ألف مهاجر يصلون إسبانيا وأوروبا تدرس إقامة معسكرات للهجرة في أراضيها بدل المغرب والجزائر وتونس
Jun 25, 2018
عادت قوارب الهجرة السرية ما بين المغرب وإسبانيا بشكل ملفت للغاية خلال الأسبوعين الأخيرين، وبلغت نهاية الأسبوع الماضي قرابة ألف مهاجر، وهذا ما يجعل الإدارة الإسبانية تتساءل عن الأسباب الكامنة وراء عودة هذه الظاهرة بقوة بل وتتخوف من ضغط مغربي وإفريقي على أوروبا.
وخلال يوم السبت الماضي فقط، أنقذت المصالح الإسبانية من إسعاف وحرس مدني قرابة 800 مهاجر سري، معظمهم في مضيق جبل طارق والواجهة المتوسطية، بينما 129 كانوا على متن قارب واحد أتى من موريتانيا أو السنغال نحو جزر الكناري.
وكانت نهاية الأسبوع ما قبل الماضي قد سجلت بدورها وصول قرابة ألف مهاجر على متن قوارب هشة الى شواطئ الأندلس وجزر الكناري، وما بين الفترتين، وصلت قوارب أخرى محملة بالمئات. وفجر أمس الأحد، أنقذت وحدات الحرس المدني 130 مهاجراً في عرض مضيق جبل طارق وهناك قوارب أخرى يرتقب أنه جرى اعتراضها مساء أمس ليفوق العدد الألف في 48 ساعة الأخيرة.
وهناك تخوف حقيقي وسط حكومة مدريد من استمرار هذه الظاهرة لأن هذا يعني وصول المئات من المهاجرين يومياً مما سيخلق متاعب جمة للدولة الإسبانية في استضافة هؤلاء المهاجرين. ونقلت الصحافة الإسبانية كيف توجه المهاجرون الأفارقة السريون أو المقيمون بطريقة قانونية في المغرب الى شمال هذا البلد المغاربي بغية الانتقال الى شواطئ الأندلس على متن القوارب. وما يثير التساؤل هو عودة قوارب الهجرة سواء من المغرب أو من شواطئ إفريقيا الغربية من موريتانيا والسنغال نحو جزر الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الصحراء المغربية. وهذا التزامن قد يوحي بوجود اتفاق إفريقي بعدم مواجهة الهجرة السرية في ظل عدم التزام أوروبا بتعهداتها السابقة، إذ ترغب أوروبا في استمرار هذه الدول بمثابة دركي يحمي حدود الاتحاد الأوروبي مقابل تعويضات مالية بسيطة. وعمليا، كان المغرب والسنغال وموريتانيا قد أقامت ما يشبه السياج الحديدي ضد الهجرة خلال السنوات الأخيرة، لكن تبين نجاح هذه السياسة لصالح أوروبا بينما الدول الثلاث وخاصة المغرب تتحمل بقاء مهاجرين في أراضيها. ووعياً منها بهذا التحول، بدأت أوروبا تتخلى تدريجيا عن هذا النوع من التفكير الأمني وخاصة إقامة معسكرات في دول شمال إفريقيا. وبدأت فرنسا وإسبانيا تفكر في بديل يتجلى في إقامة معسكرات في الأراضي الأووببية للمهاجرين الذين يجري اعتراضهم في البحر. وهذا هو الاتفاق الذي جرى بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في لقائهما السبت الماضي. وقال شانشيز في حوار مع جريدة «الباييس» أمس الأحد أنه لا يمكن تحميل الدول الحدودية مسؤولية الهجرة بل يجب التفكير في معسكرات في أوروبا. وهذا التصريح هو رسالة اطمئنان من مدريد الى الرباط بأنها ستدافع عن توجه لا يحمّل المغرب مسؤولية الهجرة.