الحكومة المغربية تطلق منصة رقمية للتصدي لأعداء الوحدة الترابية للبلاد.
الثلاثاء 2018/05/29
أكد رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني، الاثنين، أن بلاده سجلت نقاطا إيجابية في مختلف المحافل الدولية في ما يتعلق بقضية الصحراء بفضل الدينامية المستمرة التي تطبع عمل الدبلوماسية المغربية بتوجيهات سامية وانخراط شخصي من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأكد العثماني خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب أن القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء أنصف المغرب بعدما طالب جبهة البوليساريو بالانسحاب من المنطقة العازلة.
وذكر أن الحكومة جعلت من أولوياتها رفع المجهود الدبلوماسي للدفاع عن القضية الوطنية ومواجهة خصوم الوحدة الوطنية والترابية، وإبطال مؤامراتهم من أجل إنهاء للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وقال رئيس الحكومة المغربية إن القضية الوطنية شهدت تطورات مهمة عززت مكتسبات المملكة بمساهمة من الدبلوماسية الرسمية وكل القوى الوطنية الحية، بما في ذلك الدبلوماسية الموازية البرلمانية والحزبية والنقابية والمجتمع المدني.
ولفت إلى أن ذلك يندرج في إطار التصدي المستمر واليقظ لما يقوم به خصوم الوحدة الترابية من مناورات واستفزازات للمسّ من الوضع القانوني والتاريخي شرق جدار المنظومة الأمنية والوضع القائم في المنطقة العازلة، في خرق سافر لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويقول مراقبون إن “الجبهة الانفصالية تحولت بفضل الحركة الدبلوماسية المغربية إلى متهم بزعزعة استقرار المنطقة وعدم احترام مقتضيات قرارات الأمم المتحدة التي اعتمدها مجلس الأمن منذ أبريل 2007”. وقال محمد الزهراوي الباحث في العلوم السياسية لـ”العرب” إن ما حققه المغرب جاء بفضل سياسة التأني وعدم الانسياق وراء هذه الاستفزازات ونزوعها إلى ضبط النفس.
وكان مجلس الأمن قد أصدر نهاية الشهر الماضي القرار 2414 وطلب فيه من البوليساريو الانسحاب من منطقة الكركرات وعدم القيام بأي خطوة قد تؤدي إلى تأجيج التوتر بين الطرفين.
كما عبّر المجلس في الفقرة رقم 8 من القرار، عن قلقه إزاء إعلان البوليساريو نقل جزء من إدارتها إلى منطقة تيفاريتي، داعيا إياها إلى تجنّب اتخاذ أي خطوة من شأنها تهديد استقرار المنطقة.
لكن الجبهة الانفصالية المدعومة إقليميا من قبل الجزائر، سرعان ما عادت لاستفزازاتها متحدية قرار مجلس الأمن. ونظمت جبهة البوليساريو الأحد الماضي احتفالات تخليدا للذكرى 45 لما تسميه “اندلاع الكفاح” في منطقة تيفاريتي، التي تعتبرها من بين مناطقها “المحررة” والواقعة شرق جدار الدفاع الأمني المغربي في الصحراء، ونقل ما تسميه بـ”برلمانها” إلى المنطقة نفسها.
واعتبر مراقبون أن مثل هذه التحركات، سيكون بمثابة هدية للمغرب، ما سيوفّر له ورقة أخرى لرفض أي مفاوضات مباشرة مع الجبهة الانفصالية.
وشدد العثماني على أن تلك الاستفزازات استدعت من جديد تحركا دبلوماسيا مكثفا للمغرب، حيث تم توجيه رسائل في الموضوع إلى رئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء، والأمين العام للأمم المتحدة لإثارة انتباههم لخطورة هذه الانتهاكات السافرة والمتكررة وانعكاساتها الخطيرة جدا على الاستقرار والأمن في المنطقة، حيث طُلب منهم تحمل مسؤولياتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غير المقبولة.
وأضاف أن المغرب عبر عن إدانته الشديدة لهذه الأعمال الاستفزازية، التي تبين المأزق والوضع الحرج الذي توجد فيه البوليساريو ومن يدعمها عبر نهج سياسة الهروب إلى الأمام وتبني منطق الإفساد، من خلال مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة في بلدة تيفاريتي، شرق الجدار الأمني.
كما دفعت تلك التحركات المغرب للرد الميداني، حيث تم تعزيز الحضور العسكري للجيش المغربي بالقرب من المنطقة العازلة، وأعطيت أوامر لتوجه آليات ومدرعات وفرق مشاة إلى المنطقة.
وقال فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب إنه “بالرغم من واقعية تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء، نعبر عن قلقنا من بعض الفقرات الأخرى بنفس القرار التي تدعو إلى استئناف المفاوضات دون قيد أو شرط مما يصب مباشرة في المطلب الانفصالي الجزائري الذي يعتبر المفاوضات هدفا في حد ذاته”.
وأعلن العثماني عن إجراءات جديدة للتصدي لأعداء الوحدة الوطنية للمغرب.
وقال إن المقاربة المغربية للدفاع عن هذه القضية شاملة، تأخذ كل الأبعاد، والمغرب مستعد لكل شيء للدفاع عن وحدته الترابية، مؤكدا في هذا الصدد على كون تقوية الجبهة الداخلية أداة أساسية للرد على الخصوم.
وأشار إلى أن حكومته تعمل على إعداد برنامج متكامل لدعم قدرات الجمعيات في الدفاع عن القضية الوطنية، ولقيامها بأدوار أكثر جودة وتأثيرا في المراحل المقبلة، وذلك بإحداث منصة رقمية للتكوين التفاعلي عن بعد حول القضية الوطنية.
ونوه العثماني بما قامت به جمعيات المجتمع المدني من أدوار في الدفاع عن القضية الوطنية، معتبرا أن المنصة الرقمية سيستفيد منها المنخرطون فيها سواء من داخل المغرب أو خارجه.