تهديدات ترامب حرمت المغرب من مونديال 2026

خيبة أمل مغربية من دول عربية لم تصوت للملف المغربي مقابل دعم أفريقي غير متوقع.

الأربعاء 2018/06/13
العامل السياسي لعب دوره
صوتت الجمعية العمومية (كونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لاختيار البلد الذي سيستضيف التظاهرة الكروية الأشهر في العالم.

وحصل الملف المغربي على 65 صوتا فقط، مقابل 134 للملف الثلاثي.
وفي هذا السياق، اعتبر خبيران مغربيان، أن تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حرمت المملكة شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، ومنحت الفوز للملف الثلاثي لكل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وكان قال ترامب في تغريدة له على موقعه الرسمي على تويتر، “وضعت الولايات المتحدة ملفا مشتركا قويا، مع كندا والمكسيك، من أجل احتضان نهائيات مونديال 2026، وسيكون من المخجل على الدول التي ندعمها دائما، أن تعارض الملف الأميركي”.
وتساءل ترامب: “لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأمم المتحدة)؟”.

تهديد ترامب يعطي ثماره

وتعليقا على فوز الملف الثلاثي لكل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، قال منصف اليازغي، الخبير المغربي في السياسات الرياضية، إن “هذه النتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى الخطاب التهديدي الذي تبناه ترامب إزاء عدد من الدول، وخاصة دول العالم الثالث”.

وأضاف اليازغي، أن “العامل الأساسي الذي أثر في هذه النتيجة، هو العامل السياسي، ولا علاقة للأمر بالتطور الاقتصادي، وإنما هي تهديدات ترامب التي قلبت النتيجة رأسا على عقب”.
ولفت إلى أن المغرب “أعرب في البداية عن ارتياحه، لكن تهديدات ترامب، وما ولدته من مخاوف لدى عدد من الدول، قلب الموازين، خاصة وأن جميع الدول تدرك جيد أن الرئيس الأميركي ينفد ما يعد به”.

Thumbnail

ووفق الخبير ذاته، فإن “عددا من الدول تتلقى مساعدات مالية وعسكرية كبيرة من واشنطن، بل إن استمرار العديد من الأنظمة رهين برضا الولايات المتحدة عليها، فكيف لنا إذن أن نتصور تصويت هذه البلدان للمغرب بعد تهديدات ترامب؟”.

ولفت اليازغي، إلى أنه “لا يجب علينا أن نسقط في العاطفة، لأن الدول العربية لم تعد تتكلم لغة العروبة أو الانتماء بقدر ما تتحدث لغة المصالح”.

 “وفاء” إفريقي و”خيبة” عربية

لم يكن ينتظر أكثر المتشائمين في المغرب أن يفقد هذا البلد رهان التصويت بهذا الفارق الكبير في الأصوات أمام منافسه الأميركي، والتي بلغت 69 صوتا، بعد الحملة الواسعة التي قام بها في كل قارات العالم، وخاصة في القارتين الأوروبية والآسيوية.

غير أن نتائج التصويت، التي كشف عنها الاتحاد الدولي بالتفصيل مباشرة بعد انتهاء أشغال “الكونغرس”، عكست “وفاء” إفريقيا كبيرا للمغرب.

وصوتت 41 دولة إفريقية لصالح الملف المغربي، من أصل 54 اتحادا، مستجيبة بذلك لدعوة المغرب ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

Thumbnail

وعلى خلاف القارة الإفريقية، فإن القارة الأوربية، لم تمنح سوى 11 صوتا لصالح المغرب، وهي تركيا، فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، هولندا، لوكسمبورغ، سلوفاكيا، صربيا، ألبانيا، بيلاروسيا، وإستونيا.
رقم فاجأ المغاربة بشكل كبير، خاصة وأن المغرب كان يراهن كثيرا على القارة العجوز، التي فضلت جل اتحاداتها الملف الأميركي.

بينما اكتفت القارة الآسيوية بـ12 صوتا، والبرازيل كان هو البلد الوحيد الذي صوت للمغرب من القارة الأميركية.

أما المفاجأة الكبيرة، فقد كانت في أصوات 7 دول عربية، قررت ألا تمنح صوتها للمغرب، وهي المملكة العربية السعودية، الإمارات، الكويت، الأردن، لبنان، البحرين، والعراق، فيما فضلت باقي الدول العربية الأخرى دعم الملف المغربي.

ووصف المغربي، سعيد بلخياط، العضو السابق في الاتحاد المغربي لكرة القدم، ولجنة ترشح المغرب لمونديال 2026، موقف هذه الدول العربية، بـ”المؤسف وغير المتوقع″.

وقال بلخياط : “تفاجأنا بهذه المواقف العربية، وخاصة الخليجية منها، مع أننا كنا نراهن عليها كثيرا”.

وأضاف أن “هذا الأمر يرجع بالأساس إلى توجهات سياسية أكثر منها رياضية، لأن العديد من الدول خضعت لضغوطات سياسية أميركية، وكان حري بالاتحاد الدولي أن يمنع الملف الثلاثي الأميركي من الترشح، منذ تهديدات ترامب”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: