مصادر اسبانية تتوقع أن تكون المغرب أول محطة لرئيس الحكومة الجديد
ونقلت صحيفة «إل إسبانيول» عن مصدر حكومي أن الحكومة الجديدة تعمل بالفعل على تحديد موعد مع نظيرتها المغربية للقيام بزيارة تُشكل المحطة الأولى لسانشيز، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وعودة الملك فيليبي السادس من الزيارة التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 14 و19 يونيو الجاري.
وتعتبر مدريد علاقاتها الجيدة مع الرباط ضرورية، خصوصا في قضايا مكافحة الإرهاب والسيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية، إذ ظل التعاون بين الجانبين قائماً منذ سنوات رغم العلاقات التي شهدت توتراً في أحيان كثيرة بسبب ملف مدينتي سبتة ومليلية وقضية الصحراء.
وتأتي الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية في ظل غضب عارم وسط الرأي العام المغربي عقب تعرض عاملات مغربيات لتحرش جنسي من طرف رب العمل في أحد حقول الفراولة في إسبانيا وقال موقع «ABCSEVILLA» الإسباني، ان «أفراد الحرس المدني اعتقلوا مسؤولين إسبان عن ضيعات فلاحية، يشتبه في اعتدائهم على عاملات موسميات مغربيات وإسبانيات يشتغلن في حقول الفراولة التابعة لإقليم ألمونتي في الجنوب الإسباني». وأوضح إن «السلطات الأمنية اعتقلت شخصين إسبانيين مسؤولين عن المزارع الأندلسية بعد ورود 4 شكايات تقدَّمت بها عدد من العاملات في حقول الفواكه الحمراء».
ويأتي اعتقال هؤلاء المزارعين في الوقت الذي كانت فيه السلطات الإسبانية قد أعلنت إلقاء القبض على رجل، يبلغ من العمر 47 سنة، بتهمة الاعتداء الجنسي على العاملات الموسميات المغربيات، بينما ما زال التحقيق القضائي سارياً بشأن القضية.
وكشفت لجنة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين الاسبانية تعرُّض مئات العاملات المغربيات للمضايقات والاعتداءات الجنسية داخل حقول «الفراولة»، خاصة تلك الواقعة خارج المجال الحضري. وتابعت اللجنة الأوروبية أن «أرباب العمل يهدِّدون العاملات ويستغلون جهلهن، لأن معظمهن أميات لا يتحدثن الإسبانية».
وتعيش أزيد من 500 عاملة مغربية في منطقة «هويلبا»، جنوب إسبانيا، حيث يشتغل مُعظمهن داخل حقول الفراولة مقابل مبلغ 40 أورو عن كل يوم عمل، علماً أن عليهن الاشتغال 7 ساعات يومياً مع نصف ساعة استراحة، ويوم واحد عطلة في الأسبوع، من دون تغطية اجتماعية وفي بيئة تستقبل المهاجرين بالرفض والمضايقات.
وقالت وزارة الشغل والإدماج المهني المغربية إنها تتابع نتائج التحقيق القضائي في موضوع تعرض العاملات المغربيات للتحرش والاستغلال الجنسي بالضيعات الفلاحية بإقليم «هويلفا» الاسباني وانها بتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية، وبناء على اجتماعات عقدت حول الموضوع سواء في المغرب أو إسبانيا، تواصل يقظتها وعملها المشترك لتطوير ظروف عمل العاملات الزراعيات وتوفير شروط حمايتهن من اي استغلال.
ودعت الوزارة العاملات الفلاحيات في الضيعات الإسبانية إلى عدم السكوت عن أي إساءة لهن والتبليغ عن أي حالة تحرش، محذرة في الوقت نفسه من تعميم صورة نمطية تسيء إلى العاملات، خاصة أن الكثير منهن ربات أسر يساهمن من خلال هذا العمل الموسمي في إعالتها.
ورداً على انتقادات بشأن إنكارها وجود حالات تحرش في وقت سابق، أفادت الوزارة في بلاغها أنه خلافاً لما تداوله بعض المنابر الإعلامية بشأن نفي وزير الشغل تعرض العاملات للتحرش فإن تصريحات الوزير ظلت تؤكد أن وزارته لم تتلق أي شكاية في الموضوع، ولم ينف إمكانية وقوع حالات تحرش.
وعرف ملف العاملات الموسميات منعطفاً خطيراً بعد احتجاز مئات العاملات المغربيات الموسميات (400 امرأة) في إحدى الضيعات وحَمْلهنَّ على متن حافلات في محاولة لتهجيرهن إلى المغرب، للحيلولة دون تقديم شكايات حول الأوضاع المزرية والاعتداءات التي يتعرضن لها، فيما فضَّلت أُخريات الانزواءَ إلى الصَّمت مخافةً من مغبة الطرد والترحيل إلى المغرب.
وفي تطورات جديدة خرجت أكثر من 131 عاملة مغربية لتنفي وجود أي اعتداءات جنسية، مستنكرات ما وصفهن بـ«الشهادات الكاذبة» لمواطنتهن والتي تهدف إلى الضغط على مشغليهن لتسوية وضعيتهن القانونية على الأراضي الإسبانية.
وقالت صحيفة «أ ب س أندلسية»، إن 131 عاملة مغربية وضعت شكوى ضد مواطناتهن اللائي تقدمن بشكاوي الاعتداءات الجنسية ضد مشغليهن، بمنطقة «هويلفا» جنوب إسبانيا، يتهمنهن بـ»الكذب». ويؤكدن أن تلك الاتهامات «غير صحيحة»، وأن كل ما في الأمر أنهن تلقين وعوداً بالحصول على أوراق الإقامة بإسبانيا. وجاء في شكوى العاملات المغربيات الـ131، «لا توجد لدينا أية مشاكل، نحن نعمل ونعود في النهاية إلى المنزل»، مشيرات إلى أن «جميع الادعاءات ضد مالكي مزارع الفراولة خاطئة وغير صحيحة، وندين هذا، لأن هذه القصص كلها تسبب لنا مشاكل مع عائلاتنا، والذين يمكنهم أن يرفضوا عودتنا للعمل في إسبانيا في السنوات المقبلة». ونقلت الصحيفة الإسبانية المذكورة، شهادات مغربيات ممن تقدمن بالشكوى ضد مواطناتهن التي يدعين تعرضهن لاعتداءات جنسية، حيث تقول حفيظة، وهي أم لثمانية أطفال ومن العاملات المخضرمات كونها عملت موسميا لمدة 10 سنوات في حقول الفراولة: «لم أر قط شيئا مثل ذلك، ولم نواجه أي مشاكل، ونحن نأتي إلى هنا للعمل ونجني المال». وقال المصدر ذاته، إن بعض أرباب المزارع يؤكدون أن عاملات تلقين وعوداً من أشخاص من دون تحديد من هم أو دوافعهم، من أجل اختلاق تلك القصص ضد مشغليهن من أجل الضغط عليهم للحصول على «الوثائق» التي ستسمح لهن بالبقاء في إسبانيا. وعلاقة بالموضوع، اعتقلت عناصر الحرس المدني في منطقة هويلبا مسؤولا في إحدى مزارع الفراولة يشتبه في اعتدائه جنسيا على 4 عاملات من جنسية إسبانية، كما تستعد فعاليات مدنية بإسبانيا للقيام بمسيرة احتجاجية للتنديد بجميع أشكال الاستغلال والعبودية الجنسية في حقول الفراولة.
من جهة أخرى قالت تقارير إسبانية أنه يوجد ما يقرب من 250 ألف مغربي في إسبانيا بطريقة غير شرعية نتيجة للأزمة الاقتصادية، وبسبب ازدياد وصول قوارب المهاجرين إلى السواحل الإسبانية منذ عام 2016.
وقالت وكالة الانباء الاسبانية نقلاً عن مسؤولين إسبان ومغاربة إنه بإضافة المغاربة الذين يقيمون في وضعية قانونية – والذين يبلغ عددهم 773 ألفا و478 شخصا-، يصل إجمالي عدد المغاربة في إسبانيا إلى أكثر من مليون شخص، لتصبح بذلك الجالية المغربية أكبر جالية أجنبية في إسبانيا.
وأكدت مصادر من مختلف الوزارات المعنية (الداخلية والخارجية والهجرة)، أن الرباط أثارت المشكلة على المستوى الثنائي بحثاً عن حل، على الرغم من أن تغيير الحكومة في إسبانيا لا يدعو إلى توقع نتائج سريعة أكدت أن «لا مجال لطرد» المهاجرين المغاربة المقيمين بطريقة غير مشروعة، باستثناء المتورطين في جرائم.