غضب من رداءة البرامج الرمضانية المغربية
الإنتاجات التلفزيونية المغربية تكرر مواضيعها ووجوهها منذ سنوات.
أطلقت منظمة مدنية مغربية تعنى بحقوق المشاهد، عريضة للتنديد بـ”استهتار” القنوات التلفزيونية الرسمية بالمُشاهد في رمضان، من خلال بث برامج “رديئة” خلال وقت الإفطار في شهر رمضان.
جاء ذلك في بيان صدر، الثلاثاء، عن “الجمعية المغربية لحقوق المشاهد” (غير حكومية).
وأفاد بأن “الإنتاجات الكوميدية الهزيلة التي تقدمها القنوات التلفزيونية المغربية خلال رمضان الكريم خلفت لدى المشاهدين استياء عارما، يجد صداه في وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحف الورقية وغيرها”.
وأعربت المنظمة عن “امتعاضها وتذمرها الكبيرين” مما يقدم خلال هذا الموسم. واعتبرت أنه “اجترار للرداءة والضحك الممنهج على ذقون المتلقّين”.
كما استنكرت “المستوى المنحط لبرامج سيت كوم (برامج فكاهية) خاوية الوفاض من الجودة والجدية والإبداعية”.
ورأت أن هذه البرامج “تدل على درجة الحضيض التي وصل إليها المشهد الإعلامي والفني المغربي وهو يُقاد إلى مجزرة الرداءة ويمرغ فيها، ويكرس اللا فن واللا إبداع”.
وأعلنت المنظمة فتح عريضة وطنية تحت شعار “كفى”، لـ”التنديد بمهازل الإعلام السمعي البصري الوطني”، تطالب فيها بـ“وقف الاستهتار بالمشاهد المغربي، والكف عن العبث بالمال العام في القطاع، ووضع حد لاحتقار المواطن والفنان المغربيين”.
كما قررت إقامة “محاكمة شعبية” لما وصفته بـ”سوء تدبير قنوات الإعلام العمومي، ومظاهر الاستهتار بمكونات المجتمع”.
وكان محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال ، أعرب الاثنين عن “تفهمه” للغضب والانتقادات الحادة لنواب برلمانيين من الائتلاف الحكومي والمعارضة، بشأن برامج قيل إنها “مغرقة في الرداءة والتخلف”، و”تضحك على المواطنين بدل أن تضحكهم”.
وسبق للوزير أن دافع عمّا تعرضه القنوات المغربية من خلال استعراضه نسب مشاهدة عدد من البرامج، وقال إن نسب المشاهدة ما بين 2 و8 مايو الماضي، بينت أن بعض البرامج وصلت نسبة متابعتها إلى 7 ملايين و341 ألف مشاهد. وذكر أن الحلقة النهائية من برنامج «لالة العروسة» الذي تعرضه القناة الأولى، وهو من برامج تلفزيون الواقع يتسابق فيه عرسان للفوز بشقة وإقامة حفل زفاف. كما استشهد الوزير ببرنامج «ولا عليك» الذي قال إنه تابعه 4 ملايين مشاهد، وبرنامج «مداولات» عن قضايا المحاكم الذي تابعه 3 ملايين مشاهد.
من جهته انتقد الإعلامي أناس موريد بحدة مستوى البرامج الكوميدية المغربية التي تُعرض حاليا في رمضان. وعبر عن استيائه الشديد من هذه البرامج، التي يُعد هدفها الأساسي إضحاك الجمهور المغربي والترفيه عنه.
كما وجه الناقد السينمائي مصطفى الطالب ملاحظات للأعمال التلفزيونية التي تعرض على شاشات القنوات في المغرب خلال شهر رمضان قائلا إنها “تكرر نفسها وتتجاهل التغيرات الاجتماعية”.
واعتبر أن الإنتاجات الرمضانية المقدمة على قنوات التلفزيون المغربية “لم تتغير منذ سنوات، بل إنها ظلت تكرر مواضيعها ووجوهها، مما يجعلها عرضة للانتقادات كل عام”. ووصف هذه الأعمال بأنها “سقطت منذ سنوات في الرداءة والتكرار” رغم التحولات الاجتماعية والسياسية الكبيرة التي يعيشها المجتمع المغربي.