الحسم في هوية المستضيف لمونديال 2026
المغرب يأمل في أن يكون ثاني بلد أفريقي ينظم العرس العالمي معولا على دعم أطراف عدة أبرزها أعضاء الاتحاد الأفريقي للعبة ودول أوروبية أبرزها فرنسا.
ستكون موسكو على موعد منتظر عشية صافرة انطلاق النسخة الـ21 من النهائيات العالمية، لأن أعضاء “فيفا” سيقررون الأربعاء هوية البلد الذي سيستضيف مونديال 2026 الذي تشارك فيه 48 منتخبا للمرة الأولى.
وحافظ المغرب على مكانه في السباق نحو استضافة البطولة بعد مصادقة لجنة التقييم التابعة لفيفا على ملف ترشيحه المنافس للملف المشترك. وتشارك في عملية اختيار البلد المضيف الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي. ومن أصل 211 عضوا، يحق لـ207 أعضاء التصويت، هم كل الدول المنضوية ضمن فيفا باستثناء الدول الأربع المرشحة. وهي المرة الأولى التي يحق فيها لكل الدول الأعضاء التصويت، بعدما كان الأمر يقتصر على أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.
وفي التقرير المختصر الذي نشره فيفا، حددت لجنة التقييم أربعة مجالات عامة لـ”تقييم المخاطر”، هي: مجال المكونات التقنية، مجال الالتزام والقانون، مجال الأمن والطب والأمور المرتبطة بالحدث، ومجال الاستدامة وحقوق الإنسان وحماية البيئة. وقسم كل مجال إلى فئات فرعية.
وحسب هذا التقييم، سجلت اللجنة وجود “مخاطر مرتفعة” في الملف المغربي في فئتي “الملاعب”، و”الإقامة والنقل”. في المقابل، لم تسجل أي “مخاطر مرتفعة” في ملف الترشيح المشترك الذي يواجه خطر أن يكون التصويت له من عدمه متأثرا بالمواقف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لكن رئيس الملف المشترك كارلوس كورديرو شدد مرة أخرى على ضرورة “التصويت لنا وليس لترامب”، مضيفا “نؤمن حقا بأن القرار سيتخذ استنادا إلى من يستحقه… نحن نتحدث عن كرة القدم… ما هو الأفضل لكرة القدم ومجتمعنا الكروي”.
المقارنة في التنقيط
على صعيد المقارنة في التنقيط، نالت الملاعب في الملف المغربي علامة 2.7 من أصل 5، مقابل 4.0 للملف المشترك. وأوردت لجنة التقييم في ملاحظاتها أن “الملف المغربي مقدم بشكل جيد وقوي لجهة الالتزام الحكومي، إلا أنه يحتاج إلى أن يبني بشكل جديد معظم البنى التحتية المرتبطة بالبطولة والبنى التحتية الأوسع. الملف المشترك في المقابل، يتمتع بمستويات واعدة من البنى التحتية القائمة والعملية”.
وتفيد التقارير الصحافية بأن رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو يميل إلى تأييد ملف الترشيح الثلاثي المشترك، المدعوم بقوة أيضا من ترامب، في حين يعول المغرب على دعم أطراف عدة أبرزها أعضاء الاتحاد الأفريقي للعبة، إضافة إلى دول أوروبية أبرزها فرنسا.
عملية التصويت تقام للمرة الأولى بمشاركة كل الدول الأعضاء في الاتحاد (207 أعضاء بعد استبعاد الدول الأربع المرشحة)
وتقدم المغرب بترشيحه لاستضافة المونديال للمرة الخامسة، وهو يأمل في أن يكون ثاني بلد أفريقي ينظم العرس العالمي بعد جنوب أفريقيا 2010. وبالنسبة للنسخة الحالية التي شابتها تهم الفساد والرشى في إطار الفضائح التي هزت “فيفا” منذ 2015، يحل العالم في روسيا وسط أجواء متشنجة بين البلد المضيف والغرب، لا سيما بريطانيا على خلفية اتهام موسكو بالوقوف خلف تسميم العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته، وما تلا ذلك من تبادل في طرد الدبلوماسيين.
لكن ما يهم العالم الكروي هو ما يجري على أرضية الملعب، وستكون أنظار الملايين شاخصة الخميس إلى ملعب “لوجنيكي” في موسكو الذي يحتضن المباراة الافتتاحية، وأيضا المباراة النهائية في 15 يوليو.
عملية التصويت
تقوم الجمعية العمومية (كونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاء، بالتصويت على اختيار البلد المضيف لمونديال 2026، بين المغرب من جهة، وملف مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وتقام عملية التصويت للمرة الأولى بمشاركة كل الدول الأعضاء في الاتحاد (207 أعضاء بعد استبعاد الدول الأربع المرشحة من عملية التصويت)، بدلا من اللجنة التنفيذية المؤلفة من 24 عضوا، كما درجت العادة سابقا.
وسيقوم فيفا بنشر نتائج التصويت عبر موقعه الإلكتروني، علما أن التعديلات على نظام التصويت أقرت بعد سلسلة اتهامات بالفساد والرشى في عمليات تصويت سابقة.
وهذه التعديلات أقرت في عهد رئيس الفيفا الحالي السويسري جاني إنفانتينو الذي أنتخب على رأس المنظمة الكروية العالمية مطلع العام 2016، بعد سلسلة من الفضائح التي هزت كرة القدم وأدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة أبزرها الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر.
وحسب أنظمة الفيفا، سيكون الأعضاء أمام ثلاثة خيارات لدى التصويت: الملف المغربي، الملف الثلاثي المشترك، أو رفض الملفين والمطالبة بعملية ترشيح جديدة. ونظرا لوجود ملفي ترشيح فقط، يفوز الملف الذي ينال الغالبية المطلقة (أكثر من 50 بالمئة من الأصوات).
وفي حال نيل خيار “عملية ترشيح جديدة” الغالبية، سيؤدي ذلك عمليا إلى رفض الترشيحين وقيام الفيفا بالطلب من الأعضاء الراغبين (باستثناء المرشحين الأربعة) التقدم بطلبات ترشيح للاستضافة.
ثمة احتمال آخر هو ألا ينال أي من الاحتمالات الثلاثة الغالبية، وعليه يتم الآتي: في حال كان عدد الأصوات لصالح “عملية ترشيح جديدة” أكبر من عدد الأصوات لصالح الملفين مجتمعين، يرفض ملفا الترشيح ويتم اعتماد إطلاق عملية ترشيح جديدة أيضا. أما في حال نال الملفان مجتمعين عددا أكبر من عدد الأصوات لعملية ترشيح جديدة، تجرى جولة اقتراع ثانية يكون الأعضاء خلالها أمام خيارين لا ثالث لهما: المغرب أو الملف الثلاثي.