مونديال 2026: حلم المونديال «المغربي» يتحدى إغراء العائدات المالية في صراع مثير على الاستضافة
وفيما يترقب المشجعون ركلة البداية للمونديال الروسي في المباراة الافتتاحية غدا على استاد «لوجنيكي» الشهير في موسكو، ستخطف العاصمة الروسية الأنظار مبكرا من خلال الاجتماع الحاسم لكونغرس الفيفا والذي يحمل رقم 68 في تاريخ اجتماعات كونغرس الفيفا، ويحظى بأهمية بالغة، بل يعتبر اجتماعا تاريخيا، حيث سيشهد أول عملية تصويت بالنظام الجديد على حق استضافة المونديال، كما سيشهد التصويت على استضافة أول نسخة من المونديال تقام بمشاركة 48 منتخبا بعدما وافق الفيفا على زيادة المنتخبات المشاركة في المونديال من 32 إلى 48 بداية من نسخة 2026 .ويتنافس ملفان فقط على حق استضافة نسخة 2026، أحدهما الملف المقدم من المغرب، والثاني ملف التنظيم المشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ورغم التعاطف الكبير الذي يحظى به المنتخب المغربي الطموح في خامس محاولة من هذا البلد الأفريقي والعربي لاستضافة إحدى نسخ كأس العالم، ستكون المهمة المغربية في غاية الصعوبة في مواجهة الملف الثلاثي الذي حظي بتقدير عال من قوة المهام (تاسك فورس) المشكلة لتقييم الملفين. ودخل ممثلو الملفين في سباق مع الزمن خلال الأيام الماضية لاستغلال الساعات الأخيرة لضمان الأصوات التي سترجح كفة أحد الجانبين على الآخر. وكان مجلس الفيفا قرر الأحد، خلال اجتماعه في موسكو، استمرار الملفين في المنافسة على احتضان المونديال على أن يحسم اختيار الملف الفائز منهما خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا اليوم. وقدم الممثلون استعراضا للملفين أمام ممثلي أكثر من 50 اتحادا أفريقيا، ومن المفترض عقد اجتماع مع الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (يويفا) .
وجاء إعلان الفيفا قراره باستمرار الملفين في المنافسة الأحد بعدما منحت لجنة التقييم الملف المغربي 2.7 نقطة، في التقييم المعتمد على الجوانب الفنية للملف. وتجاوز الملف المغربي بذلك الحد الأدنى للتقييم المطلوب، والبالغ نقطتين من إجمالي خمس نقاط، لكنه لا يزال يحمل مشاكل تتمثل في بناء الاستادات والنقل وفنادق الإقامة. أما ملف أمريكا والمكسيك وكندا، المعروف باسم «يونايتد 2026»، فحصل على أربع نقاط، كما أعلن مسؤولوه أن هذا الملف سيحقق ضعفي ما يمكن للمغرب تحقيقه من عائدات، نظرا للمبيعات العالية المحتملة للتذاكر وكذلك عائدات الضيافة.
وقد يلعب الجانب المالي وإغراء العائدات الخيالية دورا كبيرا في إقناع مسؤولي الفيفا بالملف الثلاثي رغم أن التصويت لن يجرى هذه المرة بالطريقة السابقة التي كانت قاصرة على أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا وإنما سيجرى بمشاركة أعضاء الفيفا البالغ عددهم أكثر من 200 اتحاد أهلي. وكانت الولايات المتحدة استضافت المونديال في 1994، فيما استضافت المكسيك المونديال في 1970 و1986 بينما لم تنظم كندا المونديال من قبل.
ويخوض المغرب التجربة للمرة الخامسة، حيث فشل في أربع محاولات سابقة، وكانت الأولى أمام الملف الأمريكي أيضا، حيث تنافس الملفان على استضافة مونديال 1994 وحصد الملف المغربي سبعة أصوات مقابل عشرة للملف الأمريكي. وتكررت المحاولة المغربية لاستضافة مونديال 1998 لكنه خسر أمام الملف الفرنسي حيث حصل على سبعة أصوات مجددا مقابل 12 صوتا لفرنسا.
وكانت التجربة الثالثة الأصعب حيث حصل على صوتين فقط وخرج مبكرا من الصراع الذي اشتعل بين جنوب أفريقيا وألمانيا وحصلت الأخيرة عليه لتنظم مونديال 2006 .وتجدد الحلم المغربي عندما قرر الفيفا منح القارة الأفريقية حلم الاستضافة في نسخة 2010 لكن التصويت النهائي كان لصالح جنوب أفريقيا برصيد 14 صوتا مقابل عشرة أصوات للمغرب. والآن، تبدو المهمة أكثر صعوبة لكنها ليست مستحيلة خاصة في ظل تعاطف اتحادات عدة مع حق المغرب في الاستضافة لتكون ثاني بلد فقط من القارة الأفريقية يستضيف المونديال بعد جنوب أفريقيا. كما يعلق المغرب آماله على القناعة التي سادت في الفترة الماضية بعدم تكرار فكرة التنظيم المشترك بين بلدين أو أكثر في ظل ما تتكبده المنتخبات ومشجعيها من مشقة السفر وكذلك المشاكل الأخرى التي تنتج عن التنظيم المشترك. لكن، في المقابل، قد يلعب قرار زيادة عدد المنتخبات إلى 48 دورا كبيرا في حصول الملف الثلاثي على حق التنظيم نظرا لما تتطلبه البطولة من إمكانات تنظيمية هائلة إضافة للرغبة في نجاح فكرة تمديد حجم البطولة على الأقل من الناحية المالية.