النمسا: لا مكان للإسلام السياسي في بلادنا
فيينا تعتزم إغلاق مساجد وطرد أئمة في إطار مكافحة الإسلام السياسي وهو ما اعتبرته تركيا “معاديا للاسلام” و”عنصريا”.
الجمعة 2018/06/08
النمسا تتجه إلى طرد نحو 60 إماما لهم صلة بتركيا
أعلن وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل الجمعة ان بلاده يمكن ان تطرد عدداً يصل إلى 60 إماما مرتبطين بتركيا وعائلاتهم أي ما مجمله 150 شخصا.
وصرح كيكل من حزب الحرية (يمين متطرف) الشريك الصغير في الائتلاف الحكومي ان “الاشخاص الذين ستشملهم هذه الاجراءات هم نحو 60 إماما”. وقال في مؤتمر صحافي في فيينا ان ما مجمله 150 شخصا يمكن ان يخسروا حقهم في الاقامة.
كما ذكر أنه يجرى حاليا مراجعة وضع 40 إماما بدقة، لمعرفة ما إذا كان هناك حالات انتهاك لحظر التمويل الأجنبي بينهم. وأوضح الوزير أنه تبين في حالتين حتى الآن وقوع انتهاك للحظر يستوجب الطرد.
وأضاف الوزير أن الأمر يدور حول رجال دين تابعين لـ”الاتحاد الإسلامي التركي للتعاون الثقافي والاجتماعي في فيينا” (أتيب).
وذكر نائب المستشار النمساوي، هاينتس-كريستيان شتراخه، المنتمي لحزب الحرية، أن السلطات تراقب حاليا 60 إماما من إجمالي 260 إماما في النمسا، وقال: “نحن لا نزال في البداية”.
وتستند السلطات النمساوية في هذا القرار إلى قانون الإسلام الصادر عام 2015، والذي يطالب بتبني موقف أساسي إيجابي تجاه الدولة والمجتمع.
كما سيتم اغلاق سبعة مساجد بعد تحقيق لهيئة الشؤون الدينية حول صور نشرت في ابريل لاطفال يمثلون معركة غاليبولي او حملة الدردنيل داخل مسجد يحظى بتمويل تركي.
لا مكان للمجتمعات الموازية
وكان المستشار المحافظ سيباستيان كورتز أعلن في وقت سابق ان “لا مكان للمجتمعات الموازية والاسلام السياسي والتطرف في بلادنا”.
ونددت تركيا بهذا الإجراء واعتبرته “معاديا للاسلام” و”عنصريا”. وقال متحدث الرئاسة التركية ابراهيم قالن “اغلاق 7 مساجد في النمسا وترحيل أئمة بحجج واهية أحد نتائج موجة العنصرية الشعبوية المناهضة للاسلام”. وأضاف في تغريدة على موقع تويتر، الهدف من إغلاق المساجد تحقيق مكسب سياسي من خلال إقصاء التجمعات الإسلامية هناك.
واعتبر أن الموقف الإيديولوجي الذي تتبناه الحكومة النمساوية يخالف معايير القانون العالمي، وسياسات الاندماج الاجتماعي، وقانون الأقليات، فضلا عن أخلاقيات العيش معا. وأشار إلى ضرورة الرفض بكل تأكيد شرعنة معاداة الإسلام والعنصرية بهذا الشكل.
حل جمعية “الطائفة الدينية العربية”
وكانت صحيفة فالتر من اليسار الوسط نشرت في مطلع يونيو صور إعادة تمثيل معركة غاليبولي من قبل اطفال ما أثار رد فعل قوي في اوساط الطبقة السياسية في النمسا على مختلف انتماءاتها.
ويظهر في الصور صبيان في زي عسكري يؤدون التحية العسكرية وهم يقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الاطفال. وفي صورة ثانية يتمدد بعض الاطفال ارضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي.
ويدير المسجد المعني الاتحاد الاسلامي التركي في النمسا والمرتبط بشكل مباشر بالهيئة التركية للشؤون الدينية. واعتبر الاتحاد اعادة تمثيل المعركة “امرا مؤسفا للغاية”.
كما ذكرت مصادر في فيينا، أنه سيجرى إغلاق مسجد في فيينا يشتبه في أنه يقع تحت نفوذ منظمة “الذئاب الرمادية” التركية اليمينية المتطرفة، بتهمة العمل على نحو غير قانوني.
وذكر وزير شؤون ديوان المستشارية النمساوي، جيرنوت بلومل، أن الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا هي من أبلغت عن هذا المسجد بهذه التهمة. وقد قامت السلطات النمساوية أيضا بحل جمعية “الطائفة الدينية العربية” التي تضم ستة مساجد، وذلك على خلفية تصريحات سلفية من ممثلي أحد هذه المساجد.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليمينية المحافظة الجديدة في النمسا تعتزم تشديد الرقابة على نحو أكبر في المستقبل على المؤسسات الإسلامية بوجه عام. ويرى المستشار النمساوي كورتس أن الإمكانيات التي يوفرها قانون الإسلام، الذي أقرته الحكومة النمساوية السابقة، لم يتم استغلالها بالقدر الكافي حتى الآن.