مونديال بعض العرب
سجلّ المونديال مازال يحتفظ بإنجازات عربية مميزة، صحيح أنها لم ترتق إلى درجة المراهنة على اللقب العالمي، لكن مثلت لكل متابع عربي ومحب لهذه الأمة نجاحا باهرا قد يبشر بكل خير خلال المونديال الحالي.
بعدد الساعات أو لنقل الدقائق، لم يعد يفصل سكان المعمورة وقت كثير عن موعد بدء رحلة المتعة الكروية مع الحدث الرياضي الأبرز في العالم، اليوم ستعطى ضربة البداية لمونديال ينتظره الجميع كل أربع سنوات. اليوم تسلمت روسيا المشعل من البرازيل لتبدأ تفاصيل كأس عالم يعد بالكثير من الفرجة والفرحة، هذه الفرحة نتمنى أن تكون عربية بالأساس، مع وجود ثلاثة منتخبات سترفع اللواء وتتنافس بكل ضراوة من أجل أن يتخذ هذا المونديال لونا عربيا وينثر بذور السعادة في أرجاء وطننا العربي.
هو مونديال كل العرب خاصة وأنه المونديال الأول في التاريخ الذي يعرف مشاركة ثلاثة “فرسان” عرب، فالجميع سيصطف خلف منتخبات ومصر والمغرب وتونس، وكل العرب يحلمون بأن تحقق هذه المنتخبات نتائج مرموقة تساهم في الرفع من شأن كرتنا وتزيد من دفع التطور الذي عرفته الكرة العربية خلال السنوات الأخيرة بعد بروز أكثر من لاعب عربي على الصعيد العالمي.
بالأمس القريب وتحديدا في مونديال سنة 2014 الذي أقيم على الأراضي البرازيلية فعلها المنتخب الجزائري حيث أبهر الجميع بعروضه القوية وبلغ دور الثمانية قبل أن يخرج مرفوع الرأس إثر مباراة تاريخية ضد المنتخب الألماني الذي أُحرج كثيرا في تلك المواجهة قبل أن يمر بالسرعة القصوى ويتوج باللقب.
فسجلّ المونديال ما زال يحتفظ بإنجازات عربية مميزة، صحيح أنها لم ترتق إلى درجة المراهنة على اللقب العالمي في حضرة “المنتخبات التقليدية” مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين وغيرها، لكن مثلت لكل متابع عربي ومحب لهذه الأمة نجاحا باهرا قد يبشر بكل خير خلال المونديال الحالي. في السابق وتحديدا في مونديال الأرجنتين سنة 1978 لمع نجم المنتخب التونسي الذي كان له شرف تحقيق أول فوز عربي وأفريقي في نهائيات كأس العالم بعد أن أطاح بالمنتخب المكسيكي بثلاثية، وكان قريبا من الوصول إلى الدور الثاني لكن الحظ تمنع.
جاء الدور بعد ذلك على المنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا سنة 1982، حيث حقق مفاجأة من العيار الثقيل بعد فوزه على المنتخب الألماني، لقد قدم منتخب الجزائر عرضا رائعا للغاية وكان قريبا للغاية من الدور الثاني لكن لعبة “الكواليس القذرة” جعلته خارج الحسابات حيث ذهب ضحية “مؤامرة” المنتخبين الألماني والنمساوي الموجودين آنذاك في مجموعة الجزائر.
بعد أربع سنوات، فعلها المنتخب المغربي وحقق ما يشبه المعجزة إذ تمكن من قهر كل العراقيل والصعاب وبلغ عن جدارة الدور ثمن النهائي بعد تعادلين مع بولندا وإنكلترا وفوز باهر تاريخي على منتخب البرتغال، ليكون بذلك أول منتخب عربي يتخطى حاجز الدور الأول.
بعد أربع سنوات كاد يفعلها المنتخب المغربي الذي أظهر مستوى جيدا ولولا هزيمته القاسية ضد المنتخب البرازيلي لكان ضمن المتأهلين إلى الدور الثاني، فضلا عن ذلك فإن المنتخب المغربي تعرض بدوره لـ”مؤامرة” كان بطلها منتخب البرازيل القوي عندما تساهل مع منافسه النرويجي، الأمر الذي جعل المنتخب الأخير يختطف بطاقة العبور على حساب المغرب.