صرخة استغاثة. … نعتذر اليك ياخولة.
لمدة خمسين ثانية صمت كل شيء في المغرب الا من صوت صرخة استغاثة طفلة بلغ صداها زوايا الارض الاربع وتناقلتها كل وسائل الاتصال استشرت كانها النار في الهشيم لتخلف العديد من الاسئلة والكثير من مشاعر الحيرة والدهشة والألم .
لم تكن هذه المرة الاولى التي تنزع الذئاب البشرية براءة اطفال ليس لهم من ذنب سوى احلامهم البسيطة في ان يكملوا دراستهم وينتشلوا ذويهم من براثن الفقر والهشاشة ويكونوا فخرا لأترابهم وبلدهم ولكن قطاع الطرق وموتى الضمائر المترصدين المتربصين الآمنين في واضحة النهار كما في جنح الليل من كل تبعة كانوا هناك لتحطيم الآمال وتبديد الأحلام.
حوالي الشهرين وخولة تكثم اناتها وآهاتها في صدرها لم تستطع البوح بما يعتلج قلبها حتى مع اقرب الناس اليها تبدل كل شيء في حياتها دراستها نومها اكلها نظرتها الى اقرانها حتى افتضح امر العصابة التي اعترضت سبيلها .
لقد سبق خولة اخريات منهن من كتمت صوتها خشية الفضيحة وخوفا على اهلها من مجتمع لا تفرق السنته بين القتيل والقاتل ومستعد لنسج كل السيناريوهات .ومن هن من استطاعت تقاسم آلامها ومع ذلك لم يتم انصافها .
اين نحن من امينة طفلة العرائش التي لم يجد المجتمع من حل سوى تزويجها بمغتصبها فلم تتقبل الامر فانتحرت أو فتاة بن جرير التي احرقت جسدها النحيف بعدما تم تبرئة مغتصبيها الثمانية .
ثم فتيات من تغاسلين والحاجب واكادير حالات متكررة لأغتصاب البراءة وهتك عرض الطفولة في غياب او غيبوبة تامة للحكومة وابواقها البكماء الصماء .
نعتذر اليك ياخولة فان اصواتنا الانتخابية المعبرة والعازفة قد افرزت صعود اناس لم يستطيعوا حمايتك ولم يوفروا لك مؤسسة تعليمية قريبة او دارا للطالبة ولم يضعوا دوارك في مخططاتهم التنموية ولم يخرجوا حتى ببيان استنكاري كما حدث في ذات الوقت الذي لم يلجموا السنتهم وصحفهم عما وقع من اغتصاب لعدد من النساء في مؤسسة اعلامية واعتبروا ان الامر قد تم تضخيمه ولا يعدوا ان يكون تصفية حسابات.
ذ . عبد الله مشنون إعلامي كاتب صحفي