الوكالة في مؤتمر صحافي بمقرها في لاهاي، أن تعقب المسلحين العائدين من ميادين القتال هناك لا يزال الشاغل الرئيسي لمسؤولي مكافحة الإرهاب الغربيين رغم أنهم لم يتدفقوا عائدين بأعداد كبيرة.

وقال “الخطر الرئيسي يأتي من المقاتلين الإرهابيين الأجانب برغم أن أعداد العائدين منخفضة”. لكنه أضاف أن الهجمات التي ينفذها بأدوات بسيطة مثل السكين أو سيارة أشخاص منفردون يستلهمون أفكار التنظيم المتشدد زاد عددها على مدى الأعوام الماضية. وأوضح أن معظم تلك الهجمات كان أقل فتكا من هجمات المقاتلين السابقين، إلا أن الشرطة تواجه صعوبة أكبر في وقفها.

وأظهر تقرير يوروبول أن عدد الهجمات والمؤامرات التي جرى إحباطها في أوروبا خلال العام الماضي زاد لأكثر من المثلين ليصل إلى 205 هجمات أودت بحياة 62 شخصا.

وقال التقرير إن من بين ما يزيد على 5000 أوروبي، معظمهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق عاد نحو 1500 وقُتل 1000.

واعتقلت السلطات عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين وسافر بعضهم إلى ماليزيا والفلبين وليبيا. وقال نافاريتي إن من المعتقد أن آخرين يختبئون أو في بلدان مثل تركيا. وقال المسؤولون الأوروبيون إن تشديد الإجراءات على الحدود وتكثيف عمليات المراقبة والمحاكمات في أوروبا أثنت آخرين عن العودة، مشيرا إلى أن دول أوروبا اعتقلت ما يزيد على 700 شخص على صلة بالأنشطة المتشددة خلال العام الماضي.

ومع طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل في العراق والرقة في سوريا بدأ داعش في حث أتباعه على شن هجمات في أوطانهم بدلا من السفر. وقال نافاريتي “الآن تغيرت رسالة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الدعوة إلى الانتقام”.

وقالت كاثرين دي بولي المديرة الجديدة ليوروبول أنه “ولذلك فإنه من المؤكد أن دعم الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب سيظل أولوية”. وأضافت “لمكافحة الارهاب من الضروري أن يتم تبادل المعلومات والبيانات على أعلى مستوى”.

ويأتي تقرير يوروبول متزامنا مع إعلان الشرطة الألمانية الأربعاء إحباط اعتداء “بقنبلة بيولوجية” تحوي مادة الريسين الشديدة السمية، بعد توقيف تونسي في كولونيا الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة “دي فيلت” الألمانية (خاصة)، تصريحات عن رئيس المكتب الاتحادي للشرطة، هوليغار مونش، قال فيها إن “هناك جديد بقضية الشاب التونسي الذي ألقي القبض عليه في مدينة كولونيا (غرب) إثر الاشتباه بتخطيطه لهجوم”. وتابع “كانت هناك استعدادات ملموسة لهجوم بسلاح بيولوجي، ويمكننا القول بقنبلة بيولوجية”.

وأضاف “لقد تلقى المتهم (لم يذكر بيانات تتعلق بهويته) تعليمات حول كيفية تنفيذ ذلك، بينها تعليمات من منظمات إرهابية (لم يسمها) عبر الإنترنت”.

وكان لدى الشاب، الذي يبلغ من العمر 29 سنة، وزوجته، ما يكفي لإنتاج ما يصل إلى ألف جرعة قاتلة من الريسين، كما كان يملك في منزله أدوات لصنع عبوة ناسفة، حسب الشرطة.

وحذر مصدر في الأمن الداخلي بألمانيا الأربعاء من احتمال شن متشددين إسلاميين هجمات باستخدام مواد سامة داخل البلاد في أي وقت. وقال المصدر إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لهم خبرة سابقة بمادة الرايسين وتمكنوا من تصنيعها. وأضاف أن التنظيم قدم إرشادات تفصيلية بشأن كيفية إنتاج هذه المادة في كتيب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: