سفارة المغرب تنفي عرقلة تأشيرات عبور الموريتانيين القادمين من أوروبا
حذرت من التشويش على دينامية العلاقات الحالية
وأكد ناطق إعلامي باسم السفارة في توضيحات لوكالة الوئام الوطني للأنباء «أن البعثات الدبلوماسية المغربية والمراكز القنصلية في أوروبا لم يسبق لها أن رفضت منح تأشيرات العبور للموريتانيين، بل إن السلطات المغربية المختصة أصدرت مؤخراً، تعليمات للبعثات والمراكز الديبلوماسية في البلدان الأوروبية لتقليص المدة التي يستغرقها إصدار التأشيرات للمواطنين الموريتانيين لتصبح 72 ساعة فقط، مع منحهم تأشيرات عبور صالحة لمدد تسمح لهم بعبور الأراضي المغربية في ظروف جد ملائمة».
واعتبر الناطق الإعلامي باسم السفارة «أن ترويج أخبار لا أساس لها من الصحة، في هذا التوقيت بالذات، ليس له من تفسير غير السعي للتشويش على الدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية – الموريتانية حالياً، المحصنة، حسب قوله، بما يجمع قائدي البلدين من وشائج الأخوة وما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات التلاحم، والملقحة بعزم المغرب وموريتانيا التوجه نحو المستقبل، عبر الانخراط في شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تروم تحقيق مزيد التنمية والإزهار».
وأوضح الدبلوماسي المغربي «أن منح تأشيرات الدخول لفائدة المواطنين الموريتانيين، من طرف المصالح القنصلية في نواكشوط ونواذيبو التابعة للسفارة، يتسم بما يلزم من السلاسة، وبكثير من المرونة والسرعة، بحيث لا تتعدى مدة الاستجابة لطلب التأشيرة 24 ساعة، مع تقليص هذه المدة كلما تعلق الأمر بملفات تتضمن ما يثبت جانب الاستعجال».
وعلق عدد من المدونين الموريتانيين المستاءين من بطء إجراءات منح التأشيرات ومن منح تأشيرات قصيرة لا تمكن المسافرين الموريتانيين القادمين من أوروبا من عبور الأراضي المغربية
وأكد المدون رائد فضاء «أن الحل هو إغلاق معبر «الكركرات» بين موريتانيا والمغرب، وفتح معبر تندوف شوم بين الجزائر وموريتانيا».
وذهب النجيب ولد كبد لأبعد من ذلك حيث أكد «أن المعاملة سيئة بكل المقاييس، والمعمول به عند المغاربة هو رفض تأشيرة العبور وأحيانا إعطاؤها لمدة ثلاثة إيام فقط لعبور الأراضي المغربية وهو ما يشكل بحد ذاته مخاطرة».
وقال: «التأشيرة الموريتانية معروضة للمزاد العلني وعلى قارعة الطريق والمغربي يدخل موريتانيا بتأشيرة لا تتطلب منه أكثر من نصف ساعة وعند نقطة العبور الحدودية، ومع حصوله على ثلاث تأشيرات يحق له طلب الإقامة في موريتانيا».
وأضاف «طالبنا وما زلنا نطالب بالمعاملة بالمثل، ولا حياة لمن ننادي».
وكان الموريتانيون المقيمون في إسبانيا والذين اعتادوا على رحلة شتاء وصيف إلى موريتانيا عبر الأراضي المغربية، قد احتجوا على «منحهم تأشيرة ثلاثة أيام يعتبرونها قصيرة لا تمكنهم من عبور ميسور لثلاثة آلاف ميل».
واحتج على فرض السلطات القنصلية المغربية عليهم انتظار ثلاثة أسابيع على الحدود عند معبر الجزيرة الخضراء للحصول على تأشيرة عبور لثلاثة أيام فقط.
ويواصل نشطاء إتحاد الموريتانيين المقيمين في إسبانيا منذ فترة احتجاجاتهم أمام القنصلية المغربية في إسبانيا، وضغوطهم على الحكومة الموريتانية في نواكشوط لإيجاد حل لمشكلتهم المتعلقة بقصر صلاحية تأشيرة العبور التي يريدونها أكثر من ثلاثة أيام.
وتضطر السلطات المغربية، حسب تأكيدات لمصادر مقربة منها، للتدقيق في جوازات الموريتانيين بسبب اختلاطهم بالصحراويين المعارضين لضم المغرب للصحراء، خوفاً من تسرب نشطاء البوليساريو للأراضي المغربية باستخدام جوازات سفر موريتانية رسمية أو مزورة. وتتزامن هذه القضية مع تحسن طفيف في العلاقات المغربية – الموريتانية بعد فترة توتر طويلة، تمثل في تقديم حميد شبار سفير المغرب الجديد في نواكشوط نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية الموريتاني، وكذا تقديم محمد الأمين ولد آبي سفير موريتانيا في الرباط صورة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية المغربي.