انتخاب بنشماش زعيما لأكبر أحزاب المعارضة في المغرب

انتخاب حكيم بنشماش على رأس حزب الأصالة والمعاصرة يحيي الأمل لدى المراقبين وأنصاره في استعادة دوره وبريقه في الساحة السياسية المغربية.

الاثنين 2018/05/28
رهان أكبر على الشارع
فاز حكيم بنشماس بمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أكبر حزب معارض في المغرب، حيث حصل القيادي في الحزب والذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس المستشارين، على 439 صوتا، مقابل 39 صوتا لمنافسه صلوح محمد و35 صوتا لعدي الهيبة.

واعترف بنشماش بثقل وجسامة المسؤولية المقبل عليها، متعهدا بترميم الحزب من خلال منهجية جديدة سوف يتبناها، وإعادة الحيوية إلى أجهزته بشكل تشاركي وفعال.

وتأسس حزب الأصالة والمعاصرة عام 2008 على يد فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب السابق لدى وزارة الداخلية عام 2008 ويشغل حاليا منصب مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وحل الحزب ثانيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في أكتوبر 2016، حيث حصل على 102 مقعد من أصل 395 مقعدا في مجلس النواب الغرفة الأولى بالبرلمان بعد حزب العدالة والتنمية الإخواني الذي حصل على 125 مقعدا.

وتوقع الأصالة والمعاصرة أن يفوز بالمرتبة الأولى لكن حلوله في المركز الثاني دفع زعيمه إلياس العماري إلى تقديم استقالته أمام المكتب السياسي لحزبه، ليقر المجلس الوطني للحزب خلال أكتوبر الماضي تأجيل البت في الاستقالة. وهو ما أوجد نوعا من الصراع داخل الحزب، في ظل مطالبة البعض من قادته بالموافقة على رحيل العماري وضخ دماء جديدة.

وفي كلمته أمام المؤتمرين قال إلياس العماري إنه قرر الاستقالة تفاعلا مع خطاب الملك محمد السادس الذي انتقد الأداء السياسي والفاعلين السياسيين.

وأضاف “كنت أنتظر أن يتخذ الأمناء العامون لبقية الأحزاب نفس القرار، لكن وجدت أني اتخذته لوحدي وتشبثت بالاستقالة”.

حكيم بنشماش: الثقة داخل الحزب خيبت أمل المتربصين الذين كانوا ينتظرون انشقاقه
حكيم بنشماش: الثقة داخل الحزب خيبت أمل المتربصين الذين كانوا ينتظرون انشقاقه

وكان الملك محمد السادس قال في خطابه في ذكرى عيد العرش نهاية يوليو الماضي إن “اختياراتنا التنموية تبقى عموما صائبة، إلا أن المشكلة تكمن في العقليات التي لم تتغير، وفي القدرة على التنفيذ والإبداع”.

وأضاف أن “التطور السياسي والتنموي الذي يعرفه المغرب لم ينعكس بالإيجاب على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة”.

ويقول مراقبون إن بنشماش سيواجه جملة من التحديات من بينها تفعيل دور الحزب في لعب دور المعارضة، إضافة إلى التحديات المتعلقة بتدبير الخلافات في وجهات النظر بين قيادات الصف الأول في العديد من القضايا ومنها التحالفات المستقبلية، والتهيؤ للانتخابات القادمة بوجوه جديدة أكثر مصداقية. وأكد حكيم بنشماس في أول تصريح له عقب فوزه برئاسة الحزب، عزمه تقوية التنسيق مع المعارضة البرلمانية من خلال القيام بمبادرات مشتركة على المستويين التشريعي والرقابي، وتفعيل مختلف الآليات الدستورية للرقابة البرلمانية، بما في ذلك إمكانية تقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة الحالية.

وصرح عبداللطيف وهبي، عضو المجلس الوطني، بأن الحزب سوف ينتخب مكتبا سياسيا جديدا بعد شهرين، كما ستتم إعادة هيكلة جميع أجهزة الحزب. وشارك في أشغال المجلس الوطني الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة قرابة 900 عضو.

وأكد الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة خلال الدورة الاستثنائية للحزب التي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، أنه يملك مشروع خارطة طريق لقيادة الحزب في السنتين المقبلتين.

ووضعت استقالة العماري الحزب في حالة ترقب، وهو ما ساهم في تراجع دوره مقابل ظهور لافت لحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش الذي أكد عزمه على انتزاع الصدارة من حزب العدالة والتنمية.

وقال المحلل السياسي نوفل بوعمري إن حزب الأصالة والمعاصرة تعرض لصدمة عقب خسارته في الانتخابات الأخيرة.

وأضاف “الحزب كان يتصرف وكأنه الفائز بالانتخابات وسيقود الحكومة، وجزء من قياداته كانت تنتظر مرحلة ما بعد الانتخابات وخاصة ‘الأعيان’ من أجل حصد الغنيمة السياسية لدعمها وتواجدها بالحزب”.

وينتقد الكثيرون الخطاب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي اتسم في عهد إلياس العماري بمهاجمة حزب العدالة والتنمية وانتقاد مرجعيته الإسلامية بدل التركيز على أخطائه الجسيمة أثناء توليه قيادة البلاد منذ 2012.

ويبدو أن الأمين العام الجديد للحزب قد تفطن لذلك الخطأ وهو ما عكسه تأكيده على أن لا أعداء للحزب سوى الفقر والتهميش.

وأضاف “سنحول معاناة ودموع المغاربة إلى وقود من الأمل، وسنستثمر في الثقة؛ لأنها تمثل رأسمالا قويا داخل الحزب، وهي التي مكنته من أن يخيب أمل أولئك المتربصين الذين كانوا ينتظرون انشقاق الحزب”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: