تحذيرات من تغلغل إيران في شمال أفريقيا
وزير الخارجية المغربي يحذر من نشاط إيران في شمال أفريقيا، ويؤكد أن هذا البلد يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في المنطقة.
تسعى إيران إلى التغلغل في شمال أفريقيا من خلال محاولة نشر التشيع في المنطقة أو بالتدخل في بعض الدول التي تعيش صراعات ونزاعات مثل ليبيا والمغرب.
وحذّر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة في تصريحات لموقع “فوكس نيوز” من نشاط إيران في شمال أفريقيا، مشددا على أن هذا البلد “يسعى إلى الحصول على موطئ قدم”.
وأكد بين إيفانسكي، الذي أجرى المقابلة، أن “بوريطة سرد سلسلة من الأدلة التي تم الكشف عنها مؤخرا والتي تشير إلى عقد لقاءات بين قادة حزب الله، حليف إيران، وقادة من البوليساريو”.
وكانت الرباط أعلنت مطلع الشهر الجاري قطع علاقاتها مع إيران بسبب دعم حزب الله اللبناني لميليشيات البوليساريو الانفصالية.
ولا تثير تحركات طهران مخاوف الرباط لوحدها، إذ يتهمها الليبيون أيضا بتأجيج الصراع الذي اندلع سنة 2011 من خلال إرسال مقاتلين للقتال إلى جانب “الثوار”.
ودعمت وزارة الخزانة الأميركية عام 2016 هذه الاتهامات عندما كشفت عن علاقات طهران بتنظيم القاعدة والجماعة المقاتلة في ليبيا وهي مجموعة متطرفة يتزعمها عبدالحكيم بالحاج، وذلك عبر وثائق سرية، يعود تاريخها إلى فترة قليلة سبقت اندلاع حرب الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي في فبراير 2011.
وعقب الإطاحة بنظام القذافي حاولت إيران مد نفوذها في ليبيا من خلال محاولات نشر التشيع في البلاد وهو ما قوبل برفض ليبي كبير.
وبعد انحسار نفوذها في طرابلس اتجهت إيران إلى منطقة جبل نفوسة حيث يستوطن الأمازيغ الذين يعتنقون المذهب الإباظي القريب من المذهب الشيعي.
وكانت تقارير صحافية نقلت عن مصادر أمنية ليبية وجود علاقة بين مجموعات من الأمازيغ الليبيين وإيران، مشيرة إلى أن السلطات الليبية، تجري تحقيقات حول مزاعم بشأن تحويل جهات إيرانية مبالغ مالية تصل إلى أكثر من خمسين مليون دولار لأمازيغ من المذهبين الشيعي والإباضي.
ويقول مراقبون إن النظام الإيراني يحاول استغلال الفوضى التي تعيشها ليبيا لبسط نفوذه في البلد الذي يحظى بموقع استراتيجي مهم يربط بين المشرق والمغرب العربيين، والمفتوح على دول الساحل والصحراء وعموم القارة الأفريقية.
وبحسب هؤلاء فإن النظام يعمل الآن على اقتطاع دولة للأمازيغ في غربي البلاد.