الصمود المغربي يصارع الطموح البرتغالي في مونديال روسيا
المنتخب المغربي يتوق إلى محو أثار الصدمة التي عاشتها جماهيره إثر الهزيمة أمام إيران خلال مباراته الأولى ببطولة كأس العالم روسيا 2018 بمواجهة نظيره البرتغالي بطل أوروبا في موسكو.
يتوق المنتخب المغربي الملقب بـ”أسود الأطلس” إلى محو أثار الصدمة التي عاشتها جماهيره إثر الهزيمة بهدف في الوقت القاتل من مباراته الأولى ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة حاليا بروسيا، لكنه يواجه اختبارا أكثر صعوبة في المباراة الثانية حيث يصطدم الأربعاء بنظيره البرتغالي بطل أوروبا على ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية، التي افتتحت منافساتها الجمعة الماضي بفوز إيران على المغرب 1-0 وتعادل البرتغال مع إسبانيا 3-3.
رغم صعوبة المواجهة مع بطل أوروبا يرفض المنتخب المغربي (أسود الأطلس) الاستسلام حيث يستمد قوته من الرغبة في ترك بصمة جيدة في البطولة، إضافة إلى أن الفريق كان الأفضل والأخطر في معظم فترات المباراة أمام إيران. في المقابل، وبعد حالة الارتباك والتوتر التي سيطرت على المعسكر السعودي بعد الهزيمة في المباراة الافتتاحية، بدأ الفريق في إعادة ترتيب أوراقه استعدادا للمباراة التي يخوضها تحت شعار “حياة أو موت”.
وكان المنتخب المغربي قد أهدر عددا من الفرص التهديفية أمام نظيره الإيراني وكاد ينهي المباراة بالتعادل السلبي، لكنه تلقى صدمة قوية في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من الضائع للمباراة، عندما حمت لصالح المنتخب الإيراني بهدف النيران الصديقة الذي سجله المغربي عزيز بوحدوز بالخطأ في مرمى منتخب بلاده.
وجاءت الهزيمة لتهدد آمال المنتخب المغربي بشكل كبير في الصعود من المجموعة التي تضم البرتغال المتوجة بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2018) وإسبانيا المتوجة بكأس العالم 2010، والتي تعد المجموعة الأكثر صعوبة في المونديال (مجموعة الموت). لكن المنتخب المغربي الملقب بـ”أسود الأطلس” أبدى إصرارا واضحا على استعادة التوازن والتعويض، رغم صعوبة المهمة أمام البرتغال. ويحتاج المنتخب المغربي إلى خبرة مدربه الفرنسي هيرفيه رينارد لكسب نقطة على الأقل للإبقاء على آماله حتى الجولة الأخيرة، في مسعاه لبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه (بعد 1986).
وأكد لاعب خط الوسط فيصل فجر أن فريقه لم يفقد حظوظه بعد، على الرغم من أن المجموعة هي الأصعب في المونديال. وقال “إذا قلت بأننا لا نؤمن بإمكانية التأهل، فسأكون كاذبا. بإمكاني الاستعانة بأمثلة مثل تعادل الأرجنتين (مع أيسلندا 1-1 السبت)… عندما تكون هناك إرادة بالإمكان تحقيق أي شيء”. وأشار لاعب وسط خيتافي الإسباني إلى أن البرتغاليين يملكون “قدمين، ساقين، إنهم بشر مثلنا. ما زلنا نؤمن بحظوظنا. الفكرة الوحيدة في ذهننا هي أن نجعل جمهورنا فخورا وأن نفوز بهذه المباراة”. لكن الأمر سيتطلب من المغاربة أن يكونوا أكثر من بشر لإيقاف النجم الخارق “سي آر 7” الذي أكد سيلفا أنه “يجعل الأمور سهلة جدا” عندما تلعب إلى جانبه.
وسيفتقد المغرب مهاجم ليغانيس الإسباني نورالدين أمرابط الذي أصيب بارتجاج في الدماغ في المباراة الأولى إثر سقوطه على الأرض بعد احتكاك مع لاعب إيراني، بينما سيكون جميع اللاعبين في تصرف رينارد الطامح إلى التألق العالمي بعد القاري، إذ سبقت له قيادة زامبيا وساحل العاج إلى لقب كأس أمم أفريقيا عامي 2012 و2015.
لن يكون سهلا على رينارد التعامل مع “عقبة” رونالدو الذي يقود منتخبا بلغ سن النضج ويعرف لاعبوه بعضهم البعض جيدا بأسلوب لعب متناسق يشرف عليه المدرب الخبير والهادئ فرناندو سانتوس الذي منحه تتويجه بكأس أوروبا 2016 الثقة والأمان اللذين كانا ينقصانه من قبل.
سيكون مونديال 2018 “فرصة” رونالدو ليتألق للمرة الأولى في كأس للعالم، إذ تبقى أفضل نتيجة له مع المنتخب نصف نهائي 2006 في ألمانيا، وإشارة البداية من البرتغالي لا لبس فيها: ثلاثة أهداف في مباراة، هي مجموع كل الأهداف التي سجلها في النسخ الثلاث السابقة.